زار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم الأربعاء، معسكراً تابعاً للجيش جنوبي العاصمة صنعاء، مرتدياً بزته العسكرية لأول مرة منذ توليه السلطة عام 2012، بحسب مصدر عسكري. ومثلت زيارة الرئيس هادي للمعسكر وسط الاشتباكات المسلحة مفاجأة غير متوقعة للقيادات الحوثية التي سارعت بالانسحاب من أسطح المنازل التي كانت تعتليها في منطقة حزيز إضافة إلى الشوارع والأزقة القريبة من معسكر الاحتياط . ومثلت رسالة هادي رسالة قوية لجماعات التي الحوثي المتمردة التي فقدت توازنها – وفقا لمحللين سياسيين – بعدما أدركت مقدار الجاهزية الأمنية في صفوف القوات المسلحة واستعداده لمواجهة أي تصرفات غير مسؤولية . وأكدت مصادر محلية مشاهدتها انسحاب العديد من المعتصمين من مخيمات الحوثي وخاصة الذين توافدوا من محافظات بعيدة حيث بدأ معظمهم في لملمة متاعهم والسفر خلسة إلى مدنهم . وفي السياق نقل مراسل " الاناضول " عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه، إن الرئيس هادي زار معسكر "السواد" الذي يقع في منطقة "حزيز" على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، وذلك بعد يوم واحد من اشتباكات وقعت بين وحدات من القوات المسلحة اليمنية ومسلحين تابعين لجماعة أنصار الله المعروفة باسم(الحوثيين) هاجموا المعسكر". ويحمل ارتداء منصور الزي العسكري دلالة على استعداده لمواجهة أوسع مع جماعة أنصار الله التي تخوض القوات الحكومية مواجهات محدودة ضد متظاهرين ينتمون للجماعة، قاموا مؤخراً بإغلاق عدد من الطرق في العاصمة إضافة إلى مداخلها، كما يشن الجيش اليمني غارات على مواقع أنصار الله خاصة في محافظة الجوف شمالي البلاد، بحسب مراقبين. وأشار المصدر وفقا لتقرير الذي رصده يمن فويس إلى تواصل الاشتباكات بشكل متقطع في محيط المعسكر منذ الليلة الماضية حتى الساعة (12.30) تغ، دون الإشارة إلى وقوع ضحايا في صفوف الطرفين. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات اليمنية حول ما ذكره المصدر العسكري. ونصبت جماعة "أنصار الله" منذ أيام مخيماً لمسلحيها في منطقة "حزيز"، ومنعت في وقت سابق دخول السيارات الحكومية إلى العاصمة وذلك ضمن فعالياتها الاحتجاجية لإسقاط الحكومة اليمنية. وتكمن أهمية المدخل الجنوبي لصنعاء في كونه يصل بين العاصمة والمحافظات الوسطى والجنوبية. ومنذ 14 أغسطس/ آب الماضي، أقامت جماعة الحوثي خيامًا للاعتصام حول مداخل العاصمة، قبل أن تقيم خياما أخرى قرب مقار حكومية وسط المدينة وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقاً إلى قطع طرق رئيسية، مطالبين بإقالة الحكومة التي يصفونها ب"الفاشلة"، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية. وتواصلت احتجاجات الحوثيين، على الرغم من إعلان الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الأسبوع الماضي، عن مبادرة لحل الأزمة، تتضمن إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني" التي اختتم فعالياته في يناير / كانون الثاني الماضي وأقر تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيدرالية، بواقع أربعة في الشمال وإقليمين في الجنوب. وجاء تصعيد الجماعة، التي تتخذ من صعدة (شمال) مقراً لها، في صنعاء، بعد أن سيطرت على محافظة عمران(شمال)، الشهر الماضي، عقب هزيمة اللواء 310 التابع للجيش، ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي.