شيع الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي ظهر أمس جثامين خمسة من القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش أثناء تفريقها لفعاليات سلمية واحتجاجات غاضبة نفذتها قوى الحراك بمدينة عدن خلال الأيام الماضية. وانطلقت مظاهرة من الشارع الرئيس بمديرية المعلا بعد صلاة الجمعة التي حضرها الآلاف واتجهت صوب مقبرة مدينة الشعب مرورا بجسر خور مكسر المنصورة. وحمل المتظاهرون صور القتلى الخمسة الذين لُفت جثامينهم بأعلام دولة الجنوب السابقة ورددوا هتافات تنادي باستعادة دولة الجنوب التي كانت مستقلة إلى قبل قيام الوحدة اليمنية في مايو1990م، وهتافات تندد بجرائم القتل التي طالت نشطاء الحراك الجنوبي وأخرى تؤكد رفض الجنوبيين المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني. وقد جرى تشييع جثامين كل من مستقبل الحوسري إلى مقبرة أبو حربة، وحسام محمد حسن إلى مقبرة الرحمن في المنصورة وعومر مشعل إلى مقبرة الرحمن في المنصورة، والصحفي وجدي الشعبي ووداد الصماتي إلى مسقط رأسيهما في طور الباحة بمحافظة لحج. وجرت مراسيم التشييع في ظل انتشار أمني وعسكري كثيف، حيث شوهدت مدرعات وآليات عسكرية منتشرة في العديد من الشوارع العامة والفرعية في المدينة فيما شوهدت الدوريات الراجلة تجوب بعض المناطق القريبة من التظاهرات ومواكب التشييع. وفي سياق متصل حمل القيادي الاشتراكي البارز والمقرب من الحراك الجنوبي الدكتور محمد حيدرة مسدوس محافظ عدن الإصلاح وحيد رشيد مسئولية فشل الاتفاق الذي كان على وشك التوقيع عليه، ويقضي برفع العصيان المدني. وقال مسدوس في تصريح صحفي أمس نقله موقع (عدن الغد) المقرب من الحراك الجنوبي: "ما حدث الخميس أن عدداً من القيادات الجنوبية تلقت اتصالاً هاتفياً من رئاسة الجمهورية عبر الأخ محمد الشدادي، نائب رئيس مجلس النواب، وطلبت فيه عقد لقاء بين المحافظ وقيادات جنوبية بهدف التباحث حول إطلاق سراح المعتقلين. وأضاف بالقول :" ذهبنا إلى محافظ عدن ونحن كلٌّ من أنا محمد حيدرة مسدوس والشيخ صالح بن فريد العولقي، والشيخ حسين بن شعيب، والأخ أديب العيسي. وفي لقائنا بالمحافظ أوضحنا له أن مطالب الحراك الجنوبي بعدن في الوقت الراهن هي كالتالي: إطلاق سراح المعتقلين الجنوبيين وعددهم 35 معتقلاً، وعدم ملاحقة النشطاء الجنوبيين أو اعتقالهم، وعدم اعتراض الفعاليات السلمية، وتقديم الجناة ممن ارتكبوا جرائم قتل بحق أبناء الجنوب إلى القضاء، مقابل رفع العصيان المدني. وتابع قائلا :" استمع إلينا المحافظ وقال إنه لا يستطيع الموافقة إلا بالعودة إلى اللجنة الأمنية وأخبرنا بأنه سيلتقي بها لاحقا وسيعرض عليها ما طرحناه من مطالب، وبعدها بساعات تلقينا اتصالاً من محافظ عدن يطلب من أحدنا الذهاب إلى مدير أمن عدن لتسلم ورقة الإفراج عن المعتقلين الجنوبيين. وقال مسدوس: "حينما ذهبنا إلى مكتب مدير أمن مدينة عدن اللواء صادق حيد تم تسليمنا ورقة تقضي بالإفراج عن أربعة من المعتقلين فقط دون أن تشتمل على ال34 معتقلاً جنوبياً ودون أن يتم التطرق إلى المطالب الأخرى التي طرحت. واختتم مسدوس تصريحه بالقول :" إذاً وطالما أن المحافظ وسلطته هم من أخلوا بالاتفاق الذي كان ممكن التوصل إليه إذا تم تنفيذ المطالب التي طرحناها فإن الدعوة إلى استمرار العصيان المدني اليوم السبت تظل قائمة، كما يظل موقع إقامة مهرجانات 17 مارس في مكانه ولا صحة لنقله إلى ملعب 22 مايو.