في هذا المقال موضوعان مهمان ؛ هما خلاصة مقالين كتبتهما قبل أشهر ، وكان الواجب نشرهما في الوقت المناسب . . . لكنَّ الأحداث أنستني ذلك ؛ المواضيع والأحداث والإخفاقات والفرص في الجنوب تتسابق ، والقيادات الجنوبية كما هي في دورانها حول نفسها...! .. وكاتب مقالات الرأي ملزمٌ بمواكبة الأحداث في حينها . وقد يكون وقت نشر هذين الموضوعين فاتنا ، ولكن لابأس من نشر ملخصهما ، فقد تكون الفكرة في عقول الكثير لكنَّها تحتاج إلى تذكيرهم بها فقط ، ونحن نذكِّرهم من خلال هذه الخلاصة ؛
الموضوع الأول ؛ التعداد السكاني ؛
في مطلع الثمانينات كان عدد السكان في الجنوب مليون وستمائة ألف (1،6) وفي الشمال ثلاثة مليون ونصف (3،5) . . . وفي التعداد السكاني في الشمال عام 1986 كان العدد (7 مليون تقريباً) ، فكم كان عدد سكان الجنوب...؟ لاتوجد بيانات . . . فإذا اعتمدنا على تعداد الثمانينات فيصبح سكان الجنوب في 1986 (3،2 مليون) عملاً بالزيادة في الشمال من (3،5 إلى 7 مليون ) بنفس الفترة .. . وإذا ضربنا الرقم بأعلى نسبة نمو سكاني سُجلت في اليمن وهي (3،7) خلال السنوات التي تلت 1986 . . . حتى نصل التعداد الرسمي في 1994 هنا نكتشف بداية توثيق التزوير وتخفيض عدد سكان الجنوب . . . وعندما نستمر بنفس النهج مروراً بتعداد 2004 . . . ثم تقديرات 2012 نتأكد المنهجية في عملية التزوير ، فالتقديرات الرسمية لعام 2012 تقول أن عدد سكان الجنوب (4مليون) والشمال (21مليون) والسؤال ؛ هل هذا الموضوع مهم ...؟ نعم ، هو مهم ، ومهم جداً ، جداً جداً . . . فهو يحرم الجنوب من حقه في كل شيء [التعليم ، التنمية ، المشاريع ، الوظائف ، المنح ، ....... وكل شيء يخطر على بال القارئ] ، حتى الاحترام بصفته شعب عريق وليس أقليَّه ؛ فالأقليات في عُرف الشعوب أدوات يستخدمها المتصارعون , أو اللاعبون في هذه البلاد , سواءً كانوا اطراف داخلية أو خارجية .
ورأيي أن الأداء الجنوبي الأمثل في التعداد القادم كالتالي : معركة التعداد السكاني جزء رئيسي في معركة الحرية التي يخوضها الشعب الجنوبي ؛ والمشاركة فيها لاتقل أهمية عن المشاركة في المليونيات . . . فالمشاركة في التعداد تحمل ثلاث رسائل . . . (1).[رسالة ذاتية] ؛ بها يعلم الشعب الجنوبي حجمه الحقيقي القادر على خوض أي نوع من الصراع دون الخوف من قِلَّة عدده ، فهو ليس قِلَّة . . . (2).[رسالة للخصم] ؛ الجنوب ليس قِلَّة يمكن تهجيرها أو استعبادها أو إفنائها ، ليسوا لقمة صغيرة يمكن ابتلاعها . . . (3)[رسالة للعالم] ؛ أنَّ شعباً أكثر من عشرة ملايين لايمكن تجاهله ، ولايمكن للطرف الأخر هزيمته .
الموضوع الثاني ؛ التسجيل في القوائم الانتخابية والحصول على بطائق انتخابية .
الكثير يعتقد أنَّ المقاطعة تفيد ، وهذا غير صحيح ، المقاطعة تفيد وتؤثر في الدول التي تحترم النظام والقانون ، وهذا غير متوفر في اليمن . . . في اليمن ينظر النظام الى المقاطعة باعتبارها نعمة من الشيطان تعطيه الفرصة لتزوير النتائج كيفما شاء . ولايستطيع الطرف المقاطع إثبات مقاطعته ، وإثبات التزوير . وعليه ؛ وحتى تكون المقاطعة ضربة ماكنة ؛ على الجنوبيين توثيق المقاطعة مستندياً ، وإغلاق الثغرة التي ينفذ منها النظام لتزوير النتائج . . . وكيف ذلك...؟ .. في رأيي أن الطريقة المثلى لتوثيق المقاطعة ، وإغلاق ثغرة التزوير ، وضمان نقل رسالة صحيحة ومقنعة للعالم تتم بالخطوات التالية ؛
(1). السماح للجان تحديث البيانات بتسجيل بيانات الناخبين في كل المناطق الجنوبية . . . (2). تشكيل الحراك الجنوبي لجان رقابة ؛ لرصد عمليات التسجيل وتوثيق تسجيل الناخبين الغير جنوبيين . . . (3). الدفع بكل من يحق لهم التصويت من الجنوبيين للتسجيل في قاعدة بيانات الناخبين ، والحصول على بطائق انتخابية ، وأعني بالجميع ؛ الرجال والنساء والطلبة وكبار السن والمغتربين وكل من يحق له التصويت أينما كان . . . (4). يشكل الحراك الجنوبي لجان متخصصة ؛ مهمتها عمل قاعدة بيانات انتخابية للجنوبيين ؛ وتحتوي الجداول على كل معلومات البطاقة الانتخابية . . . (5). جمع البطائق الانتخابية من أيدي المواطنين في كل مركز انتخابي في الريف والمدينة والاحتفاظ بها لدى أُمناء الحراك الجنوبي أو مشايخ القبائل . . . (6). وفي يوم التصويت في الاستفتاء يتم توثيق عدم مشاركة المواطنين بعمل حشود شعبية وتصوير كل ناخب على حدة يحمل لوحة مكتوب عليها [ لم أُشارك ] . . . (7). ارسال هذا التوثيق إلى كل دول العالم والمنظمات الدولية عبر البريد الالكتروني ونشرها عبر الانترنت . بهذا التطوير -القليل الكلفة- لعملية المقاطعة يستطيع الجنوبيون تنفيذ المقاطعة بشكل علمي وموثَّق ومقنع لكل دول العالم والمنظمات الدولية . . . ويمنع نظام صنعاء من مجرَّد التفكير في تزوير النتائج .
وختاماً ؛ على الجميع أن يعلم أن المشاركة في التعداد السكاني , والحصول على قاعدة بيانات الناخبين الجنوبيين لاتنتهي بنهاية الاستفتاء ، بل تتعدى إلى أمور أكبر . . . والتي يمكن خلالها تنفيذ إستراتيجيات أكثر جرأة , وأكثر فعالية لمن يريد الحرية ، نتناولها في حينها إذا كان في العمر بقية .