لم أحمل سلاحاً على الجنوب في صيف 94، ولم أحرِّض بقلم أو ما يكرفون في حروب صعدة الست ولكن.. لا مانع عندي من أن أردد مع حكومة باسندوة الاعتذار "آسفين يا جنوب.. آسفين يا صعدة". لكنني في حيرة لماذا لا يريد أحد أن يعتذر لأبناء تهامة عمَّا يلحق بهم من الظلم في البر واليابسة؟ . في مدينة الحديدة التي كانت يابسة دخلت مياه المجاري إلى البيوت فأفسدت ما تبقى من شظايا العيد.. وفي الحديدة وبقية مناطق تهامة تجثم الأحزان على قلوب أهالي 570 صياداً تحتجزهم السلطات الإريترية وتحتجز معهم 1130 قارب صيد، فيما لا تريد الحكومة أن تطالب بالإفراج عنهم أو أنها تشعر بالضآلة تجاه القيام بمثل هذا الواجب، وهو ما دفع أولياء مئات الصيادين المختطفين وأصحاب القوارب المنهوبة إلى القيام بوقفة احتجاجية عبروا فيها عن ضيقهم من هذه الفُرجة الحكومية على مواطنين يمنيين بسطاء محتجزين في مرسى فاطمة الإريتري ولا يخرجون إلا لتلقي المزيد من الاعتداءات الجسدية وأداء الكثير من الأعمال الشاقة، مثل حمل الأحجار وشق الطرق في ظروف لا يجدون فيها حتى الحق الإنساني في المأكل والمشرب. * هذا الخطف والتعذيب والنهب والإهانة وحتى القتل لا تقابله الدولة اليمنية بغير الخذلان، وسط دهشة وتساؤلات أبناء تهامة حول الجدوى من كل هؤلاء الأدعياء الذين يصدعون رؤوس الشعب بالكلام عن المفروض والمرفوض، فيما لا المفروض حققوه ولا المرفوض ركضوه. * الصيادون اليمنيون مساكين وهم يرون السفن العملاقة تحصد وتجرف وتنهب.. مساكين وهم يضطرون للصيد في أماكن توقعهم في معتقلات دول الجوار الأفريقي.. ومساكين لأن الحكومة عاجزة عن مساعدتهم على مغادرة البحر إلى مصادر أخرى لاكتساب الرزق أو الوصول إلى اتفاق يضع حداً لمعاناتهم في البحر وفي سجون التنكيل الإريتيرية. * مئات الصيادين اليمنيين يئنون من الاحتجاز والاعتداءات والأعمال الشاقة.. لكن الحكومة ترفض أن تستمع لأنينهم ومعاناة أهاليهم الغارقين في مياه المجاري.. وحيث ونحن أمام حكومة ومؤتمر حوار وأحزاب الجميع يركبون حمير التكسُّب ويدندلون أرجل الميوعة فليس أمامي إلا الإعلان باسم كل من في وجهه حمرة خجل.. * كل الاعتذار للصيادين اليمنيين المعتقلين في سجون إريتريا العظمى....آسفين يا تهامة...