أطلقت وزارة الكهرباء يوم الخميس نداءَ استغاثة إلى كلِّ مواطني الجمهورية اليمنية، تطلب منهم التضرُّعَ إلى الله بالدعاء على مخرِّبي الكهرباء، وخاصة بعد صلاة الجمعة.. وكأنَّ أبوابَ السماء لا تفتح إلَّا يوم الجمعة!! خبر بغير راس ماله، كما يُقال.. واللِّي ما يجي مع الحريوة ما يجي بعدها.. وبدل ما كانوا يقولوا "يوم عرس اليتيمة اختَزَقَ الطبل" قد هم بيقولوا "يوم عرس اليتمية ضربوا الكهرباء". تعرف وزارة الكهرباء جيداً أن الدعاء هو سلاح العاجز.. وتعرف أنها لم تستطع أن تغيِّر شيئاً بيدها، لذلك اتَّبعت "أضعف الإيمان"، لأن وزارة الكهرباء وحكومة الوفاق كلّها أعجز من أن تقوم بإلقاء القبض على مخرِّب واحدٍ تطلُّ به من شاشات التلفزيون وتحاكمه، لتُثبتَ لهذا الشعب الطيب أنها تهتمُّ به وباحتياجاته الأساسية. لو كانت حكومة باسندوة قادرةً على فعل شيءٍ لكانت فعلته، لأنَّ "الرُّمح يطعن بأوَّله".. ورمحها مكسورٌ حين يتعلَّق الأمرُ بالدفاعِ عن حقوقِ المواطن الذي يبتلعُ غُصَّته ويصمتُ دون أن يفكِّر حتى في معاتبتها، فيشتري المولِّدات الكهربائية والشموع وكشَّافات الضوء، بدلاً من الخروج في مسيرات تطالب بسقوط هذه الحكومة.. ألا يستحقُّ هذا الشعب أن تنحني له حكومة الوفاق وتعتذر له بعد كلِّ خبطةٍ جامدة!! الدعاء يا وزارة الكهرباء إن كنتم تؤمنون بجدواه وفاعليته، فأحرى بكم أن تتجنَّبوا دعاء المساكين الذين تعبثون بأعصابهم وتقلقون راحتهم وتفشلون في حماية حقوقهم، باعتباركم مسئولين وهم رعيَّتكم.. طلب الدعاء من وزارة الكهرباء يبدو شبيهاً بمزحة ثقيلة جداً..وتبدو وزارة الكهرباء في هذه الحالة مثل "المِحْجِرَة في بيت الموت".