سمع الأذان أثناء انتظاره للتاكسي، فما كان منه إلاّ أن اتخذ من الشارع مُصلى، وما كان من عابر للطريق إلاّ أن فرش له جاكته.
لم يصطف "العابر" خلف شوقي للصلاة، ربما لأنه يعرف حق الطريق، فلو اتخذ الناس من الطريق مصلى لكان في ذلك تعديا على الفضاء العام كحق (...)
قرأت عديد منشورات كتبها الكاتب والصديق محمد العلائي، انطلق فيها من رفض مطلق لتوصيف الجغرافيا بالمذهب، ومتجها نحو حصر الزيدية بالحوثية، كمحاولة للخروج من تنميط المقابل الجغرافي لكل من يعيش في جغرافية شمال الشمال بأنه زيدي.
في ظل الانهيار والانقسام (...)
في لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات قال الرئيس علي عبد الله صالح بأن اختيار عبد ربه منصور هادي كأيد أمينه كان سعوديا، أرادت السعودية ذلك وهو استجاب لها.
ثم كان توافق الأحزاب الموقعة على التسوية الخليجية بأن يكون هادي هو المرشح الوحيد في انتخابات هي (...)
واحد وعشرون من سبتمبر2014 أثبت بأنه كمشروع وسلطة استهدف محو وطنيتنا اليمنية الجامعة...
إنه مصادرة للضمير الوطني اليمني.
استنبات للأقنعة الطائفية؛ فمنه وعلى تمدده الطائفي نحو تعز وعدن وشبوة وحضرموت إلخ، كان التكاثر الطحلبي، توالدت فطريات المناطقية (...)
لا يوجد وقت مناسب للبوح لدى الأحزاب، كل بوح هو خيانة...
ويتم قراءة كل مكاشفة ونطق واستنطاق وفق تأويل تخويني، دوما يرتكز على تساؤل:
لماذا الان!
وكل آن هو خيانة لدى الحزبي الأيديولوجي!
أتحدث عن الأيديولجيا كحجاب...
بما في ذلك اعتراضات الدكتور ياسين (...)
مع أحداث 2011 كان الحديث عن الأصل العفاشي الفلاحي لعلي عبد الله صالح؛ أي إعلان الحُرم الكنسي الذي ينتزع منه شرف الحسب والنسب الأحمري، لقد أعلنها عيال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وفي مقدمتهم حميد بأن علي عبد الله صالح لاينتمي إلى بيت الأحمر، وهو (...)
وكأن الولايات المتحدة بحاجة إلى رؤية بلهائها الذين صنعتهم كقوى ناعمة، كي يهرفوا بحكاية أن أمريكا كانت قادرة أن تجعل من أفغانستان يابان والمانيا أخرى!
الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية، واستراتيجيتها في المنطقة من شرق آسيا إلى جنوب البحر الأحمر ومياه (...)
أغنية يمنية ذات شجون متجذرة في الوجدان الوطني اليمني، غناها الفنان والضابط السبتمبري إبراهيم طاهر،في العيد الرابع لثورة 26سبتمبر 1966م، من كلمات إبراهيم صادق. يُعيد أداءها فنان صهيوني اسمه "زيون"، يردد فيها بطريقة مشوهة "أنايمني، واسألوا التاريخ عني (...)
يمنيون لا هاشميون وقحطانيون، مواطنون لا سادة ولا أقيال ولا أحفاد بلال.
أبناء الأرض لا أبناء "جينات الله المختارة"
بصوت سبتمبري أكتوبري وحدوي نقولها ومن قرح يقرح :
نحن في زمن استحقاقاتنا كمواطنين لا رعايا.
في زمن موت الخرافة، زمن التكافؤ وسقوط (...)
أن يجتمع الناس بذلك الحجم الكبير في احتفال قلعة القاهرة بتعز فتلك صرخة الحياة في مواجهة الموت ..
سبع سنوات من التدمير بالذخيرة الحية، بالمعيشة، بالخطاب الطائفي المناطقي الجهوي، ثم تنتفض تعز عنقاء اليمن لتقول نعم للحياة، ولو باحتفال يقدمه فنان ليس (...)
الاحتفالات في محيط جنوب قلعة القاهرة، ملهم، بل يعكس وعيا بتكوين مدينة تعز، الصليحية والرسولية، كنقيض للعثمانية والإمامية...
قلعة تعز، التي أعطت اسمها لمدينة تعز، ثم صار اسمها "قلعة القاهرة" بدأ في خطها الأمير عبد الله بن علي الصليحي، أخو مؤسس الدولة (...)
في عام 2009، تقريبا مع خليجي (20) تم استضافةالفنانة "أصالة نصري" لتحيي حفلات غنائية في مدينة "عدن" يومها عبّر النائب الإخواني في مجلس النواب "فؤاد دحابة" عن موقف الإخوان من خلال عبارته المجازية، الموجزة والومضية، واصفا تلك الاستضافة ب" الرقص على (...)
كان مقبار القاضي محمد إسماعيل العمراني استفتاء وطنيا على رفض اليمنيين للكهنوت وعقيدة الولاية...
العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، ابن المدرسة الشوكانية، وهي مدرسة تجمع بين سعة الإلمام بالمذاهب ثم الترجيح، أي عقلانية الاستيعاب المعتزلي الزيدي، أضف (...)
يتزلف الصحفيون في تبريراتهم للنهج الذي يُضَيّق على الناس في حياتهم وحرياتهم، فإحراق "معالل" البوالط النسائية، ومنع الاختلاط في مشاريع دراسية في الجامعات وفي الفضاء العام، ومنع المجسمات والصور التجارية الملصقة بالملابس الداخلية يصورونه على أنه تنطع (...)
جاءت الرسالة المحمدية بما يتوافق مع عقل وكرامة مجتمع الجزيرة العربية، أي أن النبوة رسالة عملية تنهض بمجتمع الجزيرة العربية، وتصهره في مشروع يتسع للناس أجمعين.
لم تكن الرسالة استلاب لحق الناس في التفكير، ولا دعوة للخنوع وعبودية عرق، وتقبيل اليد (...)
ما يسميه المفكر "هادي العلوي ب"اللقاحية العربية" الرافضة للتسلط والقهر، هو في حقيقته منظور جزئي لخاصية من خصائص "العقل البدوي"؛ فالبدوي يرفض التسلط، ويرى أن الخضوع للدولة قهر وذل، لهذا نجد القبائلية البدوية في عموم المنطقة العربية، بل سمة عامة (...)
كل حركة سياسية تضفي على مؤسسها من معاني الكمال ما يجعله كلي المعرفة، رغم أن تحليل محتوى ما ينسب إلى أولئك المؤسسيين يظهر أن الخطاب المنسوب إلى آباء الحركات السياسية والعقائدية هو نص تم بناؤه خلال قرون عديدة، بما يشمل عصر المؤسس وعصور لاحقة عليه.
في (...)
ما هي الحوثية؟
إنقلاب على الزيدية؟
نعم هي كذلك، فممكنات تطور الفكر الزيدي تم وأده باغتيال مثقفيه ومجتهديه.
هل هي ذراع للإمبريالية في اليمن؟
نعم، ولا أوضح من ذلك التدليع الأمريكي لهذه الحركة، بل فسر سفيرهم السابق في اليمن أن ترديدهم للصرخة التي تدعو (...)
منذ اللحظات الأولى لمرض النبي الذي تُوفي على إثره، بدأت معركة النصوص: فمن قائل إن النبي ولى أبو بكر على الصلاة كرمزية لتوليته الإمامة السياسة، ومن قال بل خرج يتوكأ على علي بن أبي طالب ليزيح أبي بكر عن إمامة الصلاة. ومن قائل بأن النبي أراد أن يكتب (...)
مبدأ خاتمية الرسالة تم الاحتيال عليه بفكرة الولاية والقرشية...
كانت الرسالات انتماء لفكر المرحلة الإقطاعية، ولهذا كانت النبوة المحمدية كصلاح لكل زمان ومكان، أي الفكرة المطلقة والعابرة للأزمنة خاتمة للزمن الثقافي الإقطاعي...
الإنقلاب على النبوة؛ بما (...)
منذ اللحظة الأولى التي انطلق فيها ضجيج "ثورة ضد الفساد" في تعز كان جوابي على سؤال صديق عزيز سألني: ما الذي يحدث في تعز :
قلت له :
الشارع في تعز هو شارع تجمع الإصلاح وحين يتحرك باسم إسقاط النظام أو إسقاط الفساد فهذا يعني أن هناك ترتيبات وتسويات (...)
يختتم أردوغان كلمته اليوم في أنقرة بتوصيف كلمته بأنها تمنيات... بعد أن وصّف عمليات القتل بأن من يقوم بها أشخاص!
ضجيج اردوغان مجرد غبار لا يترتب عليه سوى التضليل.
ليس في كلمته خطوة عملية، لا سحب لسفير، ولا مقاطعة للتعاون الاقتصادي والاستخباراتي (...)
الجغرافيات الضيقة تصنع إمارات، ومشيخات تسويق، ليس مهما فيها الوطن الجامع وأفقه العروبي، بل هي على النقيض من ذلك.
يصبح قول البعض ورهانه على تأسيس مواطنة داخل كنتونات ضيقة مفارقة مُركبة، بقدر ما هي ملهاة هي سوداوية ودموية بحكم شحة المقدرات الاقتصادية (...)
ليس غريبا أن يزور صحفي قائد الحركة الحوثية ويجد في مكتبته كتب سيد قطب، فهي عمود بناء الحوثيين، ليس في المعاهد العلمية التي درس فيها رموز هذه الحركة منذ أن كانوا بذرة في " الشباب المؤمن" وإلى أن أصبحوا حركة حوثيه تردد الصرخة والملاعنة، وتهجير من بقي (...)
تقرير المصير بين القوميات الكبرى حق ما لم يتعارض مع الحق الإنساني، لكنه ليس واجبا كما يراه بحق لينين.
فما بالنا بمن يرى أن تقرير المصير داخل بنية الوطنية اليمنية التي هي جزء من القومية العربية؛ أي جزء من هوية وليس هوية ناجزة، ما بالنا بمن يريد تذرير (...)