في اليمن – فقط- الفضول لا يحتاج إلى ضمار ، قدر حاجته الى قدرة هائلة على " اللوك" وعلى التوهم بأن ماستقوله وأنت" موسح" في الديوان ، أو "موسح" في الفيس بوك، سيكون مهما وملهما بالنسبة لشعب مصر. الأمر لا يقتصر على فرقاء السياسة في اليمن فحسب، بل إن هناك طابورا عريضا من المتنطعين، تتقدمهم الناشطة توكل كرمان، فهذه الأخيرة – وعلى الرغم من إعجابي الكبير بشجاعتها – إلا أن حديثها المتكاثر عن مصر يثير الإشفاق أكثر من كونه يثير السخرية. كما وأن تعالي المصريين وشتمهم المتكاثر لها، أمر قبيح وغاية في السوء، لكن العزيزة توكل – وهذا مبعث استيائي الوحيد - تركت مشاكل بلادها في الثلاجة، وراحت لتتعامل مع الشأن المصري بنفسية مربِّية الفصل! وأتمنى ألا أسمعها عما قريب وهي تناشد "مرسي " في سجن طرة، وتقول له بلكنة خليط مابين المصرية واليمنية "اشتحط بئه واوعي ترخي له". يشبهها تماما ذهاب "يحيى محمد عبدالله صالح" إلى ميدان التحرير دعما منه لثورة 30 يونيو، بطريقة أقل ما يمكن وصفها بأنها " نكاية سمجة" . على أن الروح التحررية التي يبدو عليها الأخ " يحيى " مثيرة للإعجاب ، لكن الإيمان بالثورات لا يتجزأ يا عزيزي، وكان بوسعكم – أيام كنتم ذوي نفوذ كبير في الجيش اليمني أن تتركوا لنا جيشا كهذا الذي تفاخرون به في مصر، متكئين على مهابة "السيسي"، غير أن حماقات 33 سنة من حكم نظام "صالح" جعلت اليمنيين تائهين ومدوخين ومؤمنين تماما بأن وضعنا في اليمن الآن والله ما يخارجه "سيسي" واحد ولا حتى 10 سيسي .. نشتي لنا قربة! أو بالمصرية " إربة"ياباشا ؟! لكن أكثر ما أفزعني بصراحة، هو ما قرأته مؤخرا ل "اليدومي بيه" حول الشأن المصري مادة ملغمة بالعبارات الداعية الى الجهاد (جهاد ضد من ؟ والله مالي علم) مؤكداً فيها على أن الإسلام قادم قادم (!) لكأن الإسلام من قبل " الإخوان" كان مغتربا، والجماعة الله يحفظهم لقيوه ومنحوه تأشيرة الدخول! في حقيقة الأمر، اقشعر شعر رأسي وأنا اقرأ "اليدومي" باعتباره رئيس الهيئة العليا لأكبر حزب في الساحة، وقلت في نفسي لحظتها : يااااوه ، هذا وهو إلا كتب مقالا أراد من خلاله أن ينصح بعدم التشنج في المواقف، يا ترى كيف كان هذا "الفاضل" يفعل بالمساجين اللي كانوا معتقلين لديه في الأمن السياسي بتهم انحيازهم لليسار الملحد والكافر؟! ناقص بس نسمع اليدومي الغضبان وهو يوبخ "مرسي" ويصرخ فيه وجهه "إزاي فَكيْكِه يامرسي وانت عارف أن الإسلام أمانة في رقبتنا ؟!" وبالمناسبة، الجماعة اللي طالبوا بتسمية أحد شوارع العاصمة باسم "الفريق السيسي" نكاية بالإخوان، هؤلاء بالتأكيد لا يختلفون من حيث "الخجافة" مع أولئك الذين خرجوا في مسيرة بصنعاء ل نصرة "مرسي" شكر الله سعيهم. غير أن هؤلاء الأخيرين عادهم كضاااك. لقد ازدحموا في شارع كانت الكهرباء فيه لحظتها طافية، والناس حالتهم ضنكاء، وبدلا من أن يسخروا طاقتهم تلك للمطالبة بإعادة الكهرباء مثلاً، ارتفعت أصواتهم ملء الشارع مطالبين بإعادة "مرسي" إلى الحكم! بالله عليكم عاد شي فرغة أكثر من هذه ؟ّ! والحمد لله ، أننا لم نسمع "خالد الآنسي" وهو يتوسط الجموع الغاضبة في صنعاء ويهتف محذرا ومتعيفطا "هو السيسي ده فاكر ان كل البرم لسيس والا إييييه"؟! وعلى مستوى الفيس بوك، أضحكني جدا أحد الناصحين من أنصار "صالح" – وكان صاحب البيت قد اشتكى به أنه هارب من آخر الشهر إلى الآن ولم يدفع الإيجار، إذ " نبع" صاحبنا هذا وكتب – بثقة تامة – على صفحته يقول: نصيحتي للسيسي، لا تبقِ أي إخواني خارج السجن.. ولا تسلم قيادة وحدات الجيش في سيناء ومنفذ رفح لأي قائد عسكري مورط بتعاطفه مع حماس! كان ناقص بس يزيد ينصحه ويقول له: و.. أوعى تشرب مية ساقعة وانت حميان، شتمرض أنا عبيد أبوك ! [email protected]