بعد ليلة دامية، أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 86 آخرين في مواجهات بين الأهالي وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى في 3 محافظات، دعا المعتصمون في ميدان التحرير إلى مليونية ضد الإرهاب الجمعة، وطالبت جبهة الإنقاذ الوطني قوات الأمن بحماية المواطنين من أسلحة أنصار جماعة الإخوان المسلمين. وسادت حالة من الرعب والهلع على أنصار مرسي، المعتصمين بإشارة رابعة العدوية، عقب كلمة الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، والتي دعا فيها جموع الشعب المصري للاحتشاد بالميادين الجمعة المقبلة حتى يكتسب شرعية شعبية لمواجهة الإرهاب. وأفاد شهود عيان فرار وهروب جماعي لقيادات جماعة الإخوان من قلب اعتصام رابعة، مستقلين سياراتهم إلى أماكن غير معلومة. وكان وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي قد دعا المصريين إلى النزول للميادين يوم الجمعة المقبل، من أجل "منح الجيش تفويضا لمواجهة الإرهاب"، حسب تعبيره. وقال السيسي في كلمة بحفل تخرج من أكاديميتين عسكريتين الأربعاء: "لم أخدع الرئيس السابق محمد مرسي عندما قلنا له إن هناك مهلة 7 أيام لنخرج من الأزمة"، مؤكدا عدم التراجع عن خريطة الطريق التي وضعها الجيش بعد عزل مرسي. وأشار وزير الدفاع إلي أن الجيش المصري لا يعرف الشائعات ولا الافتراءات متسائلا: "هو في أسد بيأكل ولاده؟". وأوضح الفريق السيسي أنه "نقل إلى الرئيس السابق ما كان يشعر به الرأي العام حتى يتحرك قبل فوات الأوان"، وذلك خلال كلمة ألقاها بمناسبة تخريج دفعة بالكلية البحرية والدفاع الجوي. وأضاف: "قدمنا للرئيس السابق ثلاث تقديرات للموقف وتوصيات لتجاوز الأزمات التي سيقابلها". وكشف السيسي أنه نصح التيار الديني بعدم تقديم مرشح للرئاسة، وكذلك باحترام فكرة الدولة وفكرة الوطن. وأكد وزير الدفاع عدم التراجع عن خريطة الطريق، لافتا إلى أن الجيش "سيظل أمينا على أرواح ودماء المصريين". وشدد: "لن نقبل بأي عنف أو إرهاب ونجدد الدعوة للمصالحة الوطنية"، موضحا: "لقد حذرنا منذ 5 أشهر من تحول الصراع من سياسي إلى ديني". وكشف السيسي: "جلست مع قيادات في الإخوان وحذروني من عنف وتخريب". وأوضح وزير الدفاع أن "البيانات التي كنت أصدرها للشعب كانت تعرض على الرئيس السابق قبل بثها"، لافتا إلى أن مرسي طلب إلغاء دعوة الجيش للحوار. وأكد أن الجيش المصري كان تحت قيادة مرسي بحكم الشرعية التي منحها له الشعب. وفي مسعى لطمأنة الداخل والخارج أكد السيسي: "نحن مستعدون لانتخابات يشرف عليها أهل الأرض كلهم".
الإخوان ينددون و"تمرد" ترحب وفي رد فعل سريع على ما قاله السيسي، اعتبر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان أن "دعوة القائد العام للقوات المسلحة إلى مظاهرات حاشدة يوم الجمعة ضد العنف والإرهاب تهديد للجماعة". وقال القيادي على صفحته بموقع "فيسبوك" الأربعاء: "تهديدك لن يمنع الملايين من الحشد المستمر". ووصف العريان السيسي بأنه "قائد انقلابي يقتل النساء والأطفال والركع السجود". وفي المقابل، رحبت حركة "تمرد" الشبابية بدعوة السيسي لاحتجاجات يوم الجمعة. وقال حسن شاهين، أحد المتحدثين باسم الحركة ل"سكاي نيوز عربية" إن الحركة تؤيد دعوة الفريق السيسي للنزول يوم الجمعة. وأضاف شاهين: "قدمت تمرد دعوة للنزول للمطالبة بمحاكمة مرسي ومساندة القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب وضرورة فض اعتصامات رابعة والنهضة من قبل الدولة، لما تمثله من تهديد للشعب المصري وللأمن القومي". وبسؤاله إذا ما كان ذلك سيجر البلاد إلى مواجهة عنيفة، قال شاهين إن "الإخوان هم من يصعدون العنف في الشارع المصري. ماذا يمكن أن نسمي قيامهم بتفجير مديرية الأمن في الدقهلية والصواريخ التي تطلق في سيناء. هذه كلها أفعال يجب أن تنتهي. هم يحاولون لي ذراع الدولة المصرية، الواجب الوطني الآن يحتم علينا مساندة القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب". وكانت حركة "تمرد" صاحبة الدعوة للنزول إلى الشوارع في 30 يونيو الماضي، وهي دعوة وجدت استجابة كبيرة من المصريين، وعلى أساسها منح الجيش مهلة لمرسي لحل الأزمة، ثم عزله في 3 يوليو الجاري.
+++19منظمة حقوقية تفوض السيسي في السياق قال محمد عبدالنعيم رئيس الاتحاد الوطني لمنظمات حقوق الإنسان، والتي تبلغ 19 منظمة حقوقية رسمية مسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي، إنهم قد فوضوا الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بمواجهة الإرهاب الذي تفاقم بعد تهديدات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بإشعال نار الحرب والفتن بمصر بعد عزل محمد مرسي من منصبه نتيجة لتلبية رغبة الشعب المصري. وأضاف نعيم: إننا نهيب بالشعب المصري العظيم الذي أبهر العالم بثورة 25 يناير المجيدة وثورة 30 يونيو النزول والاحتشاد في جميع ميادين مصر المختلفة بكل محافظاتها بكل سلمية تعبيراً منهم على تفويض الفريق عبد الفتاح السيسي في تطهير البلاد من الإرهاب الذي يعصف بأمن وسلامة مصر ويقتل أبناءنا كل يوم بدم بارد. ++++«بكري»: السيسي كشف عن الوجه الحقيقي للإخوان من جانبه أكد مصطفى بكري البرلماني السابق، أن خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع جاء استجابة للإرادة الشعبية وحرصا علي المصلحة الوطنية وحرصا على أمن البلاد في مواجهة قوى الإرهاب والتآمر على إرادة الشعب وثورته.
وأضاف خلال تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، الشعب وثورته العظيمة ضد الإخوان وحكمهم، لقد كشف السيسي عن الوجه الحقيقي وخداعهم وأكد أنه لا تراجع للخلف". وأنهى تدوينته قائلا: "مصر كلها مع الجيش والقائد العام وسنعلن للعالم أن مصر شعبا وجيشا وشرطة يد واحدة ستهزم الإرهاب".