رغم أن البلاد على أبواب انتخابات برلمانية اختار ليوم انطلاقها الرئيس محمد مرسي 22 أبريل القادم، إلا أن التوتر مازال يسيطر على المشهد العام في البلاد، مع اتساع رقعة الاحتجاجات على سياسة جماعة الإخوان المسلمين والرئيس والحكومة، وانتشار حمى توكيلات المواطنين في كافة المحافظات للقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية بإدارة شؤون البلاد، وإنقاذ مصر من خطر السقوط في الفوضى والعنف نتيجة ممارسات النظام. وعلى الرغم من رفض مكاتب الشهر العقاري التابعة لوزارة العدل والمعنية بتسجيل التوكيلات، إلا أن الحدث كان بمثابة رسالة قوية خرجت من بورسعيد إلى الغربية والدقهلية والإسماعيلية والإسكندرية ومناطق واسعة في مصر، ترفض حكم الإخوان وتعلن العصيان على السلطات الرسمية للدولة في ظل حكم الرئيس محمد مرسي. فيما نظم العشرات من القوى الثورية بالإسماعيلية، صباح اليوم الأحد، اعتصاما على شريط السكة الحديد، وقاموا بقطع حركة القطارات بين القاهرة - بورسعيد، في الاتجاهين، وإشعال إطارات الكاوتشوك، كما أغلق المتظاهرون، مديريات القوى العاملة والزراعة ومصلحة الضرائب، في أول أيام العصيان المدني الذي أعلن في المحافظة التي تقع على ضفاف قناة السويس. وفي بورسعيد التي تدخل أسبوعها الثالث للعصيان، وانطلقت منها شرارة العصيان في مواجهة النظام، فقد عاد التوتر من جديد بين قوات الأمن وأهالي المدينة الذين احتجوا على نقل المتهمين من أبنائهم في أحداث استاد بورسعيد، إلى أحد السجون خارج المدينة دون تحديد مكانه من قبل جهات الأمن الذي قام بذلك بشكل مفاجئ بحسب شاهد عيان ل "أنباء موسكو". وأفاد شاهد العيان أن حدة الاشتباكات التي بدأت صباح اليوم أسفرت عن وقوع العشرات من المصابين باختناقات نتيجة إلقاء القنابل المسيلة للدموع، وأن المحتجين قاموا بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف على قوات الأمن. بينما ارتفعت وتيرة العنف من جانب قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين في مدينة المنصورة، حيث تجددت أمس السبت، أعمال العنف من جانب الأمن خلال تشييع جثمان شهيد الدقهلية عندما ردد المشاركون هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"، "بالروح والدم نفديك يا شهيد". وقامت قوات الأمن المكلفة بتأمين سجن المنصورة الذي مرت من أمامه الجنازة، بإطلاق أعيرة نارية، تسبب في إصابة أحد الأشخاص وتم نقله إلى مستشفى المنصورة الدولي. كما قام عدد من المتظاهرين بإلقاء الحجارة على المبنى القديم لمديرية الأمن، وعقب تشييع جثمان حسام الدين عبدالله عبدالعظيم، ونشبت بين الجانبين ما يشبه حرب الشوارع وسط حصار للمتظاهرين من جانب قوات الأمن وعدد من الأشخاص الذين يرتدون ملابس مدنية في الشوارع المحيطة بمديرية الأمن. *أنباء موسكو