غادر الرئيس عبد ربه منصور هادي صنعاء في الساعات الأولى من يوم الخميس متجهاً إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتأتي هذه الزيارة، المفاجئة وغير المُعلن عنها مسبقاً، بعد يومين فقط من زيارة مفاجئة، عاجلة وقصيرة، قام بها الرئيس هادي مساء الثلاثاء إلى دولة قطر، التقى خلالها بأمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاد إلى صنعاء في الليلة نفسها. وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن طبيعة الزيارة التي يقوم بها الرئيس هادي إلى الولاياتالمتحدة، بدءاً من هذا اليوم الخميس، ستكون عبارة عن "زيارة عمل" من المتوقّع لها أن تستمر أسبوعاً، فيما كشفت أيضا أنه من المقرر أن يتجّه الرئيس – في طريق عودته – إلى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل أخرى قصيرة، لم تكشف المصادر طبيعتها أو أي تفاصيل بشأنها. وبالنسبة للزيارة الأمريكية، عادت المصادر وأكدت أن هادي "خلال الأيام الأولى من زيارته إلى واشنطن سيُجري فحوصاته الطبية السنوية المعتادة، ثم في منتصف الأسبوع القادم، من المقرر له أن يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما وطاقم إدارته" لمناقشة بعض القضايا الثنائية التي تهم البلدين. واكتفت المصادر بتلك المعلومات السابقة، دون أن توضّح ما هي المواضيع التي سيتم مناقشتها خلال اللقاء المرتقب الذي سيجمع الرئيسين الأمريكي واليمني منتصف الأسبوع القادم في العاصمة الأمريكيةواشنطن. لكن مصادر أخرى (سياسية) توقّعت بأن يناقش الرئيسان جُملة من القضايا المثارة لاسيما في الصعيدين: السياسي، والعلاقات بين البلدين فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب. ورجّحت أن يكون على رأس تلك القضايا السياسية "مناقشة ما تبقى من المرحلة الانتقالية في اليمن، وأبرزها نتائج ومعيقات مؤتمر الحوار الوطني، وكيفية معالجة الإشكاليات التي تواجه النظام اليمني في إدارة شؤون البلاد في المرحلة القادمة"، والتي قد يدخل بضمنها استمرار البعض في محاولة إعاقة المرحلة الانتقالية، وضرورة تفعيل الإجراءات العقابية التهديدية بحقهم. وبشأن مكافحة الإرهاب، توقّعت المصادر أن يتم مناقشة التفاصيل النهائية والأخيرة أو ما قبل الأخيرة ربّما لمعالجة مسألة إطلاق سراح المعتقلين اليمنيين في سجن خليج جوانتنامو الكوبي. ولم تستبعد المصادر السياسية أن تطرح على الطاولة قضية "إطلاق سراح الصحفي اليمني عبدالإله حيدر شائع"، والإجراءات التي اتخذت بهذا الشأن والضمانات اليمنية اللازمة لإبقائه بعيداً عن نشاطه السابق. وأصدر الرئيس هادي توجيها مفاجئاً يقضي بإطلاق سراح "شائع"، الذي خرج من سجن الأمن السياسي، الثلاثاء الماضي، بعد ثلاث سنوات من اعتقاله، بتهمة دعم ومساندة منظمة إرهابية في اليمن. وجاء توجيه الرئيس الأخير في وقت ظل فيه موقف الإدارة الأمريكية المعلن والثابت، طوال السنوات الثلاث الماضية، معارضاً لإطلاقه؛ حتى مع تصاعد ضغوطات منظمات حقوقية دولية ومحلية مجرِّمة ظروف اعتقاله، ومناديةً بسرعة إطلاق سراحه. وفي هذا الصدد، رجّحت المصادر السياسية أن إطلاق الصحفي شائع "من غير المُمكن أن يكون قد تم بدون علم أو بدون ضوء أخضر من واشنطن". وكان وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي التقى، الأربعاء، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في صنعاء جيرالد فايرستاين. ومع أن وكالة الأنباء "سبأ" تحدثت عن مناقشة اللقاء للعلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين، إلا أن المرجّح جداً أن يكون اللقاء خُصص بدرجة رئيسية لمناقشة وترتيب جدول الأعمال الخاص بزيارة الرئيس هادي إلى الولاياتالمتحدة. وطبقا ل "المصدر أونلاين" تأكده أيضا أن زيارة الرئيس الحالية إلى أمريكا، لا تلغي الزيارة القادمة المقررة له في أواخر سبتمبر القادم إلى الأممالمتحدةبنيويورك، وإلقاء كلمة اليمن هناك، وحضور جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن المقررة في 27 سبتمبر، وكذا حضور وافتتاح مؤتمر "أصدقاء اليمن" للمانحين المقرر التئامه هو الآخر في نيويورك في ال 29 من الشهر نفسه. واعتاد "هادي" إجراء فحوصات طبية خاصة في الولاياتالمتحدة، بشكل سنوي، منذ كان نائباً للرئيس السابق. ومع نهاية أكتوبر ومطلع نوفمبر من العام 2011، أجرى أول رحلة طبية له بعد تفويضه (صورياً) في سبتمبر من العام ذاته، كقائم بأعمال الرئيس السابق، في إثر الثورة الشعبية الشبابية التي أطاحت بصالح وأفراد عائلته من الحكم. وجاءت تلك الزيارة قبل أسابيع فقط من التوقيع على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر 2011، والتي بموجبها حصل على تفويض رسمي بإدارة شؤون البلاد كقائم بأعمال الرئيس السابق. كما أن تلك الزيارة أيضا جاءت بعد أسبوع فقط من إصدار مجلس الأمن الدولي قراره الأول بشأن اليمن، والذي دعا فيه الرئيس السابق إلى ضرورة توقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة إلى نائبه (حينها). وفي أواخر شهر سبتمبر من العام 2012، توجّه الرئيس هادي إلى الولاياتالمتحدة، للمشاركة في اجتماعات الدورة ال67 للجمعية العمومية في الأممالمتحدة، ولحضور الاجتماع الرابع لمجموعة أصدقاء اليمن في نيويورك، وهي الزيارة الرسمية الأولى له بصفته رئيساً شرعياً للبلاد، بعد انتخابه في 21 فبراير 2012.