كشف مدير أمن العاصمة صنعاء الدكتور عمر عبدالكريم أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث الاشتباكات التي وقعت في مسجد التيسير الواقع بحي الزراعة بصنعاء والتي سقط على إثرها ثمانية مصابين بينهم جنديان وسته مواطنين أصيبوا بعيارات نارية في الحادث الذي وقع بسبب خلافات حول صلاة التراويح. وأوضح مدير الأمن أن التحقيقات جارية لمعرفة كافة ملابسات الحادث. و قال أنه سيتم اليوم التعميم بمنع حمل السلاح أو الدخول به للمساجد في العاصمة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن توجيهات صدرت من أمين العاصمة لتسليم المسجد لتديره وزارة الأوقاف تفادياً لوقوع أي حوادث أخرى مستقبلاً. وأصيب 7 أشخاص بجروح عند اندلاع خلاف حاد، مساء أمس، حول صلاة "التراويح"، في أحد مساجد العاصمة صنعاء. وجرح الأشخاص ال7 بفعل انفجار قنبلة يدوية داخل صحن مسجد التيسير في شارع الزراعة، أثناء نشوب معركة بين مجاميع إصلاحية وسلفية من جهة، ومجاميع من الحوثيين وأتباع المذهب الزيدي من الجهة المقابلة، قبل أن تتحول المعركة إلى إطلاق النار استمر حوالي ساعة، طبقا لبعض شهود العيان. وتبادل الطرفان اتهامات التسبب بالمعركة، فبينما قالت مصادر "الإصلاح" ووسائله الإعلامية، إن "الحوثيين" حاولوا منع إقامة صلاة "التراويح" في المسجد؛ قال الحوثيون بدورهم إن إصلاحيين وسلفيين حاولوا السيطرة على المسجد، بينما كانت صلاة التراويح قائمة أصلا، ولم يمنعوها. وتوافد إلى محيط المسجد مسلحون من الطرفين، وألقى أحدهم قنبلة انفجرت في مجموعة طلاب كانوا يشكلون حلقة قرآن في صحن المسجد، وجميعهم من "أنصار الله". وحصلت "الأولى" على أسماء الجرحى، وهم: نبيل المؤيد، محمد عبدالله المتوكل، عبدالله، شرف المتوكل، إبراهيم الجماعي، عقيل الشهاري، ومحمد السنباني. ويبني الحوثيون على حقيقة سقوط جرحى منهم، روايتهم التي تتهم مجاميع الإصلاح والسلفيين ببدء المعركة بغرض فرض سيطرة كاملة على المسجد الذي يقول الحوثيون إنه أحد مساجد "الزيدية"، حيث إنهم هم من بنوه وإن إمامه وخطيبه منهم. ويضيفون أن مسلحي الإصلاح والسلفيين توافدوا إلى المسجد ومحيط المسجد، وانتشروا في بنايات وأسطح عمارات مجاورة له، وأن هؤلاء المسلحين قيادات شبابية إصلاحية معروفة في ساحة التغيير بصنعاء، وبينهم المسؤول الأمني السابق في الساحة. وقال ل"الأولى" مصدر حوثي إنهم تفاجأوا "بانتشار مسلحين من قبل ما سماه عناصر تكفيرية مدعومة من الإصلاح والفرقة، وتحاول السيطرة على الجامع التابع للزيود، وتريد فرض صلاة التراويح، وحاصروهم داخل المسجد، كما منعوهم من إسعاف المصابين"، نافيا أن يكون مسلحو جماعته منعوا إقامة صلاة التراويح، قائلا: "أخلينا المسجد لإقامة صلاة التراويح لمن يريد، وبقينا في الصوح لإقامة برنامجنا القرآني، ولم نرفض أو نمنع أحداً، ولم نستخدم القوة ضد أحد". ومن جهته، اتهم حزب الإصلاح الحوثيين بمنع إقامة التراويح في المسجد، وذكر موقع "الصحوة نت" التابع لحزب الإصلاح، أمس الجمعة، أن الحوثيين منعوا المصلين من أداء صلاة التراويح في جامع التيسير في الدائري بالعاصمة صنعاء، مساء أمس، وسط إطلاق نار. وقال: "الحوثيون أطلقوا الرصاص في الهواء في محاولة لإرهاب المصلين، ومنعهم من أداء صلاة التراويح بالقوة, وأن الحوثيين يدعون ملكيتهم للجامع، وهو ما يخولهم منع المصلين من أداء صلاة التراويح". شهود عيان مستقلون قالوا ل"الأولى" إنهم شاهدوا مجاميع مسلحة من الطرفين خلال الأحداث تتوافد إلى محيط المسجد والشوارع المؤدية إليه. وخلال ذلك توافدت إلى مكان الحدث قوات مكافحة الشغب وأطقم عسكرية ومدرعات وناقلات جند، قامت جميعها بفرض طوق على المسجد، فيما كان حوثيون بداخله حتى وقت متأخر من الليل. مصادر في الحي أوضحت أن جنود الأمن اعتقلوا عددا من سكان الحي، وقاموا بتوقيعهم على عريضة تطالب بإغلاق المسجد نهائيا. ويعد مسجد التيسير أحد المساجد المهمة التي ينشط "أنصار الله" (الحوثيون) فيها، ويدور تنافس شديد بينهم وبين "الإصلاح"، منذ مدة، على هذا المسجد الذي يقع في موقع حيوي في قلب العاصمة.