تتواصل دعوات التحريض ضد الفلسطينيين ومطالب الثأر في إسرائيل في كل منصة متاحة، سواء في وسائل الإعلام أم في مواقع الانترنت، فيما تتفاقم المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في القدسالمحتلة، بعد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد حسين أبو خضير. وأعلن الحراك الشبابي في الداخل الفلسطيني عن تنظيم مجموعة تظاهرات مساء يوم الأربعاء، في كل من حيفا وباقة الغربية وكفر كنا وعرابة، احتجاجاً على ممارسات الاحتلال واستشهاد أبو خضير. ويُنتظر أن تشهد هذه التظاهرات محاولات من الشرطة الإسرائيلية لقمعها، ولا سيما في ظل التوجيهات التي أوعز بها وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، منذ تظاهرة الفلسطينيين في أم الفحم يوم الجمعة الماضي، بقمع التظاهرات بقوة. دعوات للانتقام وتحركت إدارات جامعات إسرائيلية في سياق تجاوبها، مع دعوات اليمين المتطرف لمحاسبة وإبعاد طلاب فلسطينيين يدرسون فيها، بحجة كتابتهم تعليقات مؤيدة لحركة "حماس" أو مؤيدة لعملية اختفاء المستوطنين الثلاثة الذين وجدت جثثهم، فيما يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير داخليته جدعون ساعر، الادعاء بأن الفلسطينيين في الداخل دعوا خلال تظاهرة أم الفحم، الجمعة الماضية، إلى خطف الجنود والمستوطنين. وأعلنت إدارة معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون" في حيفا، عن عزمها طرد الطالب الفلسطيني مراد أبو الهيجاء، الذي كتب بعد عملية اختفاء المستوطنين، وانطلاق مباريات كأس العالم بكرة القدم، "3 0" لفلسطين من دون أن تشارك الأخيرة في المباريات. وأثارت هذه العبارة موجة تحريض هائلة ضد الطالب المذكور، وهددت الجامعة بطرده وإبعاده عن مقاعد الدراسة، فيما أنشأ مستوطنون عنصريون صفحة على "فايسبوك" للتحريض على أبو الهيجاء وتهديده بالقتل. وبالفعل تلقى الأخير اتصالات من مجهولين هددوه بالقتل. وقالت الطالبة رنا طه، وهي تدرس طب سنة ثالثة مع زميلها أبو الهيجاء ل"العربي الجديد": "اليوم كان عندي امتحان في كلية الطب ووجدت مناشير طُبعت ووُزّعت من قبل طلاب يمين يهود مع صورة مراد حتى داخل المصعد". ودعت صفحة على "فايسبوك"، تعود للطلاب العرب في المعهد الطالبات الفلسطينيات، ولا سيما المحجبات منهن، إلى الحذر والانتباه في تحركهن داخل الجامعة وفي مساكن الطلبة، خوفاً من تعرضهن لاعتداءات العنصريين. وقالت طالبة، فضلت عدم الكشف عن هويتها ل"العربي الجديد"، إن "الأجواء في الجامعة مشحونة للغاية، وإن رياح التحريض العنصري والدموي على الطلاب تهب بقوة، وهناك خشية من وقوع اعتداءات على الطلاب العرب". ولم يواجه أبو الهيجاء وحيداً التهديدات، إذ تعرضت طالبتان فلسطينيتان تدرسان في كلية رمات جان، لمصير مشابه، إحداهما هي ماريا هواري من مدينة عكا. وكانت هواري قد قامت بمشاركة خبر لاختفاء المستوطنين الثلاثة من موقع إسرائيلي، على صفحة "فيسبوك" الخاصة بها. وعندها وصلتها تهديدات من زميلات يهوديات لها، هددن بقتلها، وقلن إنهن لن يسكتن على هذا الأمر حتى يتم طرد هواري والطالبة الأخرى من الكلية. وقالت هواري ل"العربي الجديد": "لا أخاف منهن، واليوم سأذهب لأقدم امتحاني في الكلية، فيما هم يهددن بطردنا من الكلية". في موازاة ذلك، كشف موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن الآلاف من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي نشروا في اليومين الماضيين على شبكة الانترنت، آلاف الصور لهم وهم يحملون أسلحة ولافتات كُتب عليها: "دعونا ننتقم، يجب قتل الفلسطينيين"، إضافة إلى صور لجنود يحملون بنادق رشاشة يطلبون أن يُسمح لهم "برش الفلسطينيين أينما كانوا". وشكّلت هذه الخطوة امتداداً لحالات سابقة كان فيها جنود الاحتلال يعلنون تضامنهم مع جنود آخرين تورطوا بقتل فلسطينيين أو التنكيل بهم. واللافت أن الجنود أيضاً كتبوا الشعارات التي يرددها دائماً اليمين الإسرائيلي عندما كان في المعارضة، وفي مقدمتهم نتنياهو، إبان حكومة إسحق رابين، ولاحقاً في حكومة أرييل شارون وإيهود أولمرت، بأن "اتركوا الجيش ينتصر".