* لم يعد مهمَّاً إذا كانت الطائرة معيوبة أو الطيار المرحوم غلطاناً.. وسواءً سقطت سخواي أم أسقطت، فالمؤكَّد أن منكوبي شارع الزراعة لم يذهبوا إلى قاعدة الديلمي الجوِّية ولم يصعدوا لاستمطار الطائرة وإنَّما هي التي فاجأتهم وهم ما بين قاعد وراجل.. ونائم. * الكارثة - أيضاً - لم تكن طبيعية.. وإنَّما حصاد أخطاء مؤكَّدة.. إِذَاً فإن تعويض الضحايا وأسرهم حقٌّ قانوني ملزم.. وأيّ تنصُّل عن المسؤولية أو تسويف في الإنقاذ والتعويض العادل هو جريمة كاملة الأركان تدعو كل محسوب على العمل الحقوقي والإنساني إلى أن يتواجد أو يصدر قرار الاعتزال والذهاب إلى الجحيم.
* تسقط سخواي وتقتل وتصيب العشرات وما يزال المنكوبون يستجدون الالتفاتة المسؤولة إلى أوضاعهم الإنسانية الصعبة.
تسقط الطائرة الكارثة يوم 19 فبراير فلا تسقط اللجان على الحي سوى في الثاني من مارس.. وعندما يرفع مَنْ تبقَّى من الضحايا والجرحى والمكلومين عقيرتهم أمام وسائل الإعلام يحصدون المزيد من اللجان والجديد من الاعتذار.
* وحسناً فعلت قناة «اليمن اليوم» ومذيعها محمَّد منصور عندما جلبت بعض الضحايا ونقلت أوجاعهم إلى المجتمع والمسؤولين وفتحت حساباً لاستقبال تبرُّعات أهل الخير.. لأنه ليس أسوأ من الفرجة عند الكوارث.. وللَّه درّ المواطن الذي قال : ليس عندي سوى ألف ريال لكنني سأتبرَّع به.
* وعندما تقول أُمّ محمَّد المدَّاح : أقسم أننا لم نتسلَّم ريالاً واحداً من الدعم.. ويسبقها طاعن في السنّ ويتحدَّث عن الحاجة إلى بطَّانية أو إناء تصبح الفضيحة هي المعادل الموضوعي البائس للمسؤولية.
* لجنة تطلع من مكان الكارثة.. ولجنة تنزل.. فيما الحال على ما تركته الطائرة.. راجعونا.. انتظروا حتى نحصر.
* يقول الضحيَّة لعضو اللجنة: انظروا كيف تحطَّمت النوافذ.. فيردّ عليه : مش وقت الزجاج فنحن لجنة الدجاج.. ويقول مصاب : نحن مشرّدون.. فيسمع : استأجروا وسنحاسبكم حين ميسرة.. سيَّارتي تحطَّمت.. لسنا لجنة السيَّارات.
* ماذا تعمل اللجان؟
إنها فقط تحصر.. تحصر وحسب.. لجنة حصر البيوت ولجنة حصر السيَّارات ولجنة حصر لتشوّهات الوجه.. وأخرى خاصَّة بتشوّهات الأطراف.. وخامسة للأواني والمدايع والذي منّه.
* إن ما يحتاجه سكَّان منطقة كارثة سخواي هو السرعة في الإيواء والسرعة في العلاج.. ولا بأس من استحداث لجنة مهمّتها متابعة اللجان المنبثقة عن اللجنة الأُمّ.
* اسعفوا المصابين بالسكن والغذاء والدواء.. واحصروا على أقلّ من راحتكم.. واطمئنُّوا فالحسَّابة تحسب وكل شيء بثمن.. وَمَنْ لم يدخل إحدى لجان مؤتمر الحوار يستطيع أن يكون عضواً في إحدى لجان حادثة الطائرة سخواي.
* وحيث وقد اسْتَلَفَتْ أمانة العاصمة مبلغ الإسعاف الأوَّلي وتكاليف الدفن من تاجر «قرضة اللَّه حسنة».. فهي دعوة لجمعيات الخير التي تظهر علينا كل رمضان.. وهي دعوة لفارشي الشيلان الأسبوعية الخضراء أن يتحوّلوا إلى لجنة شعبية لجمع التبرُّعات.. وَمَنْ يدري فقد يحلّ طائر السعد ويتلقَّى الضحايا طائرة إغاثة من حكومة الصومال.