جماعة الإخوان الإرهابيين في مصر وفروعها صنيعة الحكام المحليين والمخابرات الغربية، وهي ليست قوية بذاتها، رغم أنها تستخدم الدين المهيمن على عواطف الشعوب.. قوتها الحقيقية مصدرها ارتباطها بالأنظمة السياسية التي تشاركت السلطة معها، وكانت تتشارك في تدعيم الديكتاتورية ومعاداة الديمقراطية ومحاربة الشيوعية، وقمع المعارضة. مكنتها الأنظمة الحاكمة من المؤسسات التربوية والدينية والأمنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والمساجد، وجمع الأموال، وحرية النشاط السياسي، ولم تحد من سيطرتها حتى عندما كان يحدث خلاف معها.. كبرت وتوسعت بدعم الأنظمة على حساب المجتمع المدني والأحزاب غير الدينية، ونمت بالدعم الخارجي خاصة الأمريكي وبالذات في فترة صراع المعسكرين الرأسمالي- الشيوعي بوصفها العدو الأول للشيوعية، كما استفادت من انتشار السلفية التي أنفق على نشرها في العالم أكثر من 50 مليار دولار خلال ثلاثة عقود. في مصر حصلت على مساندة ودعم النظام الملكي، ورغم أنها دخلت في صراع مع نظام يوليو إلا أنها استفادت من رئاسة نجيب وعبد الناصر، وتحالفت مع "الرئيس المؤمن" السادات، وفي الفترات التي كانت تحل فيها الأحزاب تركت للجماعة حرية النشاط العلني، وغضت الحكومات الطرف عن نشاطها السياسي حتى عندما كانت تسميها منحلة ومحظورة، حيث كانت تشارك في الانتخابات العامة وتحصل على حقائب وزارية في الحكومة، وتمكن في الجامعات والنقابات والجمعيات لإضعاف المكونات القومية واليسارية والليبرالية غير المرغوب بها من قبل النظام خاصة بعد أن توجه نحو النظام الرأسمالي. وفي الأردن ترك لها المجال واسعا، وتواجدت فروعها في مختلف مناطق البلاد، وكانت تستثنى من قرارات حل الأحزاب، وشاركت في الانتخابات والحكومات التي تعاونت معها في محاربة الحركة الوطنية الفلسطينية.. ولم يكن تأسيس حركة حماس ونهوضها القوي والسريع جهدا خالصا لجماعة الإخوان، فقد أسست ودعمت من قبل السعودية والأردن وإسرائيل بهدف التقليل من قدرة وفعالية المنظمات الفلسطينية القومية واليسارية الموالية للمعسكر الاشتراكي. كذلك في السودان بداية من تحالفها مع نميري ثم الذين خلفوه.. وفي اليمن دعم الإخوان من قبل النظام، ومن الخارج، وحصلوا على نفس التمكين، وصارت لهم مؤسسة تعليمية منذ عام 1970، وتحالف معهم النظام في سبيل القضاء على اليسار والجبهة الوطنية، ومقاومة "الزحف الشيوعي القادم من الجنوب".. ومن مقتضيات هذا التحالف شاركوا في الحكم، وحصلوا على النصيب الأوفر من قرارات التعيين في الجهاز الإداري للدولة، فضلا عن التمكين الاقتصادي والتجاري، والمساجد ومراكز التأثير...