تقرير خاص – رياض الأديب : علي علي عبدالله صالح قتلني ياخديجة ,, فزت بالشهادة .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله . بهذه الكلمات القليلة ختمت الشهيدة عزيزة عبده عثمان غالب المهاجري صباح أمس حياتها بعدما جابت عينها على الدنيا في نظرة وداع أخيرة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بين ذراعي خديجة .. عزيزة هي أول شهيدة تسقط في تعز أثناء مشاركتها بتظاهرة سلمية انطلقت من ساحة الحرية مرورا بعدة شوارع بالمدينة ومنها وادي المدام أخر الأماكن الذي وطأت فيها أقدام اليتيمة العذراء قبل أن ترحل إلى ربها بجسد طاهر وروح نقية .. تفاصيل استشهاد عزيزة تأتي بعد أن مرت المسيرة من وادم المدام وكالعادة يكنن النساء والأطفال في مؤخرة المسيرة فيما الرجال يتقدمونها وقبل العودة من ذات المكان أقدم عناصر مسلحة على إطلاق النار تجاه المسيرة مما أضطر بالشباب إلى الانسحاب غير أن عزيزة تقدمت إلى الأمام وهي تصرخ بكل صوتها مخاطبة مطلقي النار بقولها : يا ناس حرام عليكم , هؤلاء شباب وأطفال ليش تطلقوا النار عليهم , ايش ذنبهم , حرام عليكم حرا … ) لم تكمل عبارتها حتى اخترقت رصاصة الغدر جمجمتها من الخلف لتنفذ من مقدمة رأسها دون سبق إنذار لتحلق عزيزة بركب الشهداء الذين سبقوها وبوالديها اللذان فارقتهما وهي طفلة لتعيش حياتها يتيمة الأبوين . عزيزة يبلغ عمرها الحقيقي 36 عاما وغير متزوجة وتعيش مع خالها الذي تكفل بتربيتها في منزل متواضع جوار فرزة صنعاء , ولم يحدث يوما أن تخلفت عن أي مسيرة أكانت صغيرة أم كبيرة منذ انطلاقة ثورة شباب كما يؤكدن بذلك زميلاتها كما كانت من أشد النساء حرصا على تأدية صلاة العشاء والترويح في شهر رمضان المبارك بساحة الحرية .. عزيزة كانت من ضمن خمس نساء تقدمن المسيرة التي اجتازت الحاجز الأمني في أول تظاهرة تمر من أمام مستشفى الثورة المدجج بجميع أنواع لأسحله التي يمتلكها الحرس الجمهوري المرابط بذات المكان , كما كانت من ضمن المسيرة التي اجتازت مدرعات السلطة في تظاهرة حوض الأشرف بتاريخ 19/9/2011 وسقط فيها ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى .. عزيزة كنت واحدة ايضا من النساء اللواتي تم رشهن بخراطيم المياه في تظاهرة أمام مدرسة الشعب مما أدى إلى إصابتها وسقوط خمارها وهو المشهد الذي عرض في بعض القنوات الفضائية وعندما نقلت إلى مستشفى الروضة رفضت الإفصاح عن اسمها أو التصوير أمام عدسات الإعلام وهي تقول : نحن خرجنا لإسقاط نظام وليس لتصوير أو شهرة .. استشهاد عزيزة بعث بقلوب زميلاتها الحزن وكأول ردة فعل أولية انطلقت مساء أمس مسيرة نسائية حاشدة للتنديد بمقتل عزيزة وتنفيذ وقفة احتجاجية في المكان الذي فاضت فيه روحها وكان المدهش أن الأشخاص الذين قتلوا عزيزة عاودا إطلاق النار على النساء في ذات المكان , كما أقدم شباب في الفيس بوك بالاشتراك مع منتدى المبدعين بعمل صفحة باسم ( الشهيدة العزيزة عزيزة ) .. وفي المسيرة أقسمن حرائر تعز بالقصاص من قتلة عزيزة كما صرخن بعضهن أمام عدسات الإعلام بتساؤل : أين نخوتكم يا عرب أمهاتكم وأخواتكم وبناتكم يقتلين علي صالح وان صامتون …. وفي إطار ردة الفعل من المقرر أن تشهد اليوم محافظة تعز مسيرة مليونية أطلق عليها اسم " مسيرة النخوة " وسوف تنطلق من ساحة الحرية مرورا بعدة شوارع وتنفيذ وقفة احتجاجية في المكان الذي استشهدت فيه عزيزة . وأدى الاعتداء الذي طال مسيرة الأمس في وادي مدام إلى إصابة خمسة متظاهرين وصفت حالتهم بالمتوسطة والطفيفة . وكانت ليلة أمس قد شهدت موجات قصف متقطعة على عدة أحياء بالمدنية وقرى محاذية للشارع الستين ولم يبلغ عن وقوع أي إصابات بخلاف الأضرار التي لحقت المحلات والمباني السكنية . يذكر أن عزيزة أول شهيدة في ميادين الحرية بتعز وثالث فتاة تسقط بتعز حيث استشهدتا قبلها أسماء محمد أحمد سعيد 25 عاما وجارتها الطفلة نجوى مقبل قائد علوان 10 سنوات إثر القصف الذي استهدف المدينة بتاريخ 22/7/2011م .