كان بمقدور بشار الأسد أن يستجيب لثلاث نقاط نقلها إليه وفد خليجي .. الأولى فك التحالف مع إيران.. والثانية رفع أي غطاء عن المقاومة في لبنان وفلسطين.. والثالثة طرد خالد مشعل.. لكنه "لم يسمع الكلام"، وزاد على كل ذلك بالحديث عن حق العودة للفلسطينيين .. * ولهذا لم يعد في الحال أي غموض أو ميوعة في مؤامرة تحافظ على نظام الأسد وتحافظ على معارضيه ليصل الحال حد تخريب مدن بأكملها، دونما استثناء للمدارس والقباب والمآذن.. وهنا فالمطلوب في سوريا هو تدمير سوريا لصالح إسرائيل .. * ودائماً.. رحمتك يا رب.. لأن لغة الدم ولغة التحريض على أن يبقى حمَّام الدم العربي نازفاً مستمراً وسط موجات هائلة من الكذب والتدليس الذي يجعل كلَّ طرف يعتقد أنه يمتلك الصواب، فيما لا يسود الأرض السورية غير الخطايا العابثة بأرواح شعب طالما أبهرنا بتفوقه في ميادين التعليم والصحة والتجارة والصناعة والزراعة لينتهي به المطاف في مواطن التشريد. *المفارقة التي لم تعد غريبة أن الولاياتالمتحدة تريد إسقاط نظام بشار الأسد، وفي نفس الوقت غير راضية عن "جبهة النصرة " التي تقاتله بذات عدم الرضا الأمريكي عن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2.. ووسط كل هذه المواقف المتقاطعة المتضاربة تبقى النيران مشتعلة ويبقى التضليل والعبث بقلوب شعوب لم تعد تعرف من خان ومن نفذ المؤامرة على من..؟ * الذين يستنكرون ذهاب حزب الله للحرب في سوريا هم أنفسهم الذين يرعون تجييش الآلاف من العرب والأجانب للقتال ضد النظام هناك.. وكلها مواقف تستدعي كلَّ قابيل لأن يترك بصمة في المشهد السوري النازف بالدماء وروائح البارود والخراب وتشريد ملايين الأبرياء. * وليس الذي يحدث في سوريا إلا الواجهة للعبة أمريكية أممية لا تهتم بأرواح الناس ولا باستقرار الأوطان العربية، بقدر ما تدير حروب الموت المفتوحة في شوارع ونجوع عربية لسان حالها: حيث تتمحور أمريكا تأتي الشرور.. شرور الدفع بالشعوب المغلوبة للصراع الدموي العدمي حول من يصطف في الشارع الأبيض ومن في الشارع الأسود.. من هم الملائكة ومن هم الشياطين، فيما الحقيقة أن الكلَّ مجرد ضحايا مؤامرات الأعداء وكواليس أنظمة عربية فاشلة.. وفاسدة..!