حالة من الترقب تسود دول الإمارات والبحرين والسودان وغيرها في المنطقة؛ لمعرفة نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تقام في 3 نوفمبر المقبل، خاصة بعد اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وما وصف ب"الهرولة" نحو إبرام اتفاقيات متعلقة بها في مختلف المجالات؛ السياسية، والاقتصادية، والعسكرية. وتنظر أبوظبي والمنامة ومعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فوز منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن بكرسي البيت الأبيض بأنه سيضر اتفاقيات التطبيع الأخيرة المبرمة مع "إسرائيل"، إضافة إلى عرقلة مساعي أي دولة عربية أخرى تريد إقامة علاقة مع "تل أبيب".
الإدارة الأمريكية الحالية، على لسان المبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، قالت بوضوح إن فوز بايدن سيؤثر على اتفاقيات التطبيع، وكذلك الموقف الأمريكي من إيران.
وفي حال وصول بايدن، أكد بيركوفيتش أن الإدارة الجديدة ستواصل اتباع نوع من استراتيجية التهدئة مع إيران، لافتاً إلى أنه "سواء كانت نيتها كذلك أم لا فمن الصعب أن نتخيل أن ذلك لن تكون له تداعيات سلبية على جهود التطبيع".
ورغم أن بايدن أعلن تأييده لاتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والإمارات، مع وصفها بأنها "خطوة إيجابية"، فإن منافسه ترامب لا يتوقف عن الحديث عن أن فوز منافسه الديمقراطي سيؤثر على موجة التطبيع المتصاعدة بين دول عربية و"إسرائيل".
موقف بايدن وعقب توقيع الاتفاق، في منتصف سبتمبر الماضي، قال بايدن: "اليوم اتخذت إسرائيل والإمارات خطوة تاريخية لرأب الصدوع العميقة في الشرق الأوسط".
بايدن اعترض على خطوة واحدة في تعامل ترامب مع الشرق الأوسط، وتحديداً القضية الفلسطينية، وهي خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من أراضي الضفة الغربية والأغوار، مع تأكيده بأن يعمل هو وكامالا هاريس، مرشحته لمنصب نائب الرئيس، لتوسيع الجهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وإلى جانب مستقبل اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها دول خليجية في حال فاز بايدن، تترقب دول عربية نتائج الانتخابات الرئاسة الأمريكية قبل دخولها في أي علاقات رسمية مع "إسرائيل"، ومنها السعودية، وفقاً لموقع موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي.
الموقع الأمريكي أكد في تقرير له نشر، الخميس (22 أكتوبر 2020)، أن الموقف الرسمي للسعودية يكمن حتى الآن في التركيز على استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيراً إلى أنه في حال استمرار ترامب بالبيت الأبيض "فمن المتوقع أن يصبح انضمام الرياض إلى اتفاق أبراهام أحد أولويات فترته الرئاسية الثانية".
اتفاقيات مستمرة أستاذ دراسات الشرق الأوسط ومدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، محجوب الزويري، يؤكد أنه من المبكر الحديث حالياً حول هوية المرشح الذي سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، خاصة في ظل وجود انقسام واضح بالشارع الأمريكي، وحالة استقطاب كبيرة، وتردد لدى الناخبين.
ولكن في حال فاز بايدن، يقول الزويري في حديثه ل"الخليج أونلاين"، فإن اتفاقيات التطبيع التي أبرمت "لن تتأثر؛ لأنه من المعروف أن الرؤساء الأمريكيين في علاقاتهم مع إسرائيل تكاد أيديهم تكون مقيدة، ولا يستطيعون اتخاذ قرار، ويجدون أنفسهم ملزمين بالحفاظ عليها".
وحول تعامل الحزب الديمقراطي مع "إسرائيل" يوضح المحلل الأكاديمي أن الرئيس السابق باراك أوباما لم يكن موقفه سلبياً في العلاقة مع "تل أبيب"؛ بل كان يردد ما يردده الرؤساء الأمريكيون؛ لأن مسألة ضمان أمن "إسرائيل" هي أولوية أمريكية في السياسة الخارجية.
"الزويري" يرى أن التسارع في حركة التطبيع مع "إسرائيل" الأخيرة كان "نوعاً من التحضير لاحتمال نجاح بايدن، حيث لن يستطيع بعد فوزه الوقوف أمام تلك الاتفاقيات، بل يجد نفسه أمام خيار دعمها".
ومن شأن هذا التوجه أن يحسن صورة تلك الدول التي تسير في ركب التطبيع عند الإدارة الأمريكية القادمة، سواء كانت بقيادة بايدن أو ترامب، يقول "الزويري".
ترامب
وتقدم الدول التي تسعى للإسراع، حسب حديث أستاذ دراسات الشرق الأوسط ومدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، نوعاً من الإشارات الإيجابية للإدارة الأمريكية، حيث ستحسن علاقاتها معه في حال فاز بايدن، وإذا كان ترامب فسيمضون في علاقة متطورة معه.
وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين توقع أيضاً أن اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج العربي، وكذلك مع الدول الأفريقية، ستستمر حتى لو فاز بايدن في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
كوهين أكد أيضاً أن دولاً عربية وأفريقية على اتصال مع "إسرائيل"، حيث هناك مناقشات داخل أروقة بعض الجهات في تلك الدول حول المنافع الأمنية والاقتصادية التي ستتمتع بها تلك الدول في حال عقدت اتفاقيات مع "إسرائيل".
يشار إلى أن 5 دول عربية تقيم علاقات رسمية مع "إسرائيل" أحدثها السودان، الذي أعلن ترامب عن التحاقه بركب التطبيع، الجمعة 24 أكتوبر، إضافة إلى الإمارات والبحرين (2020)، فضلاً عن الأردن (1994) ومصر (1979).