أعتصرني الحزن وأنا أستقبل خبر وفاة صديقي صالح علي الغزالي ابن القرية التي أقطن فيها وهي ( وادي ضرعة ) حيث شب على ظروف صعبة وحياة مليئة بالكفاح ولم يرضخ للخنوع أو المساومة من أجل أن يتحرر الوطن من براثن الاستعمار وجحافله وكان في طليعة الثوار الذين لبوا نداء الواجب والواصلين إلى تعز لمساندة ثورة 26 سبتمبر في العام 1962م وكان همزة الوصل من الثوار القادمين من الجنوب للذود عن حياض الثورة والجمهورية ولم يقتصر دوره على ذلك بل شارك في العديد من المعارك في شمال اليمن وجنوبه وكان سنداً قوياً يثق به الثوار بسبب أمانيه وجسارته وتواضعه الجم وقيادته الحكيمة وعرفته رجلاً شهماً نبيل السجايا وهو يحفظ الكثير عن التاريخ القديم لمديرية ردفان اكثر من غيره ولديه قدره عجيبة في سرد الوقائع التاريخية التي حدثت في الزمان الغابر ويعتبر صالح علي الغزالي أحد فطاحله الشعر الشعبي والعربي الفصيح في ردفان . ولم نكن ندرك أصابته بالمرض اللعين السرطان الاّ حين وافته المنية والدولة للأسف لا تهتم بهؤلاء المناضلين الذين قدموا أرواحهم قرباناً لحرية وطنهم واستقلاله بل تتركهم يكابدون الآلام لوحدهم في حياتهم التعيسة والدليل على ذلك تكفله بطباعة أحدى كتبه على نفقته الخاصة , والحقيقة أننا في زمن لا يحبذ غالبية شبابه معرفة تاريخهم والقراءة تكاد تكون معدومة الاّ قليلة من الناس , وقام الفقيد بتوزيع كتابه ( جزء من التاريخ ) مجاناً لبعض أصدقائه وأبناء جلدته ولم يبيع منه الاّ القليل , رحم الله صالح علي الغزالي الشاعر والمؤرخ والثائر الجسور وأسكنه فسيح جناته .