مضى شهر على اعتقال والده ونحو 37 من رفاقه البساطين في السوق المركزي بحجة، وبدأ الجوع يفتك بالأسرة الصغيرة المكونة من 5 أطفال، فقرر فتح دكان والده الذي كان مصدرا وحيدا لدخل الأسرة، غير آبه بالمسلحين الذين يفرضون حصارا على السوق. كان يعتقد أن طفولته التي لم تتجاوز العاشرة سوف تشفع له لدى المسلحين، ولم يعلم بأنه سيتعرض للضرب المبرح والسجن. تلك نهاية الطفل أسامة الذي تجرأ على مواجهة قبيلة الشراقي التي تمارس التنكيل بحق بائعي الخضار والفواكه في حجة. أسامة أحد أفراد أسرة من أصل مئة أسرة صارت مشردة في الشوارع منذ أن شن مسلحو القبيلة التي ينتمي إليها مدير أمن مديرية حجة، هجوما على البساطين في السوق المركزي الشهر الماضي، تطورت حينها إلى مواجهات بين مدير الأمن والبساطين، مما تسبب بإصابة جندي وتضرر طقم شرطة، عندها استعان مدير الأمن بمسلحي قبيلته لملاحقة البساطين، لكن الأخيرين لم يستسلموا وقاوموا الحملة فحدث ما لم يحمد عقباه. اندلعت مواجهات مسلحة حينها انتهت بمقتل صاحب طاحون ينتمي إلى قبيلة مدير الأمن، فتوعد مدير الأمن وشيوخ قبيلته بإجبار البساطين على دفع الثمن. بعد يوم واحد على المواجهات المسلحة تقاطر عشرات المسلحين من قبيلة الشراقي مدعومين بنفوذ مسئولين في الأمن والسلطة المحلية، وبدأوا حملة ملاحقات طالت نحو 70 شخصا من البساطين. يقول شهود عيان ل"اليمن اليوم" إن مسلحي القبيلة كانوا يحاصرون المنزل الذي يقطن فيه أحد بائعي الخضار، ومن ثم قاموا باقتحامه وانتهاك حرمته بحثا عن تاجر الخضار والفواكه.. وعندما لم يجدوه قاموا بنهب ما رأوه مناسبا بعد أن عبثوا بأثاث المنزل واعتدوا بالضرب على أفراد الأسرة. طالت عملية المداهمة أكثر من 50 منزلا في مدينة حجة - وفقا لرواية شهود عيان- وتم إيداع نحو 38 شخصا السجن المركزي في حجة في وقت أغلق فيه مسلحو القبيلة السوق المركزي. عندما رأى أسامة والدته تخرج نهارا إلى إحدى الجولات للتسول بهدف تأمين قوت يوم لأطفالها كما يقول.. غضب وتوجه صوب دكان والده.. وعندما شرع بفتح الباب توجه إليه مسلحون وباشروا بضربه ومن ثم أخذه إلى السجن، قبل أن يطلق سراحه بحجة أنه طفل. تقول مصادر محلية بأن أسر البساطين والتي تتجاوز المائة أسرة، لجأت خلال أيام رمضان إلى الشوارع والجوامع، علها تحصل على قوت يومها، في حين يواصل مدير الأمن احتجاز نحو 38 في السجن، ولا يزال مصير آخرين مجهولا. تطوع العديد من المحامين في حجة للترافع عن البساطين الذين ترفض قوات الأمن تحويلهم إلى النيابة، غير أن مسلحي قبيلة الشراقي يفرضون حصارا على النيابة ويتمركزون على مداخلها.