منذ أن أعلن استعداد الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي لخوض ثان تجاربها السينمائية بفيلم يحمل اسم "حلاوة روح"، والفيلم مثار جدل لا ينتهي بل يزداد يوما بعد يوم، خاصة بعدما تم طرح الفيلم بدور العرض السينمائية مع مطلع شهر أبريل الجاري. وواجه الفيلم العديد من الانتقادات التي لم تقتصر على المستوى الفني للفيلم، وإنما انتقدت المستوى الأخلاقي أيضا الذي يحاول الفيلم تصديره للمشاهدين، فدشن شباب صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يدعون فيها الجمهور إلى مقاطعة الفيلم، ومؤخرا أصدر المجلس القومي للطفولة والأمومة بيان أعلن فيه استياءه من الفيلم، ولفت إلى خطورته حيث يمثل إساءة لصورة المرأة والطفل.
وجاء هجوم المجلس على الفيلم ضاريا، حيث رأى أن فيلم "حلاوة روح" يشكل خطورة حقيقية على أخلاق الأطفال ويعرض قيمهم للخطر، بالإضافة إلى أنه لا يتناسب وعادات وتقاليد المجتمع المصري، وأشار البيان إلى أن الفيلم يتضمن ألفاظا خادشة للحياء تؤثر بشكل سلبي على الأطفال.
وتطرق البيان إلى مسألة استغلال الأطفال من خلال مشاركتهم في الأعمال الفنية، واعتبر المجلس ذلك مخالفة صريحة لقانون الطفل رقم 126 لعام 2008، حيث يشارك الطفل كريم الأبنودي بالفيلم، ويظهر بدور رآه المجلس غير لائق، واستدل على ذلك بالبرومو الدعائي للفيلم الذي يتهافت فيه الجميع على إشعال سيجارة هيفاء وهبي "روح"، بينما يظهر الطفل "كريم" ينظر لها بلهفة، وفقا لما جاء في البيان.
ورغم أن الرقابة على المصنفات الفنية أصرت على وضع لافتة للكبار فقط على الفيلم، وذلك لمنع من هم دون سن ال 16 عام من الدخول إلى صالات العرض ومشاهدة الفيلم، إلا أن المجلس رأى أن ذلك غير كافي، وأنه كان من الضروري ألا يُسمح لمن هم دون ال 18 عام بمشاهدته، وفي كلتا الحالتين يرى كثيرون أن مسألة منع المراهقين والأطفال حبر على ورق لا يتم تحقيقه على أرض الواقع في كثير من دور العرض السينمائية.
يُذكر أن رغم كل هذه الانتقادات والاعتراضات على محتوى الفيلم فنيا وأخلاقيا، إلا أن الفيلم حقق إيرادات مرتفعة في الأسبوع الأول من عرضه، تجاوت المليون الأول.
"حلاوة روح" تأليف علي الجندي، بطولة هيفاء وهبي، باسم سمرة، محمد لطفي، صلاح عبد الله، والطفل كريم الأبنودي، والفيلم من إخراج سامح عبد العزيز، ومن إنتاج محمد السبكي.
وتدور أحداث الفيلم حول امرأة تُدعى "روح" تسكن في أحد الأحياء الشعبية، يسافر زوجها بحثا عن لقمة العيش، فتواجه العديد من المشاكل في حياتها، خاصة مع نظرات الطمع التي تشاهدها في عيون كل الرجال المحيطين بها، ولا يقف بجوارها سوى طفل يُدعى "سيد".
فيلم تجاري
قال الناقد الفني شريف عوض إن فيلم "حلاوة روح" هو فيلم مقتبس عن الفيلم الإيطالي "مالينا"، لكنه اقتباس سطحي ويفتقر إلى العمق، متابعا أن الفيلم مستوحى من ثقافة مختلفة عن الثقافة المصرية.
وحول الاعتراضات التي أُثيرت حول الفيلم وكان أخرها بيان المجلس القومي للطفولة والأمومة، قال شريف "أنا مع عرض الفيلم، ومن حق المجلس أن يسجل اعتراضه، ولكن ليس من حقه أن يطالب بمنع العرض، فللمشاهد حق الاختيار إما ان يذهب لمشاهدة الفيلم أو لا يذهب"، مؤكدا أن السينما ليست بحاجة إلى المجلس القومي ليحدد لها ما يجب فعله وما لا يجب، واصفا ذلك بالتدخل في دور السينما والرقابة، وموضحا أن السينما لا تحتاج إلى جهات رقابية أخرى تكبل يدها.
ونفى شريف أن يكون هناك علاقة بين لافتة "للكبار فقط" وبين مشاركة طفل ضمن أحداث الفيلم، مستدلا على ذلك بوجود العديد من أفلام الرعب التي يُمنع الأطفال من مشاهدتها رغم أن هناك أطفال يشاركون بشكل رئيسي في أحداثها.
وأشار شريف إلى أن فيلم هيفاء وهبي قائم على الإغراء ومداعبة أحاسيس المشاهد، فهو فيلم تجاري بحت، ومستواه الفني غير جيد، لكن الحكم عليه يكون من حق الجمهور والنقاد فقط.