اعتدى لصوص أثار على موقع الفجير الاثري بمديرية شبام كوكبان بالمحويت ليل أمس الأول مستخدمين آلات الكمريشنات ومواد متفجرة تسببت بتدمير وتخريب معظم مكونات الموقع الأثري الهام. ونقلت كالة " سبأ " عن نائب مدير عام مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة المحويت محمد راجح مراد قوله انه تم كشف هوية أربعة أشخاص من أفراد العصابة من قبل حراس المواقع الأثرية بالمديري أثناء قيامهم بعملية الحفر والنبش والتدمير في الموقع ..مشيرا إلى ان هيئة الآثار وبناء على ذلك خاطبت الشرطة وتم ضبطهم وإيقافهم في إدارة الأمن بالمديرية .. لكنه انتقد سرعة الإفراج عنهم من قبل إدارة الأمن بضمان دون إخضاعهم للتحقيق وإحالتهم للنيابة وملاحقة بقية أفراد العصابة التي اعتدت على الموقع الأثري الهام وعبثت بما يضمه من معالم متمثلة في حصن تاريخي قديم يرجع تاريخه الى العصر السبئي وحصن آخر وسياجات حربية ومقابر صخرية وبرك ومواجل مياه ومدافن حفظ الغلال وغيرها من المعالم. وأضاف ان " الهيئة العامة للآثار وجهت خطاباً رسميا إلى أدارة امن مديرية شبام تطالبها فيه بضرورة ضبط جميع افراد العصابة والتعامل مع هذه القضية بمنتهى الحزم والصرامة كونها تستهدف تدمير مقدرات وتاريخ هذه الأمة، مضيفا انه تم إرسال صورة من الخطاب لمحافظ المحافظة ومدير أمن المحافظة والأمن السياسي،وبناء عليه صدرت توجيهات هاتفية من مدير امن المحافظة لمدير امن مديرية شبام بإلزامهم بملاحقة المتهمين وإعادة الأشخاص الذين تم الإفراج عنهم إلى السجن،لكنه قال انه لم يتم حتى الآن تنفيذ شيء من تلك التوجيهات. وأعرب راجح عن استياءه لما وصفه بالتهاون مؤكدا أن التهاون مع مثل هذه القضايا يمثل جريمة وطنية قد تؤدي إلى تشجيع اللصوص والعابثين بالقيام بأعمال تخريب ونبش وسرقة للمواقع الأثرية الأخرى . وفي سياق مشابه سرق لصوص مجهولون أمس الأول عددا كبيرا من القطع الاثرية من متحف المكلا الواقع في قصر السلطان القعيطي بمدينة المكلا . وباشرت الأجهزة الأمنية عقب تلقيها بلاغ من فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالمكلا بالنزول إلى المتحف ، وكشفت المعاينة الأولية عن دخول اللصوص للمتحف من خلال كسر أبواب المتحف الخارجية باله حادة والتسلل للجناح الخاص بعرض مقتنيات السلطان القعيطي وسرقة عدد منها. وبدأت الشرطة التحقيق بالحادثة لمعرفة هوية اللصوص وكشف ملابسات الجريمة التي سرقت فيها قطع أثرية ثمينة وهامة تجعل من هذه السرقة اكبر سرقة تعرض لها المتحف الذي سبق وتعرض لعمليات سرقة في فترات سابقة. وأوضح مدير مكتب هيئة الآثار والمتاحف بالمكلا الدكتور عبد العزيز بن عقيل ل(سبأ) أن من أهم المقتنيات التي تم سرقتها في هذه الحادثة كرسي عرش السلطان القعيطي ومبخرة كبيرة من النحاس،صقر مصنوع من النحاس، ورأس نمر مصنوع من الفضة الخالصة،مسند ظهر خاص بعرش السلطان مغلف بالفضة وعدد من أعمدة صولجانات سلطانية، ورماح بطول متر ونصف مغلفه بالفضة .. وأضاف بن عقيل : أن من بين المسروقات عدد من المقتنيات المعروضة في قاعة الصور وتشمل حذاء قبقاب مغلف بالفضة، وعلم الدولة القعيطيه مع تاج و3 قلاع منحوتة وتمثال نحاس صغير للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالإضافة إلى قوقعه بحرية كان مكتوب عليها عبارة سلطان الدولة القعيطية الحضرمية، فيما سرق من القاعة الحمراء بالمتحف، مدفع صغير من النحاس ومحبس هو عبارة عن تمثال لرجل صيني من النحاس ومزهريات مصنوعة من النحاس وعدد من الصحون والأواني النحاسية. وقال رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الهيئة تعمل حالياً وبالتعاون مع فرعها بالمكلا على إعداد ملف خاص بالقطع المسروقة ليتم تسليمه للشرطة الدولية (الانتربول) للتعاون في استعادتها ،متمنياً أن تنجح الأجهزة الأمنية في الكشف عن الجناة واستعادة المسروقات قبل تهريبها لخارج الوطن ..كما قال ايضا أنه تم توجيه فرع الهيئة بالمكلا بحصر أهم القطع الأثرية المهمة في المتحف وإيداع الثمين منها في فرع البنك المركزي بالمحافظة ومخازن الهيئة بالمكلا حفاظا عليها . وأرجعت مؤسسة حضرموت للتراث والتاريخ والثقافة سرقة المتحف إلى غياب الحراسة الأمنية . واوضحت في بيان تلقت (سبأ) نسخة منه أن القصر تعرض لعدة سرقات تم خلالها سرقة العديد من المحتويات والمقتنيات الأثرية والتاريخية الخاصة بسلاطين الدولة القعيطية "أخرها سرقة عرش سلطان الدولة القعيطية الأثري القديم المكسو بالفضة ,وكذا سرقة الصولجانات الجميلة الخاصة به" لافتة إلى أن كرسي العرش السلطاني الذي يمثل أحد الرموز المهمة للدولة القعيطية أصبح الآن بعد سرقة مقتنياته ومحلقاته كرسياً عادياً خالياً من أي قيمة تاريخية بعد أن كان يمثل احد أهم المقتنيات الأثرية والتاريخية للقصر السلطاني". ودعت المؤسسة "السلطة المحلية في حضرموت إلى تخصيص حراسة أمنية مشددة للقصور والمتاحف كالحراسات الأمنية المتوفرة للمنشآت المهمة والحيوية..مشددة على إن المتاحف والمؤسسات التراثية والتاريخية هي أيضا منشآت حيوية ومهمة يجب توفير الحراسات الأمنية لها بوصفها أماكن تحفظ تراث وتاريخ البلد وثقافته.
