كشفت منظمة "رايتس رادار" السبت، ارتكاب مليشيا الحوثي الانقلابية ل 20561 انتهاكاً بحق أبناء قبائل حجور، بمديرية كشر في محافظة حجة، شمالي غرب اليمن خلال الفترة من 1 كانون ثاني/يناير 2019 إلى 20 نيسان/أبريل 2019 . وقالت منظمة "رايتس رادار" وهي (منظمة دولية مقرها هولندا)، إن الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون ترقى إلى مستوى جرائم حرب، كما تكشف المأساة الإنسانية التي تدور هناك بعيداً عن أنظار العالم، مشيرةً إلى أن الانقلابيين ارتكبوا مئات الانتهاكات الفظيعة ضد أبناء قبائل حجور خلال الربع الأول من العام الحالي.
وذكرت المنظمة في تقريرِ لها السبت، أن الانتهاكات تنوعت بين القتل العمد، والاعتداءات الجسدية، والاعتقالات ، والاختطافات والإخفاء القسري، وعمليات التهجير والنزوح القسري، بالإضافة إلى عمليات تدمير المنازل والممتلكات الخاصة، وانتهاكات حقوق المرأة والطفل وحق التعليم، وتفجير وقصف ونهب المنشآت الصحية وكوادرها، والأعيان والمواقع التاريخية ومصادرة حرية الفكر ودور العبادة، وممارسة التعذيب وسوء المعاملة، وتم توثيق الكثير من الانتهاكات بشهادات حية ميدانية من الضحايا وكذلك شهود عيان.
واستعرض التقرير، الذي يتألف من 33 صفحة، تفاصيل العديد من الانتهاكات الجسيمة وعمليات القتل الوحشي والاعتقالات التعسفية وحالات التعذيب، التي وصل بعضها حد الوفاة، والحرمان من الحق في الحياة وإجبار السكان على مغادرة قراهم وتهجيرهم قسراً، إضافة إلى الانتهاكات التي طالت النساء والأطفال وأرباب الأسر وقطاعات التعليم والصحة والزراعة والاقتصاد.
وطالبت المنظمة في تقريرها مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالعمل الجاد والدؤوب لرصد وتوثيق الانتهاكات التي لحقت بأبناء قبائل حجور، حتى لا تضيع حقوقهم هدراً، والعمل على عدم إفلات الجناة من العقاب.
كذلك دعت فريق الخبراء التابع للجنة الجزاءات بمجلس الأمن ومجموعة الخبراء التابعة لمجلس حقوق الإنسان إلى إيلاء هذه الانتهاكات اهتماماً خاصاً، وبالذات ما نتج عنها من مآسٍ إنسانية، من أجل تعويض الضحايا وحتى يتم وضع حد لتكرار مثل هذه الأفعال.
وطالبت الأممالمتحدة وممثلها الخاص إلى اليمن بالقيام بواجبها القانوني والإنساني والأخلاقي تجاه أبناء منطقة حجور لحمايتهم ورد مظالمهم وجبر الضرر الذي طالهم، ومحاسبة عناصر الميليشيات على ما ارتكبوه من انتهاكات بحق أبناء منطقة حجور.
ويعد هذا التقرير هو الأول من نوعه الذي يكشف بعضاً لما حدث من انتهاكات في المنطقة التي لا تزال مغلقة أمام وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية من قبل الانقلابيين الذين يسيطرون عليها عسكرياً منذ نهاية آذار/مارس 2019، بما في ذلك عدم السماح بممارسة أنشطة المنظمات الإغاثية التابعة أو الشريكة مع الأممالمتحدة.
وتقع كشر على بعد 165 كيلومتراً من مدينة حجة، ويتجاوز عدد سكانها 75 ألف نسمة، وفق آخر إحصاء سكاني عام 2004.