لماذا رحلتَ وتركتَ حائطكَ مفتوحاً كجُرح.. كأنك على ثقة أننا سنأتي إلى هنا كلما احتجنا إلى أن نضع دمعة كبيرة!! اشتقتُ إليك يا رمزي.. كلُّ الأصدقاء الآن في تعز.. أنا لم أسافر معهم.. لأنني لن أحتمل تعز بدونك.. أنت الآن بصحة جيدة.. أليس كذلك يا صديقي؟؟ لم تعد مضطراً للوقوف أمام الصيدليات لشراء حبوب الهايدراء، ولم تعد مضطراً للاستسلام للوجع والابتسام في عيون الأصدقاء كي لا تُشعرهم بشيء.. ما زلت أحتفظ برقم تلفونك.. لا أدري لماذا.. لكني سأحتاج إليه ذات يوم.. ما زلتُ أبكي كلَّما تذكرتُ أنني أرسلتُ لك رابطاً لأغنية محبَّبةٍ إلى نفسك، ولا أدري كيف نسيتُ أن الدنيا سرقت منك حاسة السمع!! لم تردّ حينها كي لا أتألم.. وتحمَّلت الألم وحدك كعادتك. تذكرتُ وحاولت مواساتك.. وأكَّدتُ لك أنك ستستعيد سمعك.. وسنغني كما كنا نفعل في المكلا وفي تعز، وسنسمع معاً أغاني أيوب الوطنية التي كانت تفعل الكثير.. فحين انقسم الشعب في ساحة الجامعة وفي ميدان التحرير كان صوت أيوب هو الذي يجمعهم، وكان هو الشيء الوحيد الذي يتفقون عليه. قلت لي بشجاعة أبكتني: الحياة لا تستحق أن نعيشها بكلِّ حواسنا. رمزي.. أنت الآن في قبرك تنظر إلينا بسخرية وإشفاق هل تهيم الآن ملء الفضاء كتلك الأرواح التي تحدثنا عنها؟ هل تتفقَّد صفحتك أم أنك تركتها لننشر عليها مواجعنا فقط؟ هل تتذكر يا رمزي سفرنا المتواصل ل 22 ساعة، وأنا أثرثر في حضرتك، ولا تملك غير تلك الابتسامة تدافع بها عن نفسك !! صوتك ما زال يتهادى كنسمة.. وابتسامتك أمام الكاميرا كانت تُخجلها. أعطني أية إشارة على أنك هنا لكي ألحق بك.