في عدن كانت كرة القدم " تتميز" بطابع خاص تبرز في النجومية بصورة ليس لها مثيل في منظومة تنافس مثير لا يغيب في كل المحطات التي تجتمع فيها الأندية لتدافع عن ألوانها في المسابقات التي تجمعهم ويدخلونها برغبة تسجيل الحضور على حساب المنافسين قبل التفكير في بطولة أو كأس باعتبار إن كل مواجهة تحمل بالنسبة لهم الكثير وكأنها بطولة بحد ذاتها. ومع تراجع الرياضة " العدنية" في السنوات الماضية وانحسار حالها وافتقادها للكثير مما تميزت به في السنوات والحقبات ، كانت مواعيد الفرجة والخصومة والمنافسة الشرسة بين أنديتها تغيب ، خصوصا في السنوات الأخيرة التي أصبح حال كرة القدم فيها ، مشوه وبالكاد نرى أنديتها تقاوم لتبقى أو لتعود من سقطات إلى الثانية .. وفي موسمنا الحالي الذي انتهى فيه مشاور دوري الأولى والثانية وبقى فيه مباريات قليلة في مسابقة كأس الرئيس ، غابت تكل الأجواء الخاصة مع كرة القدم العدنية " بحالها المتراجع" ولم نرى إي دربي يذكرنا بسابق العهود ، لان التلال كان يخوض غمار منافسة دوري الأولى " وحيدا" فينا باقي الأندية في دوري الثانية وبعضها في الثالثة , لتبقى الذكريات وحدها فقط عند عشاق اللعبة ومحبي الكرة العدنية التي تتحسر لأحوال فرقها وغياب شكلها وفقدان قوتها في مواعيد كرة القدم. ومع إن ملامح تلك المواعيد وما كانت تتصف به قد أصبحت من الماضي ، إن الجميع يرتبط بها حين يكون لها موعد ، من مساحة " عشق" يلامس الاحساس بمراحل ماضية عبر الالوان الفرق ونجومها التاريخية وأساطيرها التي تركت ارث رياضي نادر . ومع إن كل شي اختلف في مواجهات أندية عدن في السنوات الماضية إلا إن الشغف الدائم والحب الذي لا ينتهي بين المحبين وكياناتهم وألوانها ، تنتظر شي عابر هنا قد يجمع هذه الأندية في منازلات في صلب مسابقات رسمية قد تأتي بها الظروف الجدية حين تجتمع هذه الفرق في دوري الكبار " كبار بصيغة الزمن الحالي" من خلال حوار يجمعهم بألوان حاضرة ونجوم تركت سيرة عطرة في عمق هذه الأندية وصفحاتها ، بذكريات الماضي والأسماء التي لمعت وتفننت وصنعت الحدث واللحظة والمواعيد الكبرى مع كرة القدم . ومن ريحة الذكريات الجملية لكرة القدم العدنية وأنديتها ، يلتقي عصر غدا فريقي التلال والشعلة " العائد إلى النخبة" في مواجهة لا ستمر بأوقاتها من سكة خاصة بمعاني السطور الماضية ، بحوار تنافسي سيكون الغرض منه بلوغ نصف نهائي كاس الرئيس التي مازالا يواصلا فيه المشوار وصيغة التنافس بآمال وطموحات . اللقاء المنتظر بين الفريقين سيحمل بين طياته هوامش كثيرة تفرض نفسها على اللونين الأحمر والأصفر ، تحت سقف التنافس المهم الذي سيحاول فيه الشعلة تغيير الصورة التي ترسم في مواجهات الفريقين في السنوات الأخيرة ، التي يحقق فيها التلال فوزا دائما .. وسيكون التلال أيضا في محطة خاصة لمواصلة مشواره المهم في بطولة ألكاس على أمل التعويض عن مسابقة الدوري العام التي ناضل ووصل فيها إلى محطة مقبولة كلن فيها يعلن حضوره في موعد تكريم إبطال الدوري العام لكرة القدم عبر ميداليات برونزية. التلال والشعلة بتاريخهما الطويل في رياضة عدن وزمن جميل كانا فيه يسطران الأروع والأجمل سيحضران غدا بآمال تنصب في تحقيق الفوز ، فالشعلة العائد إلى مواقع الكبار سيتناسى ذلك وسينظر إلى لون احمر يفرض نفسه خصما في المعلب ،÷ يبحث عن الفوز والعبور ليواصل نسد مهم يعزف فيه بعض الإلحان الرائعة التي رضى بها الجميع في مسار الدوري .. لهذا سيكون لنا إن نترقب موعدا يمر بحقبات تاريخية رائعة لم يعد لها مثيل ، لكنها بألوان لم تتغير حتى بتغير الظروف والصور والقامات والخامات والقدرات .