الخطأ الفادح الذي وقع فيه رئيس الجمهورية ،المشير عبدربه منصور هادي، هو تعيينه شوقي أحمد هايل، محافظاً لمحافظة تعز. ولو أن المشير عبد ربه استشارني قبل أن يصدر قرار التعيين، لكنت – بناء على خبرتي بأبناء وأهالي مدينة تعز – نصحته بتعيينه محافظاً لمحافظة عمران، أو مأرب ، أو الجوف ، وليس محافظاً لمحافظة تعز. صحيح أن قرار التعيين هذا كان أهم وأعظم وأفضل قراراته، وأكثرها ثورية ومدنية.. لكن القرار شيء والواقع شيء آخر. ذلك لأن أبناء تعز – وبالأخص أولئك الذين استقروا وركدوا في المدينةتعز- تعزيون أكثر من كل التعزيين، حزبيون أكثر من كل الحزبيين ، عقائديون أكثر من كل العقائديين، ناصريون أكثر من جمال عبد الناصر، اشتراكيون أكثر من كارل ماركس، إسلاميون أكثر من أسامه بن لادن، بعثيون أكثر من ميشيل عفلق، مؤتمريون أكثر من على عبد الله صالح، حوثيون أكثر من بدر الدين الحوثي، ثوريون أكثر من جيفارا، قبليون أكثر من بني ضبيان. لذا كان من الصعب في زمن التقاسم والتكالب الحزبي على السلطة والثروة، وفي زمن النهب الثوري، وفي زمن القبائل التعزية المسلحة الصاعدة من قلب ومن صلب الثورة الشبابية السلمية، أن يقبل أبناء تعز بمحافظ من طراز شوقي أحمد هايل. شوقي مستقل، وهم يريدون محافظاً حزبياً وعقائدياً. شوقي مدني، وهم تعودوا على محافظ إما عسكري شارك في الحرب، أو قبلي شارك في النهب. شوقي منفتح، وهم يريدون محافظاً منغلقاً يُغلِّق عليهم. شوقي عملي وحمار شغل، وهم يريدون محافظاً مهرجاً ومزايدا يزايد عليهم. شوقي غني، وشابع، وهم يريدون محافظاً جائعاً ينهبهم نهباً مبينا. شوقي يريد أن يمدِّنهم ويرفع من مدينتهم المخلفات والقمامة، وهم مع بقاء القمامة وضد مخلفات الاستعمار والإمامة. شوقي يريد أن ينقلهم من زمن العطش إلى زمن الارتواء، وهم يعتقدون أنه يتآمر على عطشهم الثوري، وأن هدفه هو إخماد توقهم وأشواقهم وظمأهم إلى الثورة.