لا يوجد شيء في العبادات اسمه صلاة التراويح.. كان النبي صلوات الله عليه وآله يروِّح عن نفسه بالصلاة، فوجد الناس يصلون خلفه فتركها وصلى في بيته، وطالما أن النبي تركها فالتَّركُ أولى.. رغم أن السلفيين وغيرهم يتحجَّجون بأن النبي صلاها لمدة يومين. ولا أدري لماذا يتمسكون بهذه الصلاة التي تُسفَكُ الدماء لأجلها كلَّ عام!! هل يريدون أن يسفكوا دماء الناس باسم الله وباسم الصلاة؟ كلنا نعرف أن أداء النوافل في البيت أفضل من المسجد وأكثر أجراً.. وكلنا نعلم أن النوافل لا تكون جماعة كالفرض.. لكن إصرار الطرف المتشدد على إقامتها ليس اتباعاً لمحمد بن عبدالله، وإنما لأن عمر بن الخطاب هو من سنَّها، وحين قالوا له: يا عمر إنها بدعة، قال: ونعم البدعة!! ونسوا حديث "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو عليه رد".. وليس في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة.. فالبدعة بدعة كيف كانت.. أنا مع إقامة صلاة التراويح إن كانت لن تضر بأحد، وأنا مع إقامة صلاة التراويح دون مايكروفونات خارجية، فمن أراد أن يصلي فليفعل، فحرية التفكير والمعتقد من الأشياء التي كفلها الإسلام لكل الناس، وبإمكان أي مسلم أن يصلي طوال الليل إن كان قادراً ولن يشغل أحداً بصلاته.. لكن أن نتحول إلى قطيع من البشر المتوحشين ونقتل بعضنا في المساجد باسم الله وباسم التراويح فهذا هو ما سيخرجنا من ملة محمد بن عبدالله. وأعيد وأكرر ما قاله المتنبي العظيم: إذا رام كيداً بالصلاة مقيمها ... فتاركها عمداً إلى الله أقربُ بالتأكيد أن تارك الصلاة أقرب إلى الله من قاتل النفس، وأقرب إلى الله ممن يقيمها لأجل فتنة لا تتورع عن سفك دم ولا عن انتهاك حرمة.