"فشلت المعارضة المُسلحة في مهمتها لإسقاط دمشق.."استهداف الكيان الصهيوني لمواقع أبحاث عسكريه بالتزامن مع قصف الجماعات الإرهابية لهذه المناطق للمرة الثانية ليس من قبيل الصدفة وهذهِ المرة يوضح مدى الترابط العضوي بين الجماعات الإرهابية والكيان الصهيوني الذي يُقاتلون بالوكالة عنه ،القصف الأخير لمراكز الأبحاث في ضواحي دمشق كان مقامرة إسرائيلية كبيرة لانتشال معنويات ميليشياتهم الإرهابية على الأرض بعد الضربات الموجعة التي وجهها لهم الجيش العربي السوري مؤخرا والانتصارات الكبيرة التي حصدها من إبادات جماعية للمجاميع المُسلحة والضربات الاستباقية ودك أوكارهم. يُقرأ تهور إسرائيل ومقامرتها من حيث وضع نفسها في موقع الإدانة الدولية وموقع المترقب للرد وما كان إغلاق أجواء حيفا والتأهب على الحدود المحتلة اللبنانية إلا جزء من ذلك، وثانياً أنها بضربتها هذه لم تدمر شيئا استراتيجياً يغير موازين القوى، فلم تكن خسارة سوريا بتلك الفداحة التي تقوي من مركز إسرائيل، وكان الاستهداف هذه المرة صاروخيا، وهذا يدلل على أن الثغرات الأمنية التي صنعتها الجماعات الإرهابية في الرادارات وأنظمة الدفاع الجوي قد تعافت وعادت أقوى، فالمرة الأولى استهدفت المعامل في ريف دمشق بالطيران الصهيوني، حيث حلق طيران الكيان لمدة 11 دقيقة ونفذت العدوان وهذه المرة لم تستطع فعل ذلك فنفذت العدوان بالصواريخ. الكلام عن الرد السوري تشعب ومنهم من أخذه على أنه ضعف وتهرب، ومن المعروف وكما أجمعت كل الفصائل الفلسطينية واللبنانية المقاومة أن استهداف سوريا استهداف لمحور المقاومة والممانعة بشكل عام، لذا لن يكون الرد بالنمط العادي طلقة بطلقة.. صاروخاً بصاروخ.. قذيفة بقذيفة ، يجب أن يكون فعالاً أي أن يوجع الكيان لا أن يكون رد فعل، يجب أن يكون سريعاً يلبي حاجات الشارع والسخط الشعبي، لا أن يكون متسرعاً، ويجب أن يكون استراتيجياً يؤثر على موازين القوى على الأرض، وعادة في الفقه العسكري الاستراتيجي لا يعلن عن ماهية الرد إلا بعد تنفيذه، ويكون إعلان لنجاحه، وكما أن الرد ليس من الضروري أن يكون عسكرياً إلا أنه من المهم أن يكون عسكريا هذه المرة، فإن القرار لا يكون عسكرياً بحتاً، بل سياسياً اجتماعياً اقتصادياً عسكرياً في نفس الوقت . العدوان الصهيوني الأخير على سوريا إذا كان يدلل على شيء فهو أنه كلما ضعفت أدوات الصهيونية في الجغرافيا السورية ظهرت سيدتهم لتتولى بنفسها المهام الموكلة إليهم، ويدلل على الإفلاس سواء من قبل -الجامعة الأعرابية- التي علقت عضوية "المعارضة السورية" وكذلك الإفلاس الأمريكي، حيث تخلت أمريكا عن ورقة التدخل العسكري ،وأيضاً الإفلاس الإرهابي الذي عولت عليه كل من المعارضة الخارجية وأمريكا وإسرائيل، فحتى اليوم وبعد مضي عامين على الحرب على سوريا لم تحقق الجماعات المسلحة الإرهابية أي نصر استراتيجي على الأرض يغير في الجُغرافيا، وظهر الجيش العربي أنه الجيش العربي الأخير المُعد والمؤهل لخوض هذه الحرب الكونية على سوريا، وأنه آخر جندي في قلعة العرب الأخيرة.