قتل شخص وأصيب 8 آخرون في مواجهات مسلحة شهدتها محافظة حجة أمس بين تجار الخضار والفواكه ومسلحين قبليين برفقة رجال الأمن. واندلعت المواجهات التي استمرت نحو ساعتين، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إثر إخراج مدير أمن مدينة حجة كامل أبو سالم، حملة على بائعي الخضار والفواكه في المدينة. وقال شهود عيان إن أفراد الحملة التي كانت بقيادة مدير أمن المدينة و10 أفراد اشتبكوا مع الباعة بعد قيام الجنود بمداهمة بسطات البائعين، مشيرة إلى اندلاع مواجهات بالعصي والحجارة بين الجانبين، غير أن الجنود أطلقوا النار في الهواء بغية تفريق الباعة، قابلها قيام البساطين بتحطيم الدورية. مصدر أمني في المحافظة قال ل"اليمن اليوم" إن الجنود نزلوا بهدف فتح شارع وسط المدينة أغلقه البساطون، مشيرا إلى أن البساطين باشروا برشق أفراد الأمن بالحجارة، مما تسبب بإصابة 2 من الجنود. وأشار المصدر إلى أن أفراد الحملة انسحبوا إلى إدارة أمن المحافظة، حيث التقوا بنائب مدير أمن المحافظة الجديد والمعين مؤخرا (سلطان الغريبي)، والذي طالبهم بالعودة والقبض على البساطين. وأوفد الغريبي جنوداً برفقة مدير أمن مدينة حجة والذي استعان هو الآخر بمسلحين من قبيلته لنصرته. وفور وصول مسلحي قبيلة الشراجي التي ينتمي إليها مدير أمن المدينة، برفقة عدد من الأطقم الأمنية، تفجرت اشتباكات عنيفة مع من تبقى من الباعة والبساطين.. وسُمع دوي إطلاق نار من كافة اتجاهات المدينة.. ولم يعرف مصدر تلك النيران التي انطلقت من معدلات ورشاشات.. وقد قتل مالك طاحونة في المدينة يدعى جبران أحمد المعمري في تلك المواجهات والتي تدخلت فيها أطراف أخرى، وأصيب 6 أشخاص بينهم 3 جنود. ووصفت حالة 3 من المصابين بالخطيرة. وعقب توقف المواجهات تبين أن القتيل ينتمي إلى قبيلة مدير أمن مدينة حجة، الأمر الذي أثار قبيلة المدير "الشراجي"، حيث تدافع مسلحوها حتى ليلة أمس إلى مدينة حجة، بغية الانتقام لمقتله. ويتهم مسلحو القبيلة البساطين بقتله، لكن مصادر محلية قالت إن رصاصة طائشة قتلت المعمري أثناء ما كان يجلس داخل طاحونته. واتهمت المصادر المحلية نائب مدير الأمن الجديد بالوقوف وراء تفجير الوضع في المحافظة، مشيرة إلى أنه حرض مدير أمن المدينة على الانتقام. وأشارت المصادر إلى أن سلطان الغريبي الذي كان مساعدا لقائد المليشيات المسلحة التابعة لأولاد الأحمر إبان حرب الحصبة سبق وأن حاول تفجير الوضع بين الحوثيين والإصلاحيين عندما أرسل مسلحين مدنيين لاقتلاع خيمة تابعة للحوثيين الأسبوع الماضي، حيث اندلعت اشتباكات بين حراس الخيمة والمسلحين أسفرت عن إصابة شخصين، في حين قام النائب الثاني لمدير أمن محافظة حجة باعتقال 3 من أنصار الحوثي وإيداعهم السجن. وكانت مصادر مطلعة قد كشفت للصحيفة في وقت سابق عن ضغوط مارسها حميد الأحمر، على وزير الداخلية بهدف تعيين الغريبي نائبا ثانياً لمدير أمن حجة، وترقيته إلى رتبة عقيد. ورفضت السلطة المحلية وشيوخ قبائل المحافظة قرار تعيين الغريبي الذي نزل حجة برفقة مسلحين من قبيلة العصيمات التي ينتمي إليها. وتعتبر السلطة المحلية قرار تعيين الغريبي نائبا لمدير الأمن محاولة للسيطرة على حجة بعد فشل الإصلاح في السيطرة عليها بوسائل أخرى.