دعا البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، إلى تخصيص يوم غد السبت للصوم والصلاة من أجل السلام، وإطلاق نداء ضد الحرب في سوريا والعالم بأسره. وقال البابا في كلمته: "فلترتفع من الأرض بكاملها صرخة سلام قوية، سنعيش السبت القادم يوماً خاصاً من صلاة وصوم من أجل السلام في سوريا والعالم بأسره، وأيضاً من أجل سلام قلوبنا". ووجَّه بابا الفاتيكان تحيةً إلى كلِّ من سيشارك في هذه المبادرة، سواء من المسيحيين أو الديانات الأخرى، والرجال والنساء ذوي النوايا الحسنة، وطالب الكنائس كافة بعيش هذا اليوم بزخم. بعد أن تقرأ هذا الخبر ستقف في طريقك آلافٌ من علامات التعجب والاستفهام، وتشعر بالنقائض كلِّها تجتمع في مُسلَّماتٍ نرفض تقبُّلها حين تأتي من الآخر، بحجة أنه ليس مُسلماً.
هذا البابا الذي لا يدين بديننا يدعو للصلاة والصوم من أجل أن يحلَّ السلام في سوريا، ومن أجل أن يتوقف النزيف في شوارعها، وتبتهج بيوتها بعد أن امتلأت بالمآتم والأيتام.. ولم يدعُ البابا إلى هذا لأنه مع النظام السوري، ولا لأنه مع الجماعات الجهادية ضد بشار ونظامه.. ولكن لأجل أن تسمر الحياة ويتوقف الموت في هذا البلد الجدير بالحياة.. وهي دعوة إنسانية من إنسان يحسُّ بأخيه الإنسان، ويتألم لآلامه، بغضِّ النظر عن لونه أو جنسه أو ديانته. وحين نقارن هذه الدعوة بما صدر من القرضاوي سيتبيَّن الخبيث من الطيب، وسيبقى الخبيث خبيثاً، حتى ولو أصبحت جبهته ماحلة من كثرة السجود.. فقهاؤنا أباحوا دماء الناس بالجهاد، وأباحوا أعراض النساء بفتاوى جهاد المناكحة، وهذا البابا المسيحي يصلي لأجل السلام في سوريا.. فأيهما أقرب إلى الله!!