حين تلتقي الغاية والهدف بين نقيضين مختلفين كل الاختلاف سلوكاً ومنهجاً، وتتحد ضد هدف خصم وخصوصاً في العمل السياسي وعلى الطريقة اليمنية (لو معك حاجة عند ..... قله يا سيدي)، وهذا ما حدث بين المكونات الحزبية المعارضة سابقاً في عام 2000-2001م، والتي اتحدت في محاولة منها لتوحيد الصف بعد أن عجزت متفرقة عن الحصول على تمثيل برلماني مشرف في كل الانتخابات السابقة لانتخابات 2006م.متجاوزة التباين والتناقض الكبيرين فيما بينها، فاستطاعت أن تندرج تحت مكون واحد ولو شكلا (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) حتى أصبحت تعرف باسم (اللقاء المشترك)، وعلى رغم التحدي الكبير المتمثل في توجيه تهمة اغتيال الشهيد المناضل (جار الله عمر) الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي. للإصلاح، فقد تم تجاوز هذه المعضلة بتغاضي الاشتراكي حفاظاً على وحدة الصف والهدف الذي تأسس من أجله اللقاء المشترك، ولا شأن لي بمن كان له المصلحة في اغتيال تلك القامة الوطنية العملاقة ومشروعها التقدمي، المهم في الأمر أن تحالف المشترك استمر موحداً ليحصد في انتخابات عام2006م نسبة جيدة مع بقاء المؤتمر في الصدارة لأسباب لا تخفى على عباقرتهم.. وصولاً إلى انطلاق ثورة الشباب التي وجدت فيها أحزاب المشترك فرصة سانحة لتحقيق الغاية المتمثلة في التخلص من المؤتمر والوصول إلى سدة الحكم بأي ثمن. وكان ما كان من إعلان انضمامها بتاريخ 20 فبراير2011م. لتبدأ ثورة الشباب مرحلة جديدة من التحولات الدموية منذ أعلن المشترك تأييده للثورة وتصدر جزءاً من المشهد والخطاب الثوري بما أفقد الثورة حيويتها وطهارتها وسلميتها.. نتج عنه أحداث عصفت بكل شيء وصولاً للمبادرة الخليجية التي مكنت المشترك من القفز إلى سدة الحكم، وهذا ما لم يحلم أن يحققه بتلك السرعة.. وبعد مضي عام على تناصف المؤتمر والمشترك الحكم برئيس توافقي ارتضاه الجميع، ولأن الهدف تحقق بإبعاد (صالح) عن الحكم عمد حزب الإصلاح على إهانة بقية شركائه خصوصاً الرقم الثاني في المشترك الحزب الاشتراكي الذي رفض الاحتفال بذكرى تسليم السلطة لهادي في عدن لما يمثله من استفزاز لمشاعر الجنوبيين واستهتار بالقضية الجنوبية ولتوقع عقلاء الاشتراكي نتائج ما سيحدث، فكانت النتيجة المتوقعة سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحراك في احتفال الموت، واستعراض القدرات الإصلاحية الباهتة الكاشفة لنواياه ولحقيقته كحزب فاشل بكل المقاييس. حيث لم يكتفِ بذلك فقط بل اتهم نظيره الاشتراكي برعايته واحتضانه لفصائل الحراك لتنديد الثاني واحتجاجه على ما حدث من جرائم بشعة في عدن. بعكس ما كان ينتظره الجميع من بدء جميع المكونات السياسية الحاكمة بتنفيذ النقاط العشرين الموقع عليها من الجميع والتي منها الاعتذار لأبناء الجنوب على كل ما حدث بحقه وأبنائه من المظالم المتراكمة، في الوقت الذي يلوح فيه بعض قيادات الحزب الاشتراكي بالانسحاب من المشترك لإصرار الإصلاح على مواقفه الخرقاء وتمسكه بمحافظ عدن الذي دعا الاشتراكي إلى إقالته كونه تواطأ مع قتلة أنصار الحراك . ما ينذر حتماً بتفكيك المفكك، كون الهدف والغاية قد تحققتا برحيل صالح عن السلطة.. ولإصرار وتعنت حزب الإصلاح الذي يعتقد أنه قد أحكم قبضته على كل شيء وصار بإمكانه أن يفعل ما يحلو له مستعرضاً عضلاته، وموجهاً سيلاً من التهم في وجه كل من يلقي عليه اللوم، وهذا ما كان على بقية المكونات في (المشترك) أن تدركه بعد أن أدركه الاشتراكي وتوقعه من حزب عدائي لا يؤمن ولن يؤمن بما تقتضيه الشراكة والعمل الموحد من قيم لم ولن يتحلى بها يوماً، فانتظروا وإن غداً لناظره قريب.