رفضت القيادات الجنوبية في الخارج المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ما لم يتم تنفيذ نقاطها التي تقدمت بها خلال لقاء جمعها مؤخراً بالمبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن (جمال بن عمر) في دبي.. وكانت محادثات سرية قد أجريت الأسبوع الماضي بصورة مباشرة بين الرئيس هادي وعدد من القيادات الجنوبية الرافضة للمشاركة في مؤتمر الحوار والمتواجدة داخل اليمن وخارجه. وكشفت مصادر مطلعة ل"اليمن اليوم" أن تلك القيادات أبدت تأييدها للحوار الوطني لكن شريطة تنفيذ عدد من مطالبها المتمثلة بإطلاق كافة المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي، وقف عسكرة الحياة السياسية، وإعادة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى الخدمة، إلى جانب ضرورة أن يكون الحوار نِدِّياً بين الشمال والجنوبي وفي بلد خارجي يضمن تحقيق أية مخرجات للحوار الوطني. وكان قادة تيار الانفصال في الحراك الجنوبي والمتواجدون حالياً خارج اليمن قد عقدوا عدة لقاءات مع (جمال بن عمر) في دبي ورفضوا المشاركة في الحوار ما لم يتم استيعاب مطالبهم. وتبذل حالياً جهود رئاسية وأخرى أممية في دفع تلك القيادات للمشاركة في مؤتمر الحوار الذي استأنف فعاليته أمس، على اعتبار أن نجاح المؤتمر في حلِّ كبرى قضاياه المتمثلة بالقضية الجنوبية مرتبط بمدى مشاركة هؤلاء في الحوار، غير أن عضو هيئة رئاسة المؤتمر (سلطان العتواني) أبدى تفاؤله في مشاركة القيادات الجنوبية في الحوار، معتبراً شروطهم بأنها مجرد ضغوط فقط لتقديم مزيد من التنازلات لهم. وكان ممثلو الحراك الجنوبي ومحافظة صعدة قد نفذوا أمس وقفة احتجاجية لنحو ساعتين للمطالبة بتنفيذ النقاط العشرين الخاصة بقضيتي صعدة والجنوب والمتضمنة إطلاق المعتقلين على خلفية القضيتين وتقديم الاعتذار لأبناء تلك المحافظات..إلخ. وكان قرابة 400 مشارك في مؤتمر الحوار الوطني قد وقعوا على مذكرة تقضي بضرورة تنفيذ النقاط العشرين قبل الدخول في مناقشة القضايا الرئيسية.. وهدد ممثلو الحراك بالتصعيد من خلال تنفيذ وقفة احتجاجية بمعدل ساعتين يومياً حتى يتم تنفيذ النقاط العشرين. وقد خيَّمت الخلافات حول البيان الختامي للجلسة الافتتاحية على جلسة أمس التي بدأ فيها تيار الإصلاح متمسكاً برفضه لنبيلة الزبير ونائبها (عبدالكريم جدبان) كرئيس ونائب لفريق محافظة صعدة.. وبرر صعتر اعتراضه على ترؤس نبيل الزبير بوقوع تجاوز اللائحة التي قال بأنها تشترط توافق بنسبة 90% كشرط أساسي للرئيس "ولم يحقق هذا الشرط في اختيار الزبير وفريقها"، مشيراً إلى ضرورة تحقيق ذلك. وكانت (نبيلة الزبير) قد حازت على 26 مقعداً في الانتخابات التي أجريت قبل نحو أسبوعين لتفوز بنصيب رئيس الفريق المكلف بدراسة قضية صعدة.. كما حاز النائب (عبدالكريم جدبان) بمنصب النائب في رئاسة الفريق، غير أن جناح الإصلاح داخل الفريق رفض حتى الآن تلك النتائج على اعتبار أنها لا تنص اللائحة، في حين يرفض أغلب شيوخ الحزب وجود امرأة في رئاسة الفريق.. وعلقت (نبيلة الزبير) على حديث صعتر بأن الخلاف القائم فقط على النائب جدبان، غير أن صعتر قال أمس إن الخلاف على رئاسة الفريق لا يزال قائماً "ولن نقبل بتلك النتائج التي لا تحقق توافقاً بين كافة الأطياف". وشهدت الفرق الثمان الأخرى التي كان يتوقع بتُّها في دراسة كلِّ قضية على حدة خلافات حادة بين مؤيدين ومعارضين لسحب البيان الختامي الذي أعلن نهاية الأسبوع قبل الماضي إثر اختتام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الذي افتتحه رئيس الجمهورية في ال18 من الشهر الماضي. وبرز المستقلون على رأسهم رئيس منتدى التنمية السياسية (علي سيف حسن) من أبرز المطالبين بسحب البيان، على اعتبار أن الجلسة الافتتاحية لا يجب أن يصدر عنها بيان ختامي يقضي على مخرجات الحوار الوطني.