شهدت العاصمة صنعاء أمس حالة جديدة من الصراع على المساجد، حيث أصيب 9 على الأقل في اشتباكات جرت بين أتباع المذهب الزيدي المقربين من جماعة الحوثي من جهة وسلفيين وإخوان مسلمين (إصلاح) من جهة أخرى، على جامع التيسير الواقع بين شارع الزراعة وجولة سيتي مارت بصنعاء، بعد يومين من اشتباكات مماثلة لكنها بين السلفيين والإصلاح على جامع الريان حي نقم. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن 5 من أتباع جماعة الحوثي أصيبوا بطلق ناري وتم نقلهم إلى مستشفى المؤيد، وهم (محمد عبدالله المتوكل، عبدالله شرف المتوكل، إبراهيم الجماعي، عقيل الشهاري، محمد السنباني)، وهو ما أكده أيضاً مصدر في جماعة الحوثي.. وأشار المصدر الأمني إلى إصابة 2 من الطرف الآخر "السلفيين والإصلاح" لم تتسنّ معرفة أسماؤهم فيما أصيب 2 من أفراد الأمن (أحمد محمد الأصوع، خالد علي محمد الكوكباني). وفي تصريح ل"اليمن اليوم" تبادل الطرفان أمس الاتهامات، ففي حين قال مصدر سلفي "إن جماعة الحوثي منعت المصلين من أداء صلاة التراويح ما دفع بأبناء الحي إلى محاصرة مسلحي الحوثي داخل الجامع، مصرين على حقهم في أداء صلاة التراويح".. قال مصدر حوثي "إن 5 جرحى من المصلين سقطوا في جامع التيسير جراء إطلاق الرصاص الحي وإلقاء قنبلة يدوية "صوتية" من مجاميع سلفية إخوانية حاولت اقتحام الجامع"، قال إنهم قدموا على متن باص خصوصي يحمل رقم (217035/1). ونفى المصدر أن يكون هناك أحد منع المصلين من أداء صلاة التراويح، وقال: "إمام الجامع أغلق الميكرفون بعد الانتهاء من صلاة العشاء وترك الجامع لمن يريد أن يصلي التراويح، بحسب توجيهات وزارة الأوقاف والإرشاد التي عمِّمت لأئمة المساجد عدم فتح الميكرفونات أثناء صلاة التراويح، غير أن مجاميع سلفية وإخوانية (حزب الإصلاح) تريد أن تجعل من التراويح ذريعة لفرض سيطرتها ليس على جامع التيسير وإنما على مختلف جوامع العاصمة صنعاء"، أو كما قال. وتعليقاً على هذا قال رئيس حزب الأمة، محمد مفتاح ل"اليمن اليوم" وهو من مراجع المذهب الزيدي في اليمن: "ما يحصل اليوم ليس جديداً، فسبق أن شهدت العاصمة صراعاً على المساجد مطلع التسعينات، وفي فترات متقطعة".. مشيراً إلى أنها محاولة مد النفوذ من مختلف الأطراف والاستفادة من التحولات. وأضاف: في السابق وعندما كان أتباع المذهب الزيدي والحوثيون في موقف الضعف والحروب تشن عليهم وعدد منهم في السجون، سيطر الطرف الآخر على معظم المساجد وعلى المدارس وعلى الوظائف.. إلخ، واليوم ربما أن هناك محاولات للاستفادة من توازن القوى واسترداد ما فقده هذا وذاك. واعتبر مفتاح الصراع من حيث المبدأ "امتداداً للصراع الإقليمي" أو ما أسماه صراع المحاور.