نشرت صحيفة التايمز مقالا يتناول الجدل القائم بشأن تسليح الدول الغربية للمعارضة في سوريا، والتهديد الذي تمثله جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. كتب أنثوني لويد في التايمز يقول إن الكونغرس الأمريكي مطالب بالموافقة على طلب الرئيس، باراك أوباما، بمنح 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة السورية "المعتدلة".
ويرى لويد أن عدم التدخل في سوريا جلب العديد من المشاكل منها أن مئات البريطانيين التحقوا بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، كما أن عناصر الجماعة انتشروا في العراق، وحولوا الوضع إلى كارثة هناك، وهذا ما سيدفع بملايين العراقيين إلى النزوح عن مناطقهم، مثلما يفعل ملايين السوريين.
ويتابع صاحب المقال، بأن الأمريكيين هزموا من قبل جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام بين 2005 و2008 بالعراق، عندما استعانوا بجماعات سنية تسمى الصحوات، ولكن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، تخلى عنهم، ولا يبدو أنهم سيقفون ضد الدولة الإسلامية في العراقي والشام مع حكومة شيعية.
ويلح على أن معقل الدولة الإسلامية في العراق والشام هو في سوريا، حيث نشأ وتعزز، على الرغم من نشاطها في العراق، وبالتالي لابد من إلحاق الهزيمة بها في سوريا.
ويدعو إلى تسريع برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة الذي بدأ في قطر، لأن عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام يحصلون على أسلحة أمريكية من جنود الجيش العراق الذين يأسرونهم.
كما يدعو كاتب المقال الدول الغربية إلى تحسين صورتها أمام السوريين السنة الذين يتهمونها بالتخاذل عن التصدي لقوات نظام الرئيس بشار الأسد التي تدمر المدن والقرى بالبراميل المتفجرة، وتقتل الأطفال والنساء في البيوت والمدارس.
ويتهم لويد الأسد بالضلوع في إنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام، من خلال الأعمال الوحشية، ومن خلال عمل مخابراته.
ويعتبر من يفكر في الاقتراب من نظام بشار الأسد مرحليا من أجل مواجهة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام كمن يعالج أعراض المرض ويهمل أسبابه.
أما صحيفة الفايننشال تايمز فكتبت عن مطامح كردستان ومستقبل العراق.
وتقول الفايننشال تايمز إن زحف عناصر جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام يوشك أن يؤدي إلى تشرذم العراق وانقسامه إلى مناطق عرقية وطائفية، ولكن خطر الجماعات المتشددة لا ينبغي إن يحجب عنا ما يصبو إليه الأكراد، ويفعلونه من أجل تحقيق مطامحهم في الاستقلال عن العراق.
وتضيف الصحيفة أن الأكراد، الذين تعرضوا إلى القمع في عهد الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، يتمتعون اليوم بحكم ذاتي شمالي البلاد.
وبينما تكبدت قوات الجيش العراقي خسائر فادحة أمام زحف الدولة الإسلامية في العراق والشام، تتقدم الحكومية المحلية في كردستان نحو تحقيق حلم الاستقلال. فقد سيطرت قواتها على كركوك، التي يعتبرها الأكراد مدينتهم الروحية، بثروتها النفطية الكبيرة.
وتشير الصحيفة إلى أن طموح الأكراد بالاستقلال بدأ يكسب تأييدا إقليميا، إذا أن الحزب الحاكم في تركيا، الذي كان يعترض بشدة على إنشاء دولة للأكراد، يقول إن أنقرة قد تقبل بدولة للأكراد إذا انقسم العراق، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تأييده لقيام دولة كردستان المستقلة.
وترى الصحيفة أنه على الأكراد أن يحافظوا على وحدة التراب العراقي، لأن انقسام البلاد إلى مناطق للسنة وأخرى للشيعة وأخرى للأكراد سيؤجج حروبا عرقية وطائفية لا تبقي ولا تذر، وأن قيام دولة للأكراد بلا دعم من دول الجوار مثل تركيا وإيران سيبقى حلما مستحيل التحقيق.
وتضيف أن المستقبل الوحيد القابل للحياة في العراق هو الفيدرالية حول العاصمة بغداد، وإذا تم التوافق على هذا، فإن رحيل المالكي بطائفيته لابد أن يرحل، ولابد من تشكيل حكومة تضم جميع طوائف العراق، وعلى الدول الغربية أن تدفع بالأكراد في هذا الاتجاه، وإن كان الوقت قد فات.
الثورة مستمرة
الحكومة المصرية تواجه موجة من التفجيرات.
أما صحيفة الغارديان فخصصت مقالا للوضع في مصر، وكيف أن الناشطين لا يزالون متمسكين بمطالبهم الثورية بعد عام من عزل الرئيس محمد مرسي.
تقول الصحيفة في مقالها إن محاكمة صحفيي قناة الجزيرة بين كيف أخذت المرحلة الانتقالية في مصر طريقا غير الذي يرغب فيه المصريون.
وتستغرب الصحيفة أن عددا من الذين كانوا ينادون بإنهاء الحكم العسكري في 2011 و2012 في البلاد يسيرون في الطريق نفسه.
وتضيف أن الكثيرين خارج مصر يتساءلون: ما الذي حدث لهؤلاء الليبراليين الثوريين؟ لماذا يصفقون لإلغاء الديمقراطية، ويهللون للقمع بعد عزل مرسي؟
ويقول صاحب المقال: أعرف عددا من هؤلاء المتملقين للحكام، ولا أدري ما الذي يجعلهم يفعلون ذلك، ولكن الليبرالية التي يدعونها ليست إلا بالمظاهر والتصنع وليس بالقناعات السياسية.
ويتابع بالقول إنهم يغضون الطرف عن انتهاك حقوق الإنسان ما دامت لا تمسهم شخصيا ولا تمس أصدقاءهم، ولم يكونوا أبدا جزءا أساسيا في التيار الثوري، فهذا الجزء الأساسي قمع وهمش.
فالتيار الثوري الحقيقي لم تكن له القوة والقدرة على تحديد مسار الثورة، والبلاد اليوم في حاجة ماسة إلى بدائل إيجابية لليمين الديني والاستبداد العسكري.
وقد نال القمع الذي أعقب عزل الرئيس مرسي مختلف شرائح المجتمع المصري، واعتقلت أجهزة الأمن ما بين 16 ألف و40 ألف شخص.
وسجلت منظمات حقوق الإنسان ولا تزال تسجل انتهاكات حقوق الإنسان منذ عزل الرئيس مرسي، ولا يزال الثوريون الحقيقيون