ميدانياً.. وليد غالب نظم "الإخوان" في الحديدة أمس الأول تظاهرة أمام بوابة المحافظة، في تصعيد جديد ينذر- كما يراه قيادي في الحراك التهامي- بإعادة المحافظة إلى مربع العنف.. التظاهرة، التي تأتي بعد أيام قليلة على إصدار المشترك بياناً يحذر فيه المحافظ أكرم عطية من مغبَّة رفضه نظام المحاصصة في إدارة مؤسسات الدولة،ركزت على الوضع البيئي بالمحافظة، كما تأتي بعد نحو أسبوعين على توقيف قيادات إخوانية في صندوق النظافة ومؤسسة المياه.. واعتبر مسئول في السلطة المحلية التظاهرة بأنها تأتي في إطار الضغوط، "الابتزاز السياسي" للمحافظ. كارثية الأخونة قبل نحو أسبوعين أصدر محافظ الحديدة قراراً يقضي بتوقيف مدير صندوق النظافة رفعت فقيرة.. تزامن القرار مع تراكم أكوام المخلفات في الشوارع والأحياء، وبما بات يشكل تهديداً حقيقياً لسكان المدينة وينذر بكارثة صحية.. تراكم المخلفات جاء كما يقول عمال النظافة ممن التقاهم مراسل الصحيفة بعد أيام على قرار مدير الصندوق المقال بتعيين 120 شخصاً لم يمر على توظيفهم كعمال نظافة ميدانيين شهر فقط، ليتم تعيينهم موظفين إداريين. "لنا أكثر من 10 سنوات بين الشمس والريح، ولم يمسكوا مكنسة واحدة وقدهم مدراء مكاتب".. قالها أحد عمال النظافة ويدعى سعيد الربصي. فقط لأنهم محسوبون على تيار حزبي كتب لهم أن يكونوا إداريين في وقت قياسي، والهدف الاستحواذ على الوظيفة العامة في قطاع النظافة، في حين لا يزال عشرات العمال في شوارع الحديدة يبحثون عن التثبيت بعدما تم التلاعب بوظائف اعتمدتها الحكومة لعدد منهم. وقد اتهم رئيس نقابة عمال النظافة في الحديدة في وقت سابق مدير الصندوق المقال بالضغط عليه وتهديده بإجراء انتخابات مبكرة للنقابة في حال لم يرضخ لضغوط مدير الصندوق، والتي قضت مؤخراً بتثبيت 120 إخوانياً من خارج العاملين في الصندوق.. عكس التثبيت لمقربين من مدير الصندوق السابق وترقيتهم إلى إدارتين حالة من التذمر في أوساط العمال ودفع بهم إلى التوقف عن مزاولة نشاطهم بالأجر اليومي، "كنا أحق بالتثبيت" كما يقول الربصي. افتعال أزمة وتغرق شوارع الحديدة وأحياؤها في المستنقعات التي تكونت نتيجة طفح المجاري المستمر منذ عدة أشهر، رغم جهود السلطة المحلية التي تبذلها لانتشال المحافظة من كارثة بيئية محققة سبق للسلطة المحلية وأن حذرت منها في بيان تجاهلته الحكومة لبعض الوقت، لكن وزارة المياه تدخلت حينها ووجهت المالية باعتماد 3 مليارات ريال لانتشال الحديدة من الوضع الصحي "الخطير".. تفاقم الوضع مع تكليفالمحافظ لوكيل المحافظة هاشم العزعزي بإدارة شئون مؤسسة المياه والصرف الصحي مؤقتاً، وذلك خلفاً للقيادي الإخوانيتوهيبالدبعي، الذي تسبب كما يقول القيادي في الحراك التهامي علي هندي بانهيار مؤسسة المياه وعجزها عن تسديد قيمة الديزل المشغل لها، وذلك بسبب تراكم المديونية الخاصة بالمؤسسة وتقاعس إدارة المؤسسة السابقة عن تحصيلها.. "كانت مشغولة بالإقصاء المستمر لموظفي المؤسسة".. بعد أيام على إقالة الدبعي أحبطت قوات الأمن عملية منظمة لردم مناهل الصرف الصحي، وأعلن البحث الجنائي في وقت سابق عن اعتقاله لعدة أشخاص كانوا يقومون بردم مناهل الصرف الصحي بالوسائد والأحجار. المالية كوسيلة ضغط عندما أقرت وزارة المياه اعتماد 3 مليارات ريال كمساعدات عاجلة لانتشال الحديدة من الوضع البيئي المتردي فيها اشترط صخر الوجيه لصرفها عودة المدير السابق رفعت فقيرة، والذي كان حينها متوقفاً عن العمل، واضطرت السلطة المحلية إعادته إلى عمله قبل توقيفه نهائياً.. صرف وزير المالية الدفعة الأولى من المخصصات المالية وأسندت مهام تنظيف الأحياء إلى مدراء عموم المديريات، والذين جوبهوا حينها بحملة تحريض واسعة في أوساط عمال مؤسسة المياه الذين انتدبوا للعمل تحت إشراف مدراء عموم المديريات.. لكن لم تمض سوى أسابيع قليلة على بدء الحملة حتى توقفت المخصصات المالية، وصارح حينها وزير المالية محافظ الحديدة ب"إما مزيدا من المناصب القيادية للإخوان أو توقيف المخصصات".. نجح الوجيه حينها بإعادة العمل إلى مؤسسة المياه التي يدير شئونها حالياًأحد وكلاء المحافظة، لكنه لم يصرف بقية المخصصات مما تسبب بتردي الوضع. بالنسبة لوزير المالية فهذه ليست المرة الأولى التي يضغط فيها، وقد علمت "اليمن اليوم" من مصادر مطلعة عن تكليف الإخوان للوجيه بالإشراف على الحديدة خلال الانتخابات القادمة.. قبل نحو شهر أوقف الوزير الوجيه ميزانية الهيئة العامة للمصائد السمكية وأجبر قيادة السلطة المحلية على القبول بمدير مالي للهيئة معيَّن من قبله. التحريض المستمر على مدى الفترة الأخيرة التي أعقبت اتفاق التسوية السياسية شهدت محافظة الحديدة تحريضاً على السلطة المحلية، في محاولة يراها عضو المجلس المحلي محمد عياش محاولة للانقضاض على المحافظة ومؤسساتها.. لم تكتف عملية التحريض بإصدار البيانات، والذي كان آخرها الأسبوع الماضي، حيث هدد المشترك بإعادة الخيام إلى الساحات في حال لم يقبل المحافظ بالمحاصصة، ومظاهرات أبرزها إخراج شباب عراة تحت مسمى مسيرة الحفاظات، لكن ذلك التحريض كما يقول علي هندي القيادي في الحراك التهامي ل"اليمن اليوم" تصاعد مؤخراً، وبات يضع المحافظة على أعتاب عنف يتداعى له الإخوان. قبل التظاهرة الأخيرة شهد منتدى تابع لأحد القيادات الإخوانية خطباً تحريضية ضد السلطة المحلية، شارك فيها القيادات المقالة من صندوق النظافة ومؤسسة المياه والصرف الصحي.. كما شنَّ وزير المالية من ذات المنتدى التابع لعبدالجليل الصرمي هجوماً عنيفاً على السلطة المحلية واتهمها بالتسبب في تدهور الوضع في المحافظة. شروط السلطة المحلية قبيل صدور بيان المشترك التصعيدي تلقى المحافظ، وفقاً لمصادر مطلعة، كشفاً بأسماء قيادات إخوانية تطالب باعتمادهم كمدراء عموم مديريات ومدراء مكاتب تنفيذية في المحافظة والمديريات، لكن المحافظ رفض الأسماء بعدما اطلع على مؤهلات المرشحين لتولي مناصب قيادية.. وكما تقول المصادر ذاتها فإن أغلب من تم ترشيحهم من قبل الإخوان لم تتجاوز مؤهلاتهم الثانوية العامة، لكنهم كانوا من أبرز نشطاء ساحات الاعتصام في المدينة.. اقترح المحافظ من المشترك طرح المناصب القيادية للمؤسسات للمفاضلة، "لكنهم رفضوا وأبلغوه بأن المرحلة توافقية وعليه يقبل بالمرشحين". الحراك التهامي: نرفض الابتزاز السياسي ويعتبر القيادي في الحراك التهامي علي هندي التصعيد الأخير للإخوان بأنه تنفيذ لمخرجات الاجتماع الذي عقده المجلس الأعلى للمشترك بغية المطالبة بتغيير محافظين.. وعبّر هندي عن رفض الحراك التهامي لأية أعمال من شأنها إعادة المحافظة إلى مربع العنف، "ومن تم إيقافهم عن العمل في صندوق النظافة ومؤسسة المياه انشغلوا بالإقصاء الحزبي وتجاهلوا العمل الذي وظفوا لأجله مما تسبب بانهيار المؤسسات".. يضيف هندي "إذا كانوا يريدون الاستحواذ على مؤسسات الدولة فعليهم الدفع بقيادات مؤهلة وكفؤة ولا تزيد من معاناة أبناء تهامة". يوافقه في ذلك عضو محلي الحديدة محمد عايش: "عليهم الدفع بكوادر مؤهلة لا تحرج السلطة المحلية أمام الرأي العام، وقد سبق وأن تسببت القيادات السابقة بتذمر في أوساط الأهالي نتيجة تردي الخدمات، وهذا كله تدفع ثمنه السلطة المحلية".