رفض زعيم جماعة الحوثي المتمردة التوقيع على اتفاق السلام الذي يقوده جمال بنعمر في صعدة مساء اليوم مكتفيا بتفويض شخصين من جانبه بالتوقيع على الاتفاق وذلك في العاصمة صنعاء . وأرجع محللون أسباب تلكؤ عبدالملك الحوثي بالتوقيع على الاتفاق وقيامه بإسناد المهمة إلى شخصين بهدف إطالة الوقت وقياس نبض الشارع بالتزامن مع تفجير الوضع في صنعاء ومعرفة مدى قوته الفعلية على أرض الواقع والتي من خلالها سيتخذ القرار . ويأتي تفويض الشخصين من قبل الحوثي في الوقت الذي قادت فيه جماعته المسلحة انقلاب وصف بالفاشل في العاصمة صنعاء حيث حاول متمرديه المسلحون فرض سيطرتهم على عدة مناطق في العاصمة صنعاء يوم أمس وحتى فجر اليوم غير أنهم تفاجأوا بمدى قوة الجيش المسنود باللجان الشعبية بالتصدي لهم وإجبارهم على الفرار والتقهقر بعدما أسقط منهم عشرات القتلى والجرحى إضافة إلى أعداد أخرى من الأسرى . محللون آخرون – وهو الأقرب إلى أرض الواقع - أكدوا أن اتخاذ القرار وحسمه لا يمتلكه الحوثي لوحدة دون عرضه إلى قوة خارجية في إشارة منهم إلى دولة إيران والتي تصنف القوة الحوثية بأنها تشكيلة في الجزء المهم منالهلال الممتد من جنوب السعودية إلى شرقها لتحاصر به النظام السعودي . وتجلت أبرز محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الحوثي الليلة الفائتة بمحاولة اقتحام التلفزيون اليمني بواسطة الأسلحة المتوسطة والثقيلة في الوقت الذي أقدمت فيه جماعات أخرى من ميليشياته باستهداف المؤسسة العامة للاتصالات وقطع كابلات الاتصالات فيها مما تسبب في خروج العاصمة صنعاء عن العالم الخارجي لعدة ساعات ابتداء من فجر اليوم وحتى ساعات الظهيرة . وكانت وسائل إعلامية محلية وخارجية قد تداولت وعلى امتداد الساعات الماضية تفاصل الانقلاب الذي شنته جماعات الحوثي على العاصمةت مما أدى إلى سقوط أكثر من 70 قتيلا وأسر أكثر من 50 شخصا من الحوثيين وجرح عدد آخرين .