شهدت العاصمة السورية دمشق أمس السبت مراسم تشييع جنازة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، الذي اغتيل في تفجير انتحاري وقع بجامع الإيمان في دمشق يوم الخميس الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور رسمي وشعبي كبير يتقدمهم مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون ووزير الأوقاف محمد عبد الستار ممثلا للرئيس السوري إلى جانب وزير الإعلام عمران الزعبي. هذا وأقيمت الصلاة على جثمان العلامة الداعية محمد سعيد رمضان البوطي وحفيده، الذي لقي حتفه في التفجير أيضا، ضمن مراسم تشييع جرت أمس في مسجد بني أمية الكبير بالعاصمة السورية ليواريا بعدها مثواهما الأخير خلف المسجد الأموي بجانب قبر صلاح الدين الأيوبي. وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن كان بين الحضور ممثلون عن اتحاد علماء بلاد الشام ووزارة الأوقاف السورية بكل مؤسساتها وكلية الشريعة في جامعة دمشق. وقال وزير الإعلام عمران الزعبي خلال تشييع الشيخ الراحل إن العلامة البوطي "رجل لا يعوض ولا مثيل له بكل المعاني والمقاييس"، ورأى الزعبي أن " الرد الحقيقي على الجريمة هو تمسك السوريين بالحوار الوطني ومحبة بعضهم بعضا للذود عن سورية ." كما أشار رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك خلال تشييع الشيخ البوطي إلى أن رحيل العلامة لم يكن خسارة لبلاد الشام ودمشق بل لكل مسلم"، مشيرا إلى أن آخر كلمات البوطي "كانت دعوة للإصلاح والحوار"، ومناشدا العرب: "آن الأوان كي نتفاهم ونتحاور وأن نرد الصاع لأعداء سورية". وأوضح النائب البطريركي للروم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري في كلمة ألقاها خلال التشييع أن "الشهيد البوطي كان كلمة المحبة والسلام، وقتلوه لأنه أراد أن يجمع الإخوة مع بعضهم"، لافتا إلى أنه "قتل في محرابه وهو يعلم كلمة الحق، بل قتلوه لأنه لا يعرف إلا الحق" ومؤكدا: "لن نسقط أبدا، وستبقى سورية مرفوعة الراية في كل زمان ومكان لأنها لا تعرف إلا المحبة والكتاب". من جانبه، دعا مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون خلال مراسم تشييع البوطي، إلى "الابتهال إلى الله أن يحقن دماء الأمة ويجمع شملها"، كما ناشد الرئيس السوري بشار الأسد إلى تبني دعوة البوطي إلى المصالحة. لى ذلك، حذر مفتي سورية من أنه إذا سقطت سورية ف "لن يبقى أحد، ولن يبقى هناك جامعة عربية"، وأرسل نداء إلى العالم الإسلامي والعربي قائلا: "تعالوا لإنقاذ سورية".