كانت الفرحة كبيرة عند كل اعضاء لجنة صياغة الدستور اثناء توقيعهم للمسودة الاولى والتي جاءت ثمرة جهود متواصلة ليل نهار .احيانا كان البعض من الزملاء يسهرون الى صلاة الفجر ويواصلون علمهم من التاسعة صباحا دون كلل او ملل . لقد عبر البعض عن سعادتهم بالانتهاء من المسودة بدموع الفرح مشوبة بالغبطة من الانجاز العظيم الذي يعتبر انجازه احدى ثمار ثورة الشباب الشعبية السلمية وتتويجا لنظال الحراك السلمي ونضال جماعة الحوثي في مواجهتهم لظلم النظام أثناء حروب صعده وتتويجا لنضال كل الحركات الوطنية التي قادت عملية التغيير . البعض بكى فرحا والبعض الاخر عبر عن فرحته باهداء هذا العمل المتفاني للاجيال القادمة والبعض طلب العفو والمسامحة من جميع الزملاء إذا كان أساء لأحدهم أثناء النقاش ،ومن وضع الامنيات بأن يجد هذا الدستور النور لنبدأ بعملية البناء الحقيقية لقد اختلطت المشاعر الوطنية بالمشاعر الانسانية النبيلة والمشاعر الاخوية الصادقة ولكن ....... فرحتنا لم تكتمل بمنع انصار الله ممثلهم الدكتور عبدالرحمن المختار من التوقيع على المسودة وحرمانه من حقه التاريخي في هذه اللحظة التاريخية لبناء اليمن الجديد والذي لا شك ساهم فيه الدكتور المختار بلمساته وجهده طيلة فترة الصياغة على مدى عشرة اشهر وما تحمله مع الزملاء من الغربة والابتعاد عن الاهل خارج الوطن والتعرض للمخاطر داخل الوطن إن تهرب انصار الله من المشاركة في هذه اللحظات التاريخية محل استفهام ؟؟ لقد شاركوا في الثورة الشبابية الشعبية وفي الحوار الوطني ،قدم الدكتور الشهيد أحمد شرف الدين رؤيته في بناء الدولة المدنية الحديثة. وشارك بروحه في صياغة الدستور من خلال دفاع بعض الزملاء عن تضمين رؤيته في الحوار الوطني في نصوص الدستور وفي مقدمتهم الدكتور عباس زيد . تقول الدبعي في سياق منشورها الذي رصده يمن فويس على صفحتها بالفيس بوك لقد امتنع الاخوة في انصار الله من التوقيع على مخرجات الحوار سابقا في لحظة تاريخية فارقة في الحوار الوطني وسرعان ما وافقوا لاحقا. رفعوا شعار المطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار . ومن اهم المخرجات صياغة الدستور الجديد لبناء يمن جديد وشارك ممثلهم الى اخر ساعة وتم استيعاب ملاحظاته الى اخر مادة وساهم في الصياغة والتحسين . وفي لحظة تاريخية يمتنعوا عن التوقيع كانوا يستطيعون التوقيع مع التحفظ على المواد التي يعارضونها مثلما فعل غيرهم من الزملاء . كان من حقهم رفع السقف قبل واثناء الصياغة لتحقيق رؤيتهم السياسية من خلال التوافق . ويضل السؤال ما هو السبب لتهربهم في لحظات تاريخية في المشاركة في بناء الدولة الجديدة ؟؟ هذه المواقف تزيد في تأجيج المشاعر السلبية تجاه جماعة الحوثي. لقد كان موقف الزميل ممثل انصارالله محرج وغير مقنع لأي زميل عن أسباب ومبررات تهربهم من المشاركة في هذه اللحظات التاريخية . هل قراراهم داخلي ؟