الكاتبة / بلقيس العبدلي : على أعتاب ساحة الحرية تشعر انك في مكان لم تعهده او إن هذا الشارع لم يكون موجود على خارطة مدينة تعز من قبل فهناك تشتم رائحة الحرية وتتنفس أوكسجين التغيير وترى شباب يتوافدون إلى المكان أحلامهم تسبق أقدامهم جعلو منها دولتهم المدنيه الصغيرة فساهم كل منهم بما يستطيع لبناء المستقبل الذي لطالما انتظروه صارت تلك الساحه مدينه صغيرة بكل مقومات الحياه فيها الخيام ومن يقطنها الباعه المتجولين والاطفال النساء المنتديات الفكريه وغيرها وكعادتنا منذ أشهر كنا في التاسع والعشرين من مايو 2011 هناك حيث يطيب لنا المقام كنت في منتدى آفاق التغيير في ندوة بعنوان حل النزاعات كان عدد الحضور حوالي 35 شاب وشابه كنا متفاعلين مع المدرب عندما سمعنا طلقات ناريه في المدخل الشرقي للساحة حوالي الساعة الخامسة والربع ابتسم بعض الشباب واخذوا يلطفون الجو قالوا هذا عرس كناية عن التعود على سماع أصوات الرصاص لكن الطلقات بدأت تتسارع يشكل كثيف ما لبثنا أن سمعنا بعدها صوت يشبه صفارة الإنذار من على منصة الساحة عندها وثب الشباب وثبة رجل واحد كان ذلك الصوت إشارة الالتحام فالشباب الذين ذهبوا لوقفه احتجاجيه أمام مديرية امن القاهرة التي تقع في المدخل الشرقي للإفراج عن أحد الثوار المحتجزين يحتاجون للمساندة آنذاك قال المدرب نكمل يا شباب غداً؟ ولكن تلك ألليله لم يكن فيها لنا مع ساحة الحرية غداً ازدادت الطلقات النارية بدأت الهتافات ترتفع في الساحة وبدأ الشباب يعودون اليها ولكن ما بين شهيد وجريح في حوالي السابعة مساءً بدأت الأطقم الأمنية بمحاصرة الساحة من كل مداخلها والشباب يتوزعون على المداخل لحمايتها تلك ألليله استخدم فيها الرصاص والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المعتصمين سلمياً وفي حوالي العاشرة مساءً بداء ت قوات الأمن باقتحام الساحة من المدخل الشرقي بالمدرعات والمعدات الثقيلة وبمجرد وصولها الى المنصه أطلقت وابل من النيران لتخمد صوتها وتقتل من عليها ثم تم إحراق الساحة و في حوالي الثانية بعد منتصف الليل كانت ساحة الحرية تشتعل بكل ما فيها وفي نفس ألليله تم اقتحام مستشفى ألصفوه العام في حوالي الرابعة صباحاً وبدأت مع بزوغ ساعات الفجر الأولى الجرافات تجرف ما أبقى عليه الحريق من مكونات الساحة وفي السابعة صباحاً تم اقتحام المستشفى الميداني ونهب ما فيه والاعتداء على الجرحى والطواقم الطبية تلك ألليله لم تكن ككل الليالي ولا أظن إن تعز شهدت اوستشهد مثلها أقسم النظام فيها ان تشرق الشمس على تعز بدون حرية ولكن هيهات طورد الشباب في شوارع المدينة وفي الازقه والحواري ظن النظام بأنه بذلك يطارد فيهم قوتهم ويزرع في شوارع تعز الرعب والخوف والدمار أستحل ساحة الحرية وما علم ان الحرية التي ننشدها في قلوبنا تعيش بحجم الوطن كله وان ساحتنا ستظل حرة وانه لن يدنسها حتى لو وطأت قدميه على أرضها الطاهرة تلك الليله تعز لم تنام والثوار لم ينم الكثير منهم طول 48 ساعة ما حدث لم يكن سهلاً ولكنه ثمن الحريه دفعناه وسنظل ندفعه وتدفعه ساحاتنا في عموم الوطن أما هم فلن تنسى لهم تعز مافعلوه وسيلعنهم التاريخ