استعرضَ الأستاذ الجامعي ورئيس شركة "روبيني غلوبال إيكونوميكس" نورييل روبيني، المعروف بنظرته التشاؤمية، خلالَ حوار مع "ياهو فاينانس"، 5 أخطار إقتصادية محتملة سيشهدُها عام 2015، ويعتقد أنَّ مزيجاً من تلك المخاطر يمكن أن يدفع النظام المالي العالمي نحو عاصفة عاتية. أوضحَ روبيني أنَّ الأخطار ال5 المحتمل وقوعها في 2015 هي: تكرار أزمة الديون في منطقة الأورو، التباطؤ الحاد في النمو الإقتصادي الصيني، فشل خطة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي المعروفة باسم "آبينومكس" لإنعاش الاقتصاد الوطني، وتزايد الأخطار الجيوسياسية، بالإضافة إلى الهزّة العنيفة في سوق العملات العالمية بفعل ارتفاع الدولار الأميركي. ويناقشُ روبيني بعض هذه الأخطار قائلاً: "إنَّ إحدى كبرى المفاجآت التي أضرَّت بالإقتصاد العالمي، هي الأخطار الجيوسياسية، وتُعدُّ آثارها اقتصادية أكثر من كونها مالية، فعلى سبيل المثال، يؤثّرُ النزاع بين روسياوأوكرانيا سلباً في الصادرات في أوروبا، لاسيما ألمانيا، ويرى أنَّ شعبية الرئيس الروسي بوتين لا تزالُ قوية، ولكن في النهاية ستقودُ العقوبات المفروضة بسبب التدخل في أوكرانيا، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط الروسي، نحو الركود، ومن غير الواضح بعد ردّة فعل بوتين حيال ما يجري. وفي ما يتعلّقُ بتباطؤ النمو الاقتصادي الصيني، يتوقّعُ روبيني تراجع النمو إلى 3% أو 4% ثم وصوله إلى ما يقرب من 6% أو دون ذلك، في حلول 2016، وسيكونُ له تداعيات قوية على الصين والسلع والأسهم في آسيا والأسواق الناشئة. أما على الصعيد العالمي، فيتوقّعُ روبيني تزايُد النمو الاقتصادي بشكل طفيف في السّنة المقبلة، وستسّجلُ اقتصادات الدول المتقدمة والدول الناشئة نمواً لا بأس به، ولكن سوف تظلُّ بعض الاقتصادات هشة كالصين وغالبية دول آسيا بخلاف دول أخرى مثل الهند وإندونيسيا والمكسيك، التي يتوقّعُ أن تشهدَ نمواً قوياً. ومن بين أفضل التوقعات التي أطلقها لعام 2015، ارتفاع الدولار الأميركي، ونصح بتجنب السلع مثل خام النحاس المرتبط بالصين – أكبر مستهلك للمعدن في العالم. وفي حديث مع "ياهو فاينانس" في شباط 2013، قالَ روبيني إنَّ الولاياتالمتحدة على وشك التعرض لفقاعة أصول أكبر من التي تعرضت لها في الفترة من 2003 حتى 2006، ويرى أنَّ الاقتصاد الأميركي في منتصف الطريق نحو انتعاش قوي، وسيشهدُ نمواً في السّنة المقبلة وسيولة مالية. وأشارَ روبيني إلى أنَّ الأداء الإيجابي في الأسواق المالية سيتواصلُ بدايةً من الأسهم، مروراً بالائتمان وانتهاءً بسوق الإسكان، ولكن سوف يتعرّضُ الاقتصاد الأميركي لتراجع حاد في غضون سنوات قليلة، مضيفاً أنَّ بعض الأسواق ستواصلُ مكاسبها إلى أن تتعّرضَ لهزة عنيفة في غضون عامين على الأقل، في 2016.