أعلن رجل دين سعودي إنه يؤيد تطبيق "الإخصاء الكيميائي" كحل رادع لمن اعتاد التحرش بالأسواق أو الاعتداء الجنسي على الآخرين. وقال عميد كلية الشريعة سابقاً بجامعة اﻹمام بالسعوديه الشيخ سعود بن عبدالله الفنيسان عبر مداخلة هاتفية ببرنامج "يا هلا" بقناة "روتانا خليجية" الذي يبث الاثنين: "الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الاختصاء، ولكن لو توصل العلم لعلاج كيميائي يقضي على الشهوة عند المنحرفين فأرى جوازه"، دون تحديد إجازته تلك بإن كان هذا العلاج مؤقتا أو يقضي على الشهوة تماماً. وبرر الفنيسان فتواه بأنه رغم وجود قوانين للتحرش في دول عدة، فإنها لم تنجح في أن تضع حداً لهذه المشكلة، مشيرا إلى أن الضابط في هذه القوانين غير دقيق. وأضاف أن الملتزم في السعودية هو نفسه الملتزم في أمريكا بينما المتحرش شخص ضعف لديه ضابط الضمير، متابعاً أنه رأى جواز الإخصاء كحل مؤثر لعلاج هذه الظاهرة ولو وُجد القانون الذي يقضى على هذه الظاهرة فهو معه وأولى بالتطبيق من فكرة الإخصاء. وفتاوى العالم السعودي ليست بالجديدة اذ سبقتها الكثير من الفتاوى المشابهة وخاصة بعد انعقاد أول مؤتمر إقليمي عن التحرش الجنسي وبمشاركة ناشطات وقيادات نسائية من 16 دولة عربية من ضمنها اليمن وذلك قبل عدة سنوات وتحديدا عام 2009م . وفي المؤتمر تم الكشف عن خبايا جرائم المضايقات والتحرش الجسدي في الدول العربية, وكسر حاجز الصمت حول أخطر ظاهرة اجتماعية وصفها المؤتمر بأنها جريمة العصر العربية التي تنتهك مشاعر وأجساد 80% من نساء العرب اللواتي أعلن معاناتهن من ظاهرة التحرش الجنسي !! وطالب المؤتمر الإقليمي بإصدار قانون عربي موحد لتجريم التحرش الجنسي, وتكثيف الحملات التي تتحدث عن الظاهرة الخطيرة, والالتزام بالصراحة والشفافية والتثقيف والتوعية عبر وسائل الإعلام وفي المدارس والجامعات, وتوفير خطوط ساخنة مع المختصين النفسيين لمساعدة الضحايا لتجاوز الآثار النفسية والعصبية, ومساعدة ضحايا العنف الأسري وخادمات المنازل اللاتي يتعرضن للإساءة الجسدية. وإنتقد المؤتمر عدم الاهتمام الكافي بظاهرة التحرش الجسدي على المستوى الرسمي ومحاولة إنكارها كونها ظاهرة تستحق الاهتمام والعمل على مستوى التغير الاجتماعي ونشر الوعي والتحرك لمواجهتها تشريعياً, ورصد الدراسات والتقارير التي تعكس حجم هذه الظاهرة, وأسبابها, وآثارها على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية,وسبل المواجهة. وأكد المؤتمر الإقليمي العربي الذي تم تنظيمه بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للسكان, والوكالة السويدية للتنمية الدولية,وعدد من منظمات حقوق الإنسان العربية,أنه رغم انتشار التحرش الجنسي في كل الأقطار العربية, فإن عددا قليلا من الدول العربية هي التي تنبهت لخطورة الظاهرة التي تعتبر ظاهرة مجتمعية عالمية تعاني منها كل المجتمعات الإنسانية بكل فئاتها سواء كانت متقدمة أم نامية, وأن الدول العربية تعاني من أزمات التحرش الجنسي حيث تؤكد الدراسات والتقارير أن 90% من النساء في اليمن اشتكين من تعرضهن للتحرش سواء في الأماكن العامة أو أماكن العمل, وأن 83% من النساء المصريات قد تعرضن بالفعل لشكل أو لآخر من أشكال التحرش الجنسي, وأن 27% من الفتيات الجزائريات الجامعيات أكدن تعرضهن للمضايقات الجنسية من قبل مدرسيهن, كما اشتكى 44.6% منهن من المضايقات اللفظية, بينما أفصحت 13.8%عن تعرضهن للتحرش الجنسي, وفي قطر 21.1% من الفتيات أفصحن عن تعرضهن لذات المشكلة, وأن 30% من النساء العاملات قد تعرضن للتحرش الجنسي في مكان العمل, وفي المملكة العربية السعودية يتعرض 22.7% من الأطفال لجريمة التحرش الجسدي,وأن من بين 9580 حادثة أخلاقية العام الماضي يوجد 997 جرائم تحرش جنسي, وفي لبنان ثلث النساء تعرضن لحوادث التحرش أو الاعتداء أو الإساءة اللفظية, وأن 80% من الاعتداءات الجنسية في المغرب تقع على القاصرات دون سن الرشد القانونية ويحتل الاغتصاب والتحرش الجنسي المرتبة الأولى في الجرائم الجنسية00 وكشفت الدراسات التي طرحت في المؤتمر عن أنواع التحرش الجنسي في كل من سلطنة عمان والكويت وتونس والبحرين !! وأوضح مؤتمر التحرش الجنسي كعنف اجتماعي وأثره على النساء في المنطقة العربية أن هناك عددا من الأثار النفسية التي تصاب بها ضحايا التحرش ومنها: الإحباط, والقلق,ونوبات من الرعب, وتوتر عصبي, وندرة في النوم مع أحلام مزعجة, وإحساس بالذنب والعار,وارتفاع في ضغط الدم وصعوبة الهضم, وعدم الثقة في النفس أو الغير, والاكتئاب والانعزال وقد يصل إلى محاولة الانتحار, ويزداد الأمر تعقيداً عندما تدرك الضحية عدم وجود أي سند قانوني ترتكز عليه لوقف التحرش !! وأكد المؤتمر أن نسبة التحرش الجنسي ترتفع بقوة في كل المجتمعات التي تتسم بالانغلاق الشديد والفصل بين الجنسين, وتلك التي تتسم بالانفتاح الشديد والتسيب والانفلات, ولكن المشكلة أن هذه الحوادث في الدول العربية يحرم الحديث فيها وتحاط بسرية تامة وتكتم شديدين, وغالباً لا تتوافر إحصاءات كافية لهذه الظاهرة الخطيرة, وبعض الدول العربية تفضل التعامي عنها والتظاهر بعدم وجودها !!.