تعد أم كلثوم من أبرز مغني القرن العشرين الميلادي، وبدأت مشوارها الفني في سن الطفولة، اشتهرت في مصر وفي عموم الوطن العربي. أم كلثوم هي مطربة شهيرة اسمها فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجي، كما تُعرف بعدة ألقاب منها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب. هي مغنية وممثلة مصرية، ولدت في محافظة الدقهلية بالخديوية المصرية في 31 ديسمبر 1898م أو رسميًا حسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908م، وتوفيت في القاهرة بعد معاناة مع المرض في 3 فبراير 1975م. لقد كانت واحدة من أهم الأحداث التي شغلت الشارع المصري والعربي في بدايات الخمسينات من القرن الماضي، فبينما نظام "يوليو" يؤسس نظامه الجديد، شرع في تنفيذ عدد كبير من التغييرات السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية. ورغم التباين بين تلك المجالات السابقة، كان ثمة مشترك واحد جمع بينهم، وهو ضرورة التخلص من رجال القصر والحاشية الملكية سواء سياسيين كانوا أو فنانين وغير ذلك. فبينما تم محاصرة كل الوجوه القريبة من الملك فاروق سواء بالسجن أو النفي وجدت كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي "أم كلثوم" نفسها مطالبة بالثمن ذاته، لكن ليس بالسجن أو النفي إنما بالاعتزال والابتعاد. وجهة النظر آنذاك كانت قائمة على أن كوكب الشرق قامت بالغناء لملك البلاد السابق "فاروق"، بالإضافة إلى أنها من القلائل الذين أنعم عليهم بوسام الكمال الملكي. وفي كتاب" مذكرات الآنسة أم كلثوم" للكاتب الصحفي محمد شعير، ذكر أنه في بدايات ثورة يوليو تعددت المطالبات بمحاكمة "أم كلثوم" باعتبارها تمثل امتدادا للعهد البائد؛ ومع تعالي الأصوات قرر الضابط المشرف على الإذاعة اتخاذ موقف منها نفذه بشكل فردي وهو وقف إذاعة أغانيها وطردها من منصب «نقيب الموسيقيين»! مع غياب كوكب الشرق بدأت الأسئلة تتناثر من هنا وهناك، من المحيط إلى الخليج، الجميع يتساءلون، يتهامسون، يتحدثون، أم كلثوم أين ذهبت؟.. ولماذا اختفت؟ ومع تصاعد الجدل عن هذا الموضوع تدخل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في أحد اجتماعات مجلس قيادة الثورة متسائلا ومستفسرا، ليفاجئ برد الظابط المسئول عن الإذاعة بأن قرر استبعادها لأنها تنتمي للنظام السابق. وهذا ما جعل "عبدالناصر" يشتعل غضبا قائلا "ما رأيك أن تهدم الهرم الأكبر لأنه من العهد القديم"!، ثم طلب منهم أن تعود سيدة الغناء العربي للغناء فورا.. بما يليق بقامتها وتاريخها. وبالفعل عادت من جديد للوقوف أمام الميكروفون، ومن خلال صوتها ساهمت في دعم مشروع ثورة يوليو النهضوي والاجتماعي بقوة الفن والغناء. المصدر : اوبرا نيوز