الخاطرة اليوم عن ((الانجيل)) ويليه ((القرءان)) بشكل خلاصة.. حيث قد تم تناوله سابقا، ولكن هنا سنشير إليه كرسالة أو ككتاب سماوي مثلما عرضنا الزبور والتوراة ومثلما نعرض الانجيل الآن.. نقول.. فمن الكتب السماوية ((الإنجيل)) الذي هو كتاب سماويّ أنزله الله على سيدنا عيسى بن مريم، الذي أرسل إلى بني إسرائيل بعد سيّدنا موسى عليهما السّلام. إن عيسى بن مريم كما أشار إليه القرءان الكريم في اثنا عشر مرة؛ فالقرآن ذكر لنا أن عيسى ولدته مريم بنت عمران، ووِلادته كانت معجزة إلهية، حيث حملت به أمه وهي عذراء من دون أي تدخل بشري، بل بأمر من الله وكلمةٍ منه.. ولادته كانت إعجاز الله في الخلق، ف " أدم أبو البشر خُلق من دون أب ولا أم، وحواء أم البشر خُلقت من أب بلا أم، وكل البشر خُلقوا من أب وأم، بينما عيسى خلق من أم بلا أب" بهذا تم استكمال ناموس الخلق الذي أراده خالق الكون سبحانه وتعالى.. خصّ عيسى ببعض المعجزات، ب "كلم الناس وهو في المهد ((صبي))، إحياء الموتى وإبراء (إشفاء) الأكمه والأبرص بإذن من الله، والصناعة من الطين على شكل الطير والنفخ فيه فصار طيرًا بإذن الله" . القرءان ذكر أيضا أن عيسى عليه السلام حيٌّ، لم يمت حتى الآن، ولم يقتله اليهود، ولم يصلبوه، ولكن شبِّه لهم، بل رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه رحمة وتكريمًا له، وهو إلى الآن في السماء، والسنة البوية تذكر وتقر بنزوله مرة أخرى قبل يوم القيامة، للحديث النبوي ( لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) .الاسلام يرفض فكرة الثالوث من أن ((الله هو إله واحد لكن في ثلاثة أشخاص أو أقانيم— الآب، الابن (يسوع) الروح القدس ))؛ وعليه فإنه يرفض من أن عيسى هو إله متجسد، أو ابن الله أو أنه صُلب أو قيامة يسوع.. يُؤمن المسلمون بأن المسيح عيسى بن مريم قد أرسل فقط لقومه، عكس محمد (ص) والذي أرسل للناس اجمعين "انسهم وجنهم".. وأخيراً وُصف عيسى بأسماء كثيرة في القرآن، وأكثر اسم ظهر له هو ((ابن مريم))، وأحيانًا بأسماء أخرى" وجيه ومبارك وعبد الله" كلها استخدمت في القرآن للإشارة إلى النبي الرسول عيسى عليه السلام. أما تعريف ((الإنجيل)): تعني كلمة الإنجيل أنها كلمة معربة من اليونانية "ايوانجيليون"، وتعني البشارة السارة أو البشرى السارة أو بشرى الخلاص. والإنجيل هو الكتاب المقدس، ويحوي مجموعة الكتب الموحاة من الله والمتعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه وتاريخ معاملة الله لشعبه، ومجموع النبوءات عما سيكون حتى المنتهى، والنصائح الدينية والأدبية. والانجيل يجوز تذكيره وتأنيثه، فمن أنَّثه أراد الصَّحيفةَ، ومن ذكّره أراد الكتابَ. وقد وصف الله عزّ وجلّ ((الانجيل)) في القرءان بأنّه نور، وموعظة، وهدى، وقد نزل الإنجيل في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان.. ولقد ذكر القرآن أن الإنجيل قد تعرض للتحريف، ولذلك أرسل الله نبيه محمد للدعوة للإسلام كخاتم الرسل والرسائل والمعجزات .. يؤمن المسلمون أن الانجيل غير المحرف هو كتابًا مقدسًا جاء ليحل لبني إسرائيل بعض الذي حرم عليهم، وأيضًا بالبحث عن الحقيقة في الكتب السابقة مثل التوراة والزبور.. يقال أن أسفار العهد الجديد، قد ظهرت كمجموعة مؤلفة من سبعة وعشرين سِفراً بمختلف الحجم، وصيغت جميعها باللغة اليونانية في أواخر القرن الأول؛ و كانت السلطة العليا في أمور الدين تتمثل بمرجعين، العهد القديم، والمرجع الثاني الذي انتشر انتشاراً سريعاً وقد أجمعوا على تسميته الرب، ويشمل هذا المرجع على التعاليم التي ألقاها يسوع والأحداث التي تبين سلطته؛ أما أقوال يسوع وما كان يعظ به فقد تناقلتها ألسن الحفاظ شفهيّاً؛ واشهر الاسفار هي اسفار بولس نظراً لشهرة "بوليس" ولأنه أوصى بقراءة رسائله بنفسه، وتشير كتابات آباء كنيسة القرن الثاني إلى أنهم يعرفون عدداً كبيراً من رسائل بولس وأنهم يولونها مكانة الكتب المقدسة، أيضاً فإن أقدم الإشارات التاريخية تعود للعام.. تمت كتابة الأناجيل الأربعة القانونية: ((متى و مرقس ولوقا ويوحنا)) بين أعوام 70 و100 م تقريبا، وهي المصدر الرئيسي للمعلومات عن حياة يسوع..