تعاني الموانئ اليمنية من مشاكل بنيوية وإدارية واضطرابات متواصلة وتدخلات نافذين تهدد تنافسية الاقتصاد الوطني.. وتهز ثقة المستثمرين، وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه سيدفع الاقتصاد ثمناً كبيراً وتفقد الملاحة اليمنية هيبتها وسمعتها في نظر شركات النقل العالمية، وسيحتاج الاقتصاد سنوات طوال لإعادة بناء ما يتم تدميره الآن. وزير النقل يهدد بالاستقالة تهديدات وزير النقل واعد باذيب بالاستقالة من منصبه دليل على الأزمة الكبيرة التي يواجهها هذا القطاع الهام، ويكشف مدى تأثير الصراعات السياسية على أهم مصالح البلاد وثروتها وسيادتها. ونقل موقع وزارة النقل عن الوزير قوله :"استهداف الكادر والقيادي كابتن محمد أبوبكر إسحاق رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر من قبل نافذين وتواصل التهديدات والضغوطات ودخول القضاء كلاعب في جبهة العبث بالمال العام، تكون مكافأتهم من الدولة هو السكوت وجعلنا بالوزارة والمؤسسة نقاتل لوحدنا"، وأشار الوزير إلى أن هناك خذلاناً رسمياً في قضية ميناء الصليف، مؤكداً بأنه لن يسكت وإذا لم نستطع حماية الموانئ ومرافق وزارة النقل سنستقيل، وكان وزير النقل تعرض لحمله إعلامية وصفها بالممنهجة. ويرى مراقبون أن المصالح العامة تصطدم بإشكالية ضرورة مراعاة حساسيات أطراف السلطة الائتلافية وتتبادل الاتهامات فيما بينها بالوقوف وراء تدمير الاقتصاد والمجتمع والدولة على حد سواء. أزمة ميناء الصليف آخر هذه الإشكاليات تعليق مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية نشاط الشركة المستأجرة لميناء الصليف مطلع الأسبوع الماضي بحجة ضرورة إنقاذ أرصفة الميناء من الانهيار، وبررت تعليق نشاط الشركة المستأجرة في الميناء نتيجة لعدد من المخالفات التي ارتكبتها الشركة اليمنية للاستثمارات الصناعية، إدخال حمولات مخالفة للأنظمة والقوانين المحددة التي لا تسمح لإدخال سفينة تحمل أكثر من 50 طناً فقط كأقصى حد، وفي حالة زيادة الحمولة ستؤدي إلى انهيار أرصفة الميناء . ميناء الحديدة تدهور مستمر وفي هذا السياق طالب رجال الأعمال الجهات الحكومية ذات العلاقة بالتدخل السريع لمعالجة مشاكل ميناء الحديدة الذي يعاني تدهورا كبيرا، وانتقد الممارسات الإدارية التي تمارس في الميناء، التي أدت إلى نزوح البواخر المحملة بالسلع والمواد الغذائية والاحتياجات الرمضانية للرسو في الموانئ المجاورة مثل ميناء جيبوتي وصلالة وغيرها من الموانئ نتيجة الإهمال الإداري، الذي أدى إلى تدهور سمعة الميناء الحيوي في نظر شركات النقل العالمية. ميناء عدن مصير مجهول وبخصوص ميناء عدن، على الرغم من مرور تسعة أشهر على استعادته من شركة موانئ دبي مقابل تعويض ب35 مليون دولار، وتسلم إدارته لمؤسسة موانئ خليج عدن، شهد ميناء عدن احتجاجات وإضرابات عمالية متقطعة خلال الفترة الماضية أدت إلى توقف الميناء أكثر من مرة، وبحسب تصريحات الوزارة تقف قوى نافذة وراء التحكم بمصير ميناء عدن، الذي يفقد قيمته من يوم لآخر، مع استمرار سياسة التدمير، ويشكو عمال وموظفو ميناء المعلا للحاويات أنه منذ استلام مؤسسة مواني خليج عدن تشغيل الميناء لم يلمس أي جديد على الواقع في تحسين أداء الميناء وصيانة معداته، مشيرين إلى أن الوضع زاد سوءاً نتيجة تهميش المحطة والكوادر التي تعمل بها، والذي أدى إلى تدمير ميناء المعلا للحاويات وخروجه عن الجاهزية، وضياع حقوق العمال.