قبل سبع سنوات لم تكن هناك شجرة نخيل لاتثمر أو ميتة بوادي "رمان" الواقع بمديرية الدريهمي في محافظة الحديدة، لكن الحال تغير تماماً الآن، حيث يتكبد المزارعون خسائر كبيرة جراء موت الآلاف من أشجار النخيل وعزوف المزارعين عن زراعة بساتين النخيل التي توفر المئات من فرص العمل لابناء الوادي.. ( اليمن اليوم ) زارت الوادي وخرجت بالحصيلة التالية: ارتفاع سعر الديزل هو السبب بعد أن كان الحاج حسين علي أحد كبار مزارعي أشجار النخيل في وادي رمان، لكنه الآن لم يعد كذلك، فأشجار النخيل ماتت والبعض تم قطعها، وذلك بسبب عجز هذا المزارع عن توفير متطلبات الزراعة، حيث يقول إنه وبعد أن كان وادي رمان يدر عليهم الأموال ويجنون مكاسب مالية كبيرة تغنيهم طوال العام تصل إلى مئات الآلاف من الريالات، لكن بعد أن ارتفع سعر الديزل أصبح المزارع يعاني معاناة كبيرة ويتكبد خسائر مالية لا يتوقعها أحد، الأمر الذي أجبرهم على ترك زراعة أشجار النخيل وقلعها وتركها تموت وبيع الأراضي...
عاطل عن العمل حمود عبدالله، انضم إلى صفوف العاطلين عن العمل بعد أن كان يعمل في الزراعة بوادي رمان، لكنه حالياً أصبح يطلق عليه صفة عاطل بدلاً من عامل، خصوصاً بعد أن ترك كبار المزارعين زراعة النخيل. ويقول حمود إنه هو والكثير من أبناء الدريهمي كانوا يعملون طوال العام في الوادي، ولكن حالياً يعمل فقط في أيام موسم جني التمور. ويشير حمود إلى أن مئات من الأسر تعتمد بشكل أساسي على توفير لقمة العيش من العمل في الوادي، لكن الكثير منهم هاجروا إلى مركز المدينة للبحث عن أعمال أخرى.
غياب وزارة الزراعة والقطاع الخاص غياب الدعم الحكومي، وخصوصاً من وزارة الزراعة والري، وكذا غياب الاستثمار من القطاع الخاص، زاد من معاناة المزارعين في وادي رمان. هكذا قال الأخ عادل يحيى، أحد أبناء المنطقة، وأضاف أنه كان يتوجب على وزارة الزراعة أن تدعم المزارعين، حيث تقوم بشراء محصول التمور أو مساعدتهم في تسويقها، وكذا توعيتهم بطرق الترويج والبيع، حتى يتم بيع التمور بأسعار مناسبة. وطالب عادل القطاع الخاص بالاستثمار في الوادي في جانب القيام بافتتاح مصنع لتعليب التمور كبقية المصانع الموجودة في اليمن، خصوصا وأن التمور الموجودة من أجود أنواع التمور اليمنية. ويوافقه الرأي الأخ علي عثمان، حيث يقول: إن عدم وجود شركات القطاع الخاص لشراء المحصول من المزارعين، والتنافس عليه هو السبب الرئيسي في انخفاض أسعار التمور.
أسعار التمور لا تغطي تكاليفها أما الأخ أكرم محمد، فيقول إن معاناة المزارعين تزداد يوماً بعد آخر، فأكثرهم أصبح على حافة الإفلاس، وقام ببيع مزارعه وتحويلها إلى أراضٍ سكنيه بدلاً من أراضٍ زراعية تجود بأطيب الثمر. وأشار أكرم إلى أن ارتفاع سعر الديزل كان له التأثير البالغ على المزارعين، فمتطلبات الزراعة كثيرة ومكلفة، وفي حال جني محصول التمور فإن أسعاره تكون زهيدة جداً، حيث يصل سعر 1000 حبه تمر إلى 250 ريالاً فقط، وهو المبلغ الذي لا يتجاوز حتى ربع قيمته الأساسية.. يقع الوادي على بعد 15 كيلومترا من مركز محافظة الحديدة، ويتبع مديرية الدريهمي، وبلغ عدد أشجار النخيل فيه إلى أكثر من مليون نخلة لكن حالياً أصبح العدد أقل من ذلك بعد أن قام الكثير من المزارعين بقلع الأشجار وموت الكثير منها بسبب عزوف المزارعين عن الاهتمام بهذه الشجرة بعد تكبدهم لخسائر مالية بسبب قلة الدعم وتدني أسعار التمور وعدم وجود مستثمرين في هذا الجانب.