من وحي هذه اللحظات التاريخية التي يمر بها الوطن، ينعقد المؤتمر التأسيسي لقضية تعز تحت شعار " نحو تعز إقليم نموذجي يجسد مبادئ الحكم الرشيد في إطار الدولة اليمنية الاتحادية المدنية " بهدف رسم طريقنا إلى المستقبل، بعيداً عن تأثير سلطة المركز المهيمن . ينطلق انعقاد المؤتمر من الاسس التالية : -عانت تعز التهميش والاقصاء والتدمير منذ أكثر من مئة عام من خلال تدمير وتشويه ثقافتها المدنية وضرب بنيتها الاقتصادية والتجارية. -لقد كان ل تعز الدور الريادي في اشعال ثورة 11 فبراير السلمية , ضد الحكم الأسري والاستفراد بالسلطة والثروة، ونهب المال العام وتدعيم سلطة الفساد . -دور تعز الثوري و التنويري الرافد للمشروع المدني، متوائماً مع مبدأ العدالة الاجتماعية، والمساواة، وسلطة القانون، والمواطنة المتساوية. -مآلات ثورة 11 فبراير، و ما ترتب عليها من عملية سياسية، في جوهرها مؤتمر الحوار الوطني بمخرجاته الوشيكة، التي تترافق مع ترحيل الاستحقاقات التي لا تقبل الترحيل ممثلة بحدها الأدنى في تنفيذ النقاط (20+11)، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك إزاء العملية السياسية عموما، وما ان كانت هذه العملية تمتلك الارادة الكافية لإنجاز عملية التغيير المنشود . وإزاء ذلك كله تقف تعز اليوم بضمير حي وبهمة شبابها وبعقلانية الأباء والأجداد، عازمة على تعزيز دورها النضالي في سبيل يمن لكل اليمنيين، يمن الحرية والكرامة والعدالة والعيش الكريم، يمن المواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان وحرياته وتعزيز الشفافية وسيادة القانون . عليه نرى ان البداية من هنا من تعز، بالانتصار لقضيتها وتاسيس اقليمها النموذج، لتصبح تعز الحرة، تعز التي تمتلك قرارها الاداري والتنموي والامني، تعز المنعتقة من سلطان المركزية الجائر، تعز المنعتقة من قبضة المركزية القاتلة لانسانها وقيمها بأيدي وكلاء مراكز القتل والعبث القبلية والعسكرية والدينية في الشمال وشمال الشمال، تعز المدنية المتسامحة المتعايشة، تعز الكرامة والحقوق لمواطنيها، تعز الانصاف للتاريخ كما كان لا كما كتب، تعز اليوتوبيا والحلم. وتجسيداً لذلك يستمر انعقاد المؤتمر التأسيسي لقضية تعز "الجلسة الختامية "لمواصلة أعماله وتحقيق الأهداف التي نادى بها منذ بداية مشواره النضالي، خلال الاسبوع القادم . عاشت تعز حُرة أبية، وعاشت اليمن خالدة، موحدة الشفاء لجرحى الثورة والرحمة للشهداء