نفس السيناريو تكرر كما حصل في انتخابات الاتحاد التي جرت عام 2011 التي شهدت تمديدات وتأجيلات عدة قبل أقامتها.قام الاتحاد العراقي لكرة القدم بحركة سريعة قرر فيها وبسابقة غير مألوفة بتأجيل انتخاباته التي قرر موعدها في 20\4 بعد ان قام بتأجيلها من 18\1 عندما فاتح (فيفا) واقترح تأجيلها لأسباب وصفها مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الاسيوي بأسباب بدائية! هذه المواعيد وضعها الاتحاد ووافق عليها الاتحادان الاسيوي والدولي سرعان ما أنقلب عليها.وهكذا عاد مراقب الانتخابات العراقي النجيب الدكتور شامل كامل على أمل ان يعود لانجاز مهمته المكلف بها في الموعد الجديد في 20\4 وهكذا كان. فلقد وصل الرجل الى بغداد وباشر باتخاذ الخطوات اللازمة لاجراء الانتخابات بالموضوعية والعلمية والخبرة التي يحملها ولمن لا يعرف هذه القامة والهرم العراقي أقول ان د. شامل كامل كان احد لاعبي المنتخب الوطني العراقي وكان ممن أبدعوا في اشغال منصب امين سر الاتحاد وعمل فاعلا في لجانه الفنية سنين عدة، وفي اللجنة الفنية للاتحاد العربي وقبل هذه وتلك فهو صرح علمي متنقل حصل على شهادة الدكتوراه من الولاياتالمتحدةالامريكية ووصل الى درجة الاستاذية وأشرف على العشرات من طلبة الماجستير والدكتوراه وتخرج من بين يديه الالاف من طلبة كلية التربية الرياضية! وهو الان يتبوأ منصبا رفيعا في الاتحاد الاسيوي، وهو أحد الخبراء المعتمدين في الاتحاد الدولي ويحظى من الجميع بالتقدير الذي يستحقه. هذا هو د. شامل كامل المكلف بالمراقبة والاشراف على انتخابات اتحاد الكرة. فبعد ان أتخذ أولى الخطوات باتجاه انجاز الانتخابات بدأت التسريبات بتأجيلها تطفو على السطح مما أظطره الى التصريح بعدم وجود مبرر لتاجيل الانتخابات وان العمل جار لاتمام هذه المهمة وفي أثناء ذلك أتصل الاتحاد هاتفيا بالاتحاد الاسيوي لتأجيل الانتخابات فلم تحصل الموافقة، وهكذا الحال مع (فيفا) الذي بعث مطالبا الاتحاد العراقي لتنفيذ قرار محكمة (كاس). في هذه الاثناء نشرت بعض المواقع ووسائل الاعلام خبرا يشير الى رغبة السيد وزير الشباب لتأجيل الانتخابات لأسباب اعلنها في حينه.وهنا وجد الاتحاد فرصته التي سعى اليها بالعمل على تأجيل الانتخابات، فعقد على عجالة اجتماعا حضره ستة من اعضائه وقرر فيه تأجيل الانتخابات الى 31\5 وسبق ذلك الاجتماع تحرك واسع لجمع تواقيع من بعض اعضاء الهيئة العامة بحجة المطالبة بتأجيل الانتخابات، ولابد لي هنا من الوقوف امام موعد 31\5 الذي قرره الاتحاد موعدا جديدا لانتخاباته. ان النظام الداخلي للاتحاد يشترط فسحة زمنيه لأربعين يوما بين فتح باب الترشيح ويوم الانتخاب مقسمة على مراحل العملية الانتخابية.فهل يعني موعد 31\5 ان الاتحاد قد وفر الفرصة لاعادة فتح باب الترشيح على مناصبه ولاسيما منصب الرئيس؟ وهل ان هذا الموعد وضعه الاتحاد من دون ان يكون له أهداف محددة؟ الله هو الأعلم. ان الاسباب التي أستند عليها الاتحاد لتاجيل الانتخابات لا ترتقي الى المستوى الذي يقنع المتابع البسيط فكيف يمكن ان تقنع كثيرا من اعضاء الهيئة العامة الذين لم يوافقوا على توقيع الورقة التي طالبت بتأجيل الانتخابات، كما انها كانت مدعاة لتندر واستغراب كثير من ذوي العلاقة والاعلاميين! فكيف يمكن ان نتعكز على موعد الانتخابات النيابية والفرق بينها وبين انتخابات الاتحاد عشرة ايام وان كان الاتحاد حريصا على أمن اعضاء الهيئة العامة خلال الايام التي تسبق الانتخابات النيابية وكذلك الضيوف ورجال الصحافة والاعلام وكل هؤلاء السادة لا يتجاوز عددهم 120 شخصا يجلسون في قاعة في فندق شيراتون المؤمن من كافة النواحي وجميع هؤلاء يحملون باجات تسمح لهم بدخول قاعة الانتخابات، فكيف لا يحرص على الاندية لاعبين ومدربين واداريين وحكاما سوف يتنقلون بين المحافظات عندما أعلن انطلاق الدور الثالث من المرحلة الثانية للدوري أيام 24و25 و26\4 وفيه مباراة الشرطة والطلبة التي تقام في ملعب الشعب ومن المتوقع ان يحضرها الالاف من جمهور الفريقين اضافة الى طرفي المباراة، فهل ان هؤلاء لا يستحقون التحسب الامني الذي أشار اليه الاتحاد في بيان التأجيل؟ كما تذٌكر الاتحاد مؤخرا في بيانه ان هناك وزارة شباب في العراق يستوجب السماع الى نصائحها وهو الذي أدار ظهره لعدد من النصائح والآراء التي طرحتها وزارة الشباب في مواضيع يتعلق بعضها بشأن الوطن ومنها نقل بطولة الخليج الى السعودية وحضور اجتماعات رؤساء وامناء سر الاتحادات الخليجية في الرياض وغيرها كثير، وليس ما جرى من احداث خلال افتتاح المدينةالرياضية وكان بطلها الاتحاد ببعيدة عن الاذهان! فماذا حدا مما بدا؟ ان السبب المعلن للحرب العالمية الاولى هو اغتيال أرشيدوق النمسا ولكن كانت هناك اسباب غير معلنة لتلك الحرب التي أكلت الاخضر واليابس في حينها. أتمنى ان لا تتعرض الكرة العراقية الى ما نخشاه بسبب قرار الاتحاد الذي أتخذ بليل! **نقلا عن جريدة مونديال العراقية