شهد شارع هائل،أكبر الشوارع التجارية في العاصمة صنعاء، أمس مواجهات بين قوات أمنية رافقت جرافات البلدية لرفع البسطات وبساطين.. وأطلقت قوات الأمن النار من أسلحة آلية ورشاشة بهدف تفريق مالكي البسطات الذين رفضوا عملية الجرف العشوائي لما يصفونه ب"قوت يومهم".. وكانت عدد من جرافات البلدية ترافقها أطقم للأمن الخاص ومدرعات مكافحة الشغب قد داهمت الشارع الذي يعد مصدر دخل للمئات من بائعي الملابس في البسطات والمحلات التجارية، ونفذت عملية جرف طال العشرات من البسطات والعبث بمحتوياتها.. وقال عدد من البساطين في أحاديث منفصلة ل"اليمن اليوم" إنهم كانوا نياماً في منازلهم عندما قامت جرافات البلدية بتدمير بسطاتهم، مشيرين إلى أنهم هرعوا إلى الشارع ليجدوا ممتلكاتهم قد تحولت إلى أكوام من المخلفات، مما أثار استياءهم ودفعهم لمواجهة أطقم البلدية. ويقصد المئات من العاطلين عن العمل شارع هائل، حيث يقوموا بعمل بسطات لبيع الملابس والاكسسوارات، بغية الحصول على عائد مادي يؤمِّن للكثير منهم شراء الملابس واحتياجات الشهر الفضيل. وأشار البساطون إلى أن البلدية أجَّرت عليهم الشارع مطلع رمضان مقابل 200 ريال على كلِّ بسطة يومياًبمساحة متر ونصف المتر، غير أن مصدراً في المنطقة الأمنية الغربية قال إن عملية المداهمة للشارع كانت بناء على توجيهات من أمانة العاصمة، مشيراً إلى أن مدير أمن المنطقة طلب من البساطين رفعها بهدف تنظيم الشارع والحد من حالة الازدحام التي يشهدها، لكنهم رفضوا، مما دفع بالبلدية إلى الاستعانة بمكافحة الشغب. من جهته قال مصدر في البلدية ل"اليمن اليوم" إنه كان ثمة توجهات نحو تأجير الشارع، لكن البساطين تجاوزوا المساحة المحددة لهم بمتر عن الرصيف، مما تسبب بضيق في الشارع وازدحام السير فيه.. ونفى المصدر أن يكون البساطون قد دفعوا مبالغ مالية مقابل بقائهم في الشارع، مشيراً إلى أنه كان في السابق تأخذ البلدية 200 ريال على المتر، لقاء تنظيف الشارع، لكن تلك الجباية توقفت مؤخراً.