كشفت مصادر يمنية مطلعة عن مسوّدة الاتفاق النهائي، تم التوصل إليها بين قيادة أنصار الله “الحوثيين” ومندوبين عن الرئاسة في ذات الوقت كشفت مصادر إعلامية في العاصمة اليمنية صنعاء، عن قرار جمهوري مرتقب يقضي بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة مساء اليوم الجمعة. وذكرت المصادر، أن اجتماعاً مطولاً استمر حتى نحو ال11 والنصف من ليل الجمعة في منزل مستشار رئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني، وحضره أمين العاصمة عبدالقادر هلال، واللذان كانا مندوبين عن الرئيس، فيما حضره من جانب أنصار الله مدير مكتب عبدالملك الحوثي مهدي المشاط، ورئيس العلاقات السياسية حسين العزي. وبحسب المصادر، فإن الاجتماع خرج باتفاقات تقضي بزيادة تخفيض أسعار المشتقات النفطية بمقدار 500 ريال، بحيث يصبح سعر “دبة البنزين 3000 ريال” و”2900 للديزل”. وقالت المصادر إنه تم التوصل إلى اتفاق على أن يكون رئيس الحكومة المقرر تشكيلها “ينتمي لأبناء الشمال” وتعيين نواب له.. بالإضافة إلى تقليص اعتمادات وامتيازات كبار رجالات الدولة، ومراجعة صرفيات السيارات من قبل الرئاسة. وأضافت، أنه من المقرر أن يتم الإعلان عن إقالة الحكومة الحالية وتشكيل الجديدة، مساء اليوم الجمعة، بعد التوقيع النهائي على الاتفاق. وقالت المصادر: إن الرئيس هادي كان قد اشترط توقيع عبدالملك الحوثي، على مسودة الاتفاق، إلا أنه وفي وقت متأخر، طلب تفويضاً خطياً بتوقيع وختم الحوثي لينوب عنه المشاط والعزي في التوقيع على الاتفاق، أو يذهب الدكتور الإرياني رفقة أمين العاصمة، الجمعة، إلى صعدة لتوقيع الاتفاق والعودة إلى صنعاء كي يتم التوقيع عليه من قبل رئيس الجمهورية. وكشفت المصادر، أن جماعة “الحوثيين” اشترطت رفع الاعتصامات على مرحلتين، وهو ما رفضه الرئيس هادي.. مشيرةً إلى أن اتصالات تجري في الأثناء لإيجاد حل نهائي بخصوص هذه النقطة. وفي السياق قال مصدر للجزيرة إن من المتوقع الإعلان خلال الساعات القادمة عن اتفاق نهائي بين السلطات اليمنية والحوثيين يشمل تشكيل حكومة جديدة, وخفض أسعار المشتقات النفطية, ورفع الاعتصامات من صنعاء لإنهاء الأزمة القائمة منذ أسابيع. وأفادت مصادر بأن المفاوضات تسير بشكل جيد, وأنها وصلت إلى مراحلها النهائية. وقد باتت نقاط الاختلاف ضئيلة وفقا للمصادر نفسها، كما يتوقع أن يعلن عن الاتفاق رسميا بحضور كل القوى السياسية وممثلي المجتمع الدولي. وينص الاتفاق المحتمل على تشكيل حكومة جديدة تحل محل الحكومة الحالية التي يرأسها محمد سالم باسندوة, والتراجع عن مجمل الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود, وإنهاء اعتصامات الحوثيين داخل صنعاء وفي محيطها. وتواصل اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع جماعة الحوثي اجتماعاتها في العاصمة، ويمثل الجانب الرئاسي مستشار الرئيس اليمني عبد الكريم الإرياني, وأمين العاصمة عبد القادر هلال, ويمثل جماعة الحوثي مهدي المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثي, وحسين العزي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، بحضور المندوب الأممي جمال بن عمر. وقال مدير مكتب الجزيرة بصنعاء سعيد ثابت إنه كان يفترض أن يوقع الاتفاق مساء أمس الخميس, لكن ذلك لم يحدث. وأضاف أن وفدا من اللجنة الرئاسية كان سيتوجه مساء أمس إلى صعدة شمالي البلاد للقاء زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بهدف توقيع الاتفاق, لكن الحوثيين اعتذروا عن استقبال الوفد. وتابع ثابت أن المفاوضات لا تزال تشهد صعوبات في ضوء اشتراط جماعة الحوثي رفع اعتصاماتها بصنعاء على مرحلتين، حيث يُرفع الاعتصام داخل المدينة أولا, وتُرفع الاعتصامات في مداخلها بعد تشكيل الحكومة وموافقة الجماعة عليها. وقال مدير مكتب الجزيرة في صنعاء إن الرئيس عبد ربه منصور هادي اشترط أن يوقع عبد الملك الحوثي بنفسه على نص الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه, مضيفا أن هادي سيجتمع في وقت لاحق اليوم بمساعديه لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق المحتمل. وتدور هذه المفاوضات على وقع حشود وحشود مضادة في صنعاء، فقد تظاهر آلاف اليمنيين من أنصار ما تعرف بهيئة "الاصطفاف الوطني" في مظاهرات حاشدة في ساحة الستين بصنعاء, وطالبوا بالتوصل إلى حل سياسي وتجنيب البلاد حربا أهلية. وفي تعز الواقعة في وسط البلاد قال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن آلافا آخرين من أنصار "الاصطفاف الوطني" احتشدوا في المدينة, وشهدت مدن أخرى مظاهرات مماثلة تطالب بإنهاء اعتصامات الحوثيين. في المقابل, احتشد آلاف من أنصار جماعة الحوثي في ساحة المطار بالعاصمة تحت شعار ما سموها جمعة "دماء شهدائنا وقود ثورة لا تقبل المساومة"، وشدد المتظاهرون على ضرورة تحقيق مطالبهم المتمثلة في إسقاط الحكومة.