اتهمت مصادر محلية بمحافظة الحديدة قيادات في حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) تم تعيينها في مناصب قيادية لمؤسسات حيوية كالكهرباء والمياه وصندوق النظافة والتحسين وهيئة الأراضي، بالسعي إلى الإطاحة بمحافظ المحافظة أكرم عطية. وأشارت المصادر ل"اليمن اليوم" إلى أن الحديدة تعاني من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي وتراكم للمخلفات في الشوارع، ناهيك عن تردي خدمات الصرف الصحي، يقابلها تحريض مستمر من قبل قيادات في حزب الإصلاح ضد المحافظ، والتي كان آخرها قيام مليشيات حزبية بقطع التيار الكهربائي عن منزله. وتصاعدت حدَّة التحريض ضد المحافظ إثر قيامه باتخاذ خطوات من شأنها التخفيف من معاناة أبناء المحافظة، حيث كلَّف مسئولاً في صندوق النظافة القيام بأعمال مدير الصندوق "رفعت فقيرة" المتواجد في العاصمة التركية اسطنبول مع قيادات إخوانية، وبدأ الوجه الحضاري لشوارع الحديدة يعود خلال اليومين الماضيين مع تولي خالد الشريف لإدارة الصندوق، حيث تبذل الإدارة الجديدة جهوداً لإزالة أكوام المخلفات التي كانت تهدد المحافظة بكارثة بيئية، وفي مجال الصرف الصحي فقد كلف المحافظ شركة بدراسة وإيجاد الحلول المناسبة للمجاري التي تفجرت في شوارع المحافظة.. كما طالب الإدارة الجديدة لمؤسسة المياه والصرف الصحي والتي تم تكليف محمد بورجي رئيساً لها خلفاً لأيوب الدبعي بتكثيف الجهود من أجل تحسين خدمات المياه للمواطنين.. وقالت المصادر إن إقالة الدبعي جاءت إثر تراجع مستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسة في ظل اتساع نطاق الفساد فيها وتراكم مديونيتها. وقالت المصادر إن القيادات السابقة انشغلت بممارسة الفساد والإقصاء والإحلال الحزبي فقط، وتناست المهام المنوطة بها في تحسين الأوضاع لأبناء المحافظة. على صعيد الكهرباء تتعرض الحديدة لانقطاع متكرر للتيار الكهربائي يتجاوز معدل ال4 ساعات يومياً.. ذلك الانقطاع يتم التحكم به من صنعاء حيث تدار شبكة كهرباء الحديدة مركزياً شأنها شأن معظم المحافظات اليمنية.. مشيرة إلى أنه كان يفترض بوزير الكهرباء صالح سميع أن يوفر محطة إضافية لتخفيف معاناة أبناء محافظة الحديدة الساحلية أسوة بمحافظة عدن والتي يديرها محافظ "إخواني"، حيث خصصت لها الوزارة محطة إضافية بطاقة إنتاجية تتجاوز ال54 ميجاوات. واعتبرت المصادر استمرار قطع التيار عن الحديدة، خصوصاً هذه الأيام حيث ترتفع درجة حرارة الصيف، بمثابة عقاب لأبناء المحافظة والدفع بهم نحو إقالة المحافظ وبما يتيح للقيادات الإخوانية السيطرة على المحافظة، حيث سبق للقيادي الإخواني يحيى منصر أن فشل في السيطرة على المنفذ الحيوي لها بعد دفعه من قبل قائد الفرقة الأولى مدرع المنحلة للسيطرة على منطقة كيلو 16 باعتبارها البوابة البرية للمحافظة. وسعى منصر خلال الفترة الأخيرة مستعيناً بنفوذ قيادات عسكرية وأمنية إلى المطالبة بتسليمه منطقة كيلو 16 وطرد وحدات الجيش منها، حيث دفع بالعشرات من المليشيات الإخوانية إلى التظاهر بهدف المطالبة بإخراج معسكرات الجيش من المدن بغية السيطرة على المنفذ الذي يقع في نطاق مديريته، وأحبطت قوات الجيش عدة عمليات تهريب برية من خلاله. وشهدت محافظة الحديدة خلال اليومين الماضيين مظاهرات مؤيدة للمحافظ ومنددة بالتحريض ضده، حيث يشارك المئات من أبناء الحديدة بوقفات احتجاجية أمام بوابة المحافظة دعماً للمحافظ أكرم عطية، والذي تعرض منزله لمحاولة اقتحام قبل عدة أيام من قبل مليشيات حزبية بحجة انقطاع الكهرباء.