مكاتب الإصلاح بالمحافظات تعزي رئيس الكتلة البرلمانية في وفاة والده    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    أقرب صورة للرئيس الإيراني ''إبراهيم رئيسي'' بعد مقتله .. وثقتها الكاميرات أثناء انتشال جثمانه    كواليس اجتماع تشافي ولابورتا في مونتجويك    شباب اليمن يبدأ الاستعداد لبطولة غرب آسيا    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    الثالث خلال أشهر.. وفاة مختطف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    ماذا يحدث في إيران بعد وفاة الرئيس ''إبراهيم رئيسي''؟    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لاول مرة .. عشماوي اليمن ضابط الاعدامات في صنعاء يكشف قصة المرآة التي نفذ حكم الاعدام فيها .. ولماذا لا تفارق خياله
نشر في يمن فويس يوم 08 - 09 - 2021

طلال الطيبي الملقب بعشماوي اليمن هذا الذي يقوم بتنفيذ حكم الاعدام في صنعاء ورث المهنة من والدة مقابلة قديمة يحكي عن حياته وعن حالات الاعدام .
ظهر طلال منفذا حكم الاعدام بحق قتلة الشهيد عبدالله الاغبري.
الاخبار الاكثر مشاهده الان :
كلب يقتحم الملعب ويسجل هدفا برأسه بعد ضربة حرة مباشرة! (فيديو)
لاداعي للذهاب الصيدلية بعد الان .. ثمرة رخيصة الثمن متوفرة في الأسواق تحفز إفراز الأنسولين وتخفض نسبة السكر في الدم(تعرف عليها)

خطرة جدا .. جوجل يحذر من 8 تطبيقات شهيرة تخترق حسابك وتدخل الرسائل النصية والكاميرا .. هل هي موجودة في هاتفك ؟ احذفها فورا

ظهور صادم .. محمد رمضان يثير سخرية واسعة على مواقع التواصل .. خضع لحقن تكبير شفتيه ! شاهدو كيف بدا شكله الجديد (صور)

معلومات سرية وصادمة : لم يتم إعدامه شنقًا.. الكشف عن الطريقة البشعة التي قتل بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؟

حياتك في خطر .. ظهور هذه العلامات على قدميك تشير إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ؟ .. (تعرف عليها الآن)

تفاصيل مثيرة .. رجل يسمع أصوات غريبة تخرج من قبر زوجته.. وحينما فتحه كانت الصدمة!
بنات شيرين عبد الوهاب يخطفن الأنظار في أول ظهور ساحر لهن بعد أن كبرن وصارو في سن الزواج .. ( شاهد الصور )
وداعاً للمعاناة .. تعرف على 3 حيل سحرية لزيادة سرعة الإنترنت على هاتفك .. طريقة مجربة ؟
تفاصيل صادمة .. هذا ما إكتشفه الجمهور حول علاقة الوليد مقداد وزوجته نور وأثار جدلا واسعا على مواقع التواصل (شاهد الصورة)
الفخامة والرفاهية .. وصول جيب لاند كروزر ( VXE 2022) إلى الرياض .. والكشف عن مواصفاتها و سعرها مع الضريبة (صور وفيديو)
تعرف على الطعام المفضل للرسول صلى الله عليه وسلم .. هل تذوقته من قبل ؟
لاول مرة .. مسؤول إسرائيلي يفجر مفاجأة صادمة للعرب عن صدام حسين: سيصاب أغلبكم الصدمة (صورة)
لايخلو اي بيت منه .. فياغرا الطبيعة رخيص الثمن .. هذا الخضار يقضي على الضعف خلال فترة قياسية ( تعرف عليه )
خطوة مفاجئة .. دولة ترسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حدودها مع إيران وترفع درجة التأهب القصوى .. من هي وماذا سيحدث ؟

كثيرون يريدون معرفة من هو وماهي قصة حياته.

والده صالح مثنى الطيبي أشهر من مارس مهنة العشماوي "تنفيذ أحكام الإعدام".. توفي أواخر عام 2004م ليحل محله نجله الثاني طلال.. بعد أن فشل آخرون من داخل السجن المركزي حاولوا تنفيذ أحكام الإعدام إلا أنهم حسب قول "العشماوي" طلال "لم يحسنوا الذبحة" .

طلال هو الوحيد بين أخوته كان يحرص على مشاهدة والده وهو ينفذ حكم الإعدام.. بل كان يحمل بندقية والده أثناء العودة إلى المنزل مشياً على الأقدام..ولهذا رشحته الأسرة بديلاً عن والده عندما طلبت منهم إدارة السجن المركزي ذلك.

العشماوي طلال لم يتجاوز عمره الثلاثين عاما.. صاحب قلب طيب، إلا أن قلبه لا يلين عندما ينفذ حكم الإعدام.. التقينا.. في ساحة السجن المركزي حاملاً معه بندقيته التي أعدم بها يحيى الرغوة مغتصب وقاتل الطفل حمدي.

• منذ متى بدأت تمارس هذه المهنة "تنفيذ أحكام الإعدام" أو ما يطلق عليها ب "عشماوي"؟

** منذ ان توفي والدي رحمه الله، والدي كان يمارس هذه المهنة.. توفي أواخر عام 2004م وبعد وفاته أخذت أنا مكانه والى اليوم وأنا أمارس هذه المهنة "عشماوي".

• بالنسبة لوالدك "رحمه الله" هل تعرف منذ متى بدأ يمارس هذه المهنة؟

** من بداية التحاقه بالسلك العسكري.

• عام كم بالضبط؟

** من عهد الحمدي، يعني من مطلع السبعينات على ما اعتقد.

• وهل كنت ترافقه أو تحتك به؟.

** قليل.. وحسب ملاحظاتي أعتقد ان والدي لم يكن يرغب أن أعمل أنا أو أي واحد من اخوتي في هذه المهنة.. لقد حرص على أن نتعلم وان نكمل دراستنا الجامعية، لكن شاءت الأقدار بعد وفاة الوالد أن أحل أنا محله في هذه المهنة.

عشماوي أكاديمي

• هل التحقت بالجامعة؟

** نعم.

• أي تخصص؟

** محاسبة كلية التجارة جامعة صنعاء، تخرجت منها عام 2003م.

• درست محاسبة وما إن توفي والدك حتى تركت كل شيء وأخذت مكانه "عشماوي".. معنى ذلك انه حتى وانت تدرس المحاسبة كان لديك ميول في ممارسة هذه المهنة "عشماوي"؟

** نوعاً ما.. يعني تقدر تقول انه كان لدي هواية - لكن "مش "بشكل كبير- في ممارسة هذه المهنة، لكن الوالد كان معترضاً.

• لماذا؟

** لأنه كان يشغل هذه المهنة و"مش" معقول ان آتي أنا أو أي واحد من اخوتي ويحل محله وهو لا يزال حياً يرزق وقادراً

على العمل.. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية -وكما قلت لك - والدي كان يريد أن نتعلم احسن تعليم.. وألا نركن جميعنا على هذه المهنة.

• فما الذي جعلك تحل محله في هذه المهنة عقب وفاته مباشرة؟

** شاءت الاقدار.

• كيف شاءت؟

** "شوف" والدي توفي بعد تنفيذه حكم الاعدام في حق شخص وكان ذلك في شهر رمضان، نفذ الحكم وهو صائم لأن تنفيذ الحكم تم صباحاً، وبعد الانتهاء من عملية الاعدام توجه إلى البيت وبدأ يشعر بتعب وألم، وفي تمام الساعة الخامسة بعد العصر من نفس ذلك اليوم توفي.

• ما نوع الألم والتعب الذي ألم به؟

** جلطة.

البديل فشل

• توفي والدك "رحمه الله" كيف شاءت الاقدار ان تحل محله في هذه المهنة وانت خريج محاسبة كلية التجارة؟

** لحظة.. الوالد توفي يوم الاربعاء شهر 9/2004م وكان معه تنفيذ حكم اعدام يوم السبت وحينها كنت انا أواصل دراستي في الجامعة وفي نفس الوقت كنت عسكرياً في الجوية خريج المعهد الفني، اتصلوا بنا على اساس ان صالح الطيب "الوالد" معه تنفيذ اعدام يوم السبت يعني معه "زبائن" وتفاجأوا ان صالح الطيب توفي.. وحدثت ضجة.

• لماذا؟

** أصلا لديه زبائن يوم السبت وهو توفي يوم الأربعاء والخميس والجمعة عطلة ولازم بديل والوقت ضيق.

• وطلبوا منكم البديل؟

** هناك ناس من داخل السجن المركزي "تقمروا" وقاموا بتنفيذ حكم الاعدام ولكن محاولاتهم فشلت.

• كيف؟

** يعني كان أداؤهم سيئاً.. ورفضهم ناس كثير.

• المسألة تنفيذ حكم اعدام اطلاق الرصاص في الشخص المحكوم عليه بالاعدام.. ما الذي جعل أداءهم سيئاً؟

** مسائل كثيرة اهمها الخوف.. ينفذ الاعدام وهو مرتبك وخائف، وهذا ينعكس سلباً على طريقة التنفيذ.. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة)..

• بمعنى ان هؤلاء الذين حاولوا ان يحلوا محل والدك لم يكونوا مهيئين نفسياً؟

** صحيح.. وبالتالي تواصلوا معنا، على اساس إذا فيه واحد منا يرغب في هذا العمل وهو مهيأ نفسياً ويحمل بعض صفات الوالد.

رشحتني الأسرة

• وكيف جاء الاختيار عليك.. هل انت اكبر اخوتك؟

** لا.. انا الثاني من بين اخوتي.. لكن تشاورنا فيما بيننا وكنت أنا من وجهة نظر افراد الأسرة الاقرب لهذه المهنة.. وبالفعل تم اختياري.

• ألم يكن لدى جهات الاختصاص ممثلة بادارة السجن المركزي أية شروط غير ان تكون مهيأً نفسياً؟

** أكيد هناك شروط وهي أن يكون "العشماوي" ملتحقاً بالشرطة وأنا حينها عسكري في الجوية "مش" في الشرطة، لكن عندما أتيت إلى هنا إلى السجن المركزي كان معهم تنفيذ حكم الاعدام بحق اربعة اشخاص، قمت أنا بتنفيذ المهمة واتقنت الأداء، وحينها سمعت مدير السجن وهو يقول ما شاء الله صالح الطيب ما يزال حياً.

• طبعا هو يقصد ان أداءك هو نفس أداء والدك؟

** نعم وكان جميعهم (قيادة السجن المركزي) يقولون بعد ان نفذت حكم الاعدام في الاربعة الاشخاص هذا الشبل من ذاك الأسد، وبعد ذلك قاموا هم بعمل الإجراءات القانونية لنقلي من الجوية إلى الداخلية.

2893 أعدمهم والدي

• كم نفذت أو كم اعدمت قبل ان تلتحق بالشرطة؟

** سبعة عشر تنفيذاً، قمت بها وأنا لا أزال في الجوية.

ومنذ ذلك الحين 2004م إلى يومنا هذا 7 يوليو 2009م كم عملية اعدام نفذتها؟

** أكثر من مائة رجل.

• وكم من النساء؟

** امرأة واحدة.

• كم عدد الذين أعدمهم والدك أو بالاصح نفذ فيهم حكم الاعدام؟

** 2879 رجلاً.. و 14 امرأة.

• هل هناك امور غريبة واجهتك أو لاحظتها اثناء عملك؟

** ابرز الغرائب ان تحصل على شخص قلبه في الجهة اليمنى.

• وهل حصلت معك؟

** نعم .. حالة واحدة.

• كيف تعرف انت ان هذا الشخص قلبه في الجهة اليمنى؟

** أصلاً أنا وأي "عشماوي" لازم ينشل على القلب .. والقلب هو في الجهة اليسرى، لكن هذا الشخص الذي أنا على يقين ان قلبه موجود في الجهة اليسرى نشلت على قلبه وأطلقت عليه الرصاص لكنني وجدت قلبه لا يزال شغالاً مع ان قلب الإنسان ضعيف.. طلقه واحدة تنهيه.

• على هذا الأساس تولد لديك احساس بان قلب هذا الشخص موجود في الجهة اليمنى.. هل اخبرت قيادة السجن والطبيب.. هل تم اخضاع الجثة للفحص والتشريح؟

** لا .. ولكن استطيع ان أؤكد عقب التنفيذ إذا كان القلب غير موجود في الجهة اليسرى.

• هل صادف والدك رحمه الله مثل هذه الحالات.. هل اخبرك خصوصاً وانه استمر في هذه المهنة عقوداً؟

** نعم.

• كم حالة؟

** تقريباً اربع حالات.. ومن النادر ان تصادفك مثل هذه الحالات لأنها حالات استثنائية.. حتى الطب اقر احتمال وجود شخص قلبه في الجهة اليسرى، من بين عشرة آلاف شخص يأتي شخص واحد.

أعدم واؤرشف

• ما هي الاجراءات التي تتخذها قبل تنفيذ الحكم؟

** أولا لازم اطلع على الحكم كاملاً.. أطلع على البيانات كاملة، واعتقد انك قد لاحظت هذا الشيء بنفسك، الآن ونحن نستعد لتنفيذ الاعدام في حق مغتصب الطفل.. أنا اقرأ قضية الشخص وأطلع على جميع بياناته، حتى لو سألوني عن هذا الشخص بعد كم سنة هو في ذاكرتي بكامل بياناته.

• هل تكتفي بذاكرتك أم أنك تدون البيانات كتابة وتحتفظ بها؟

** أؤرشف كل شيء حتى على مستوى التوقيعات والوصية.

• هل بامكانك أن ترفض تنفيذ اعدام شخص ما وتطلب آخر يقوم بمهمتك؟

** لا.. الأمور ليست بهذه الشكليات.. ولماذا ارفض أصلاً طالما وانا انفذ حكم أقرته النيابة.. ولو افترضنا مثلا ان الوقت لم يسعفك لقراءة الحكم انت لا شك سوف تسمعه في الميدان، لأنه قبل الاعدام لازم يُتلى الحكم على المحكوم عليه، أنه صدر كذا وكذا وبمذكرة من فخامة الرئيس...الخ.

• لنفترض ان لديك شكاً في عدالة هذا الحكم وان الشخص المحكوم عليه بريء؟

** هذه الامور لا تؤثر علي لأنني فقط انفذ حكماً قضائياً.

عملي فريضة

• لنفترض انك لاحظت ما لم يلاحظه القاضي.. لاحظت مثلا من خلال حديثك مع الشهود أو ما إلى ذلك...؟

** "مقاطعاً" ممكن في هذه الناحية.. ممكن تؤثر علي، ولكن من ناحية اننا اتوجه إلى أولياء الدم وأصر وألح على أن يتم العفو.

• وهل مارست ذلك عملياً.. هل حاولت ان تصلح في أية قضية؟

** نعم.. وفي كثير من القضايا، وسأظل أحاول ما عدا في القضايا التي أجد ان هذا الشخص واجب قتله.. وان المراجعة عليه تعتبر حراماً.

• وهل هناك قضية سعيت فيها وحدث عفو من قبل أولياء الدم؟

** نعم في إحدى القضايا كان الحكم بالاعدام على اثنين.. وعندما كنا في الميدان مستعدين لتنفيذ الحكم تم العفو عن واحد منهم.

• متى أو عام كم؟

** عام 2005م.

• عقب أو بعد ان تنفذ الاعدام ألا تشعر بشيء من الغثيان أو القلق أو شيء من هذا القبيل؟

** أبدا.. بالعكس عقب كل عملية أحس، والحمد لله، وكأني أؤدي فرضاً واحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى واسأله عز وجل ان يكتب الاخلاص.

• صحيح أنك تقوم بتنفيذ حكم شرعي.. لكن هذه نفس تزهق على يديك وهذا لا شك أمر صعب نفسياً، وإذا كان هناك من يتأثر من مجرد مشاهدة الحدث فكيف بمن ينفذه.. بمن يقتل شخصاً؟

** أنا لا ارى أنني قتلت، هذا أولا.. ثانيا المسألة تحتاج إلى قلب قوي لدى من يمارس هذه المهنة "تنفيذ أحكام الاعدام" ولا يكفي ان يكون لديك قلب قوي فقط.. لا بد ان يكون لديك إيمان قوي وان تكون على قناعة تامة بأن ما قمت بعمله هو تنفيذ للشريعة، وأنك طالب الأجر به من الله سبحانه.

أترك قلبي خارج السجن

• اتفق معك ان "عشماوي" لا بد ان يكون صاحب قلب قوي لا يخاف ولا يتأثر بالعواطف.. ولأنك "عشماوي" فلا بد ان لديك هذا القلب.. هل أنت بذات القلب في تعاملك مع الناس خارج عملك؟

** الأمور ليست بهذه الفكرة التي تفكر بها أنت الآن.. على سبيل المثال الطبيب، الجراح يشطط ويقطع الحالة التي بين يديه إلى أوصال، وهو عندما يقوم بذلك لا شك انه صاحب قلب، لكن هل معنى ذلك أنه دموي وعنيف خارج عمله.. أو في تعامله مع الناس.. طبعاً لا، بل قد تجده ألين قلباً من غيره.

• ماذا عن تعاملك مع الناس خارج السجن؟

** أنا لا استطيع ان أحكي عن نفسي "مادح نفسه كذاب".

• لازم تحكي.. ما من أحد إلا ويعرف حقيقة تعامله مع الناس؟

** الحمد لله أنا أحاول ان اكون بعيداً عن مهنتي في كل شيء.

• لكن الناس ينظرون إلى "العشماوي" على انه إنسان بلا قلب.. فهل قلبك الرحيم يحضر بعيداً عن مهنتك؟

** الحمد لله.. الحمد لله.. لكن في حدود المتعارف عليه.

• كيف.. وضح هذه النقطة؟

** يعني هناك فرق بين الرحمة والذل، أنا اتعامل مع الناس.. مع الآخر أيا كان بقلب رحيم وليس بقلب "العشماوي" لكن مع الاحتفاظ بالكرامة، وأحب أن أوضح لك نقطة مهمة عندما أذهب عند ناس خارج حارتنا في أية مناسبة أو بدون مناسبة احرص دائما ألا يعرف أحد أنني "عشماوي".



• لماذا؟

** "يضحك" لأن مهنتي هي في السجن المركزي "مش" في الشارع.. أنا في خارج السجن واحد من افراد الشرطة.

تهامس الناس يزعجني

• هناك اسباب أخرى تجعلك تحرص على اخفاء مهنتك؟

** يا أخي هناك ناس، كما قلت أنت ينظرون ل "العشماوي" نظرة غريبة.. فاذا ما عرفوا ان مهنتي "عشماوي" اجدهم يتهامسون فيما بينهم وأحس بذلك.

• مهنتك هذه "عشماوي" ألم تسبب لك إزعاجاً على الأقل في الحي الذي تسكن فيه.. هل مهنتك هذه وضعت بينك وبين الناس حاجزاً؟

** ليس في الحي الذي اسكنه لأنهم يعرفون طباعي وأخلاقي لكن الازعاج- كما قلت لك- عندما اذهب عند ناس لا يعرفونني، وعندما يعرفون أن مهنتي "عشماوي" يتهامسون فيما بينهم واعرف ذلك من خلال حركاتهم الغريبة ولا شك ان ذلك يسبب لي إزعاجاً.

• هل تعرضت لأي أذى من قبل أية أسرة نفذت انت حكم الاعدام في أحد افرادها؟

** لا.. لكن الحذر ولا الشجاعة.

شارب والدي

• كان والدك يمتاز دائما بحمل "القناصة" وبشاربه الكثيف، ولعل هذا ما جعله معروفاً بين الناس حيث بمجرد النظر إليه تعرف انه "عشماوي" ولكنني لا ارى أي اهتمام منك بالشارب "الشنب"؟

** الوالد رحمه الله له خصوصياته.. كان له شارب كثيف لكن بالنسبة للقناصة الوالد لم يكن يحمل قناصة.. والشارب الكثيف للوالد لا شك انه اكسبه هيبة، وفي نفس الوقت اكسبه شيئاً من الطرافة، فالوالد خارج عمله كان رحمه الله شخصاً فكاهياً مرحاً ولا تمل من الحديث معه، كان قلبه "منيدر" تسيل النكات من فمه.. صحيح انه بمجرد ان تراه تخاف منه ولكن بمجرد ان تتحدث معه تعرف حقيقته وقد لا تمل من الحديث معه.
المرأة التي أعدمتها أذهلتني

• اعدمت الكثير من الرجال وامرأة واحدة.. كيف كان شعورك عند اعدامك المرأة؟

** هذه المرأة غير كل الناس، لقد حضرت أنا مع والدي حالة اعدام نساء وجميعهن كن يصرخن ويولولن وما إلى ذلك، وكنت اتوقع ان تصرخ هذه المرأة وتولول مثلهن بل وكنت اتوقع صعوبة.. صعب جدا ان تمدها للتنفيذ، لقد كان الوالد يواجه صعوبة عند اعدامه امرأة وكان يدخل معهن في مهاترات.. لكن المرأة التي نفذت فيها حكم الاعدام هي غير كل النساء.. هذه المرأة من خلال ملاحظاتي ذكورية جداً.. بل هي اعظم من الرجال طرحتها للاعدام بسهولة ولم تمانع ولم تطلق حتى صرخة واحدة.

• ما هي قضيتها؟

** قتلت زوجها وكل النساء اللواتي نفذ فيهن والدي حكم الاعدام قتلن ازواجهن.

• كم تتقاضى على العملية الواحدة؟

** هذه لا تقاس بالفلوس.. لأنها مسألة أجر وأجرة إذا فيه أخذنا وإذا ما فيش ما بش.

• في حالة أخذت ممن؟

** من أولياء الدم.

إلى هنا وتوجهنا أنا والعشماوي لتنفيذ حكم الإعدام في حق يحيى الرغوة قاتل ومغتصب الطفل وسنكمل الحوار بعد التنفيذ.�• "نعاود الحوار"..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.